غرباء مجددا

71 15 2
                                    

عادت إلى منزلها، رتبت ثيابها داخل خزانتها ثم حملت الحقيبة الزهرية لتضعها على الرف.. الحقيبة التي رافقتها في كل خطوة من رحلتها وحملت معها كل الهموم والسعادة التي صادفتها ، تأملتها طويلا ثم ربتت عليها قائلة : يمكنك أن ترتاحي الآن فقد انتهت الرحلة..

لم تشعر بأن البقاء في المنزل سيفيدها فخرجت للقاء رفاقها، كانت بسمة تشعر بتوتر بالغ بينما هاجر  هادئة واثقة كعادتها لا يهزها شيء.. لطالما كانت واسعة الحيلة سريعة البديهة، ولم يكن رامي ومسعود يفهمان سبب توترهما حتى دخلت عليهم جونا فجأة ولم يتوقع أحد أن يرى دموعها يوما لكنها كانت تقطع وجهها في تلك اللحظة ثم قالت : إنها تكرهني.. تكرهني جدا..

ارتعشت أطراف بسمة وحافظت هاجر على رباط جأشها غير أنه وبدون سابق إنذار ارتمت في أحضان هاجر وهي تردد باكية : لقد كنت مخطئة طوال الوقت.. أعترف بذلك

وقف مسعود مرتبكا يسأل : ماذا هناك؟؟ جونا ؟؟

ـ لقد كشفت أمري.. السيدة نادية.. لقد كشفت أمري أمام الجميع اجهل كيف عرفت..

ثم رفعت رأسها إلى هاجر فشعرت بسمة بالكثير من القلق والذنب غير أن هاجر ردت دون أن تتزعزع : لابد أنها كانت تتجسس علينا.. إنها خطيرة

ابتعدت جونا لتلملم دموعها على كرسيها وهي تردد : إنها امرأة شريرة.. شريرة حقا..

وبينما الجميع مصدوم من رؤية دموعها رددت بأسف : أنا حقا آسفة يا رفاق. ..لن أستطيع منحكم القلادة فلقد أخذتها مني.. اتهمتني بسرقتها لأنها أرادت إحراجي أكثر

مدت هاجر يديها بتمسك يدي جونا قائلة بعطف : عزيزتي.. ما يهمنا أن تكوني بخير أنت

أسرع مسعود يؤكد : أجل لا تبالي.. إنها مجرد قلادة بالنسبة لنا

رامي ـ يمكنك أن تعوضي علينا برحلة ما لجزيرة ما..

تبسمت جونا لمحاولة رفاقها التخفيف عنها، ولم تلاحظ الأسى والندم على وجه بسمة

بينما يدردشون حول كل شيء يحاولون التخفيف عنها وجعلها تنسى مرت عليهم فتاة من زجاج المقهى، فهتف رامي مداعبا : أنظروا يا جماعة.. إنها تلك الشقراء هل تذكرونها ؟؟

قالت هاجر متبسمة : كيف ننسى ؟ إنها سبب التحدي الذي بدأناه من الأساس

تطلع فيها الجميع يتأملونها في تفكير عندما توقفت أمام زجاج المقهى بالضبط.. بدا أن أحدا نادى عليها، فتبسمت جونا لسخرية القدر الذي واصل العبث بها حتى هذه اللحظة غير أن الشخص الذي تنتظره الفتاة ظهر فجأة.." كان زين " فتجمدت الابتسامة في وجهها ، لم تسمع ما يدور بينهما لكن الشقراء ضحكت ملئ ثغرها حين تكلم زين، ثم شاهدته يدنو منها ليبعد الخصلة الشقراء عن وجهها الجذاب، بابتسامته الرقيقة تلك، عيونهما كانت مليئة بالحب لبعضهما..

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن