مغامرة في المغرب

128 17 14
                                    

بعد أن حطت الطائرة في المغرب قصدت فندقا قريبا وقررت أن تمضي بضعة أيام دون التفكير في أمر المنافسة.. فقط تستمع بجمال المكان وتروح عن نفسها، انتقلت الى فندق اخر في مقاطعة مراكش.. قيل بأنها مليئة بالمتاجر الساحرة والمساجد الكتبية ، كانت اجمل مما قيل في الواقع..
خرجت بعد بضعة أيام تفكر في شراء بعض التذكارات ثم تذكرت وسط غمرتها بين المعروضات اللطيفة سعاد فشعرت بالحنين وتذكرت بأن رفيقتها عملية ولا تحب أغراض الزينة المجردة فوجدت قلامة أظافر زهرية لطيفة على ذراعها شكل مخلوق زهري لطيف وفي قلبها شفرة حادة صغيرة وأخرى مدرجة.. إنها الغرض المناسب بالضبط لصديقتها..
بعد أن دفعت ثمنها وسارت على الرصيف شاهدت من بعيد شابا يركض نحوها، يبدو في بداية العشرينات يرتدي ثيابا شبابية " سترة جلدية وسروال جينز وحذاء رياضي تبينت ملامحه كلما اقترب " شعر شديد السواد والنعومة، عيون سوداء حادة وبشرة فاتحة " يلاحقه رجلان أحدهما يبدو في العقد الثالث والآخر في الرابع.. كان يسبقهما بكثير ولم يكن في المكان الكثير من الناس للمساعدة ولم تكن هي من النوع الذي يقدم المساعدة عادة لكنها أشفقت على الرجلين وقررت البدء في تغيير نفسها للأفضل وتفعل بعض الخير لعله يرجع إليها، فرفعت حقيبتها لتضربه بها بقوة ما إن اقترب منها فتعثر ليقع على الأرض وتبعثرت كل أغراضها بجانبه
وصل الرجلان حينها وانحنت هي لتجمع أغراضها فرمقها الشاب على الأرض بنظرة غاضبة وقال : أنا الضحية هنا أيتها الغبية

لم تستوعب ما قاله حتى انخفض أحد الرجلين ليرفعه بعنف فلاحظت المسدس الذي يوجهه نحوه في الخفاء ثم سحباه بهدوء دون أن ينظرا إليها حتى.. زفرت في صدمة : ما الذي فعلته..

أيقنت بأنها يجب أن تفعل شيئا بسرعة قبل أن يبتعدوا فراحت تدور حول نفسها بارتباك " شرطة.. شرطة " لكنهم سيفلتون قبل أن تفعل شيئا فاستقلت أقرب سيارة أجرة وأمرته باللحاق بالسيارة السوداء التي انطلقوا بها.

توقفت السيارة السوداء بعد مسير نصف ساعة تقريبا في منطقة نائية فتوقفت سيارة الأجرة خلفهم بمسافة آمنة ، شاهدت ثلاثتهم يدخلون إلى مبنى مهجور هناك، ففكرت بقلق لحظات طلبت خلالها من السائق أن يمنحها رقم الطوارئ وهي تردد : سيعرفون ما يفعلونه.. لن أورط نفسي

لكنه خيب أملها حين قال: هذه المنطقة محظورة على المواطنين إنها تخص جهات أجنبية لذا أنصحك بالابتعاد فورا قبل التورط في المشاكل..

أدركت بعد التفكير بأنها قد تتورط بالفعل في المشاكل وهي تجهل ما يحدث فنزلت بعد أن دفعت أجر السائق الذي نبهها كثيرا من الاقتراب قبل أن يغادر.

أدخل الرجلان الشاب إلى غرفة واسعة مليئة بالخردة وقيداه على كرسي في منتصفها بإحكام خرج أحدهما فورا بينما راح ضخم الجثة يتأكد من رباطه وهو يستفزه بقوله : لن تتحرك مجددا أيها المزعج

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن