من الوقوع في المشاكل إلى الوقوع في الحب

88 15 4
                                    

سرير نوم توسط غرفة واسعة تتدلى على أطرافه أفرشه فاخرة مطرزة فوقه الكثير من الوسائد المحشوة بالريش الناعم، ألوان الغرفة زرقاء ووردية زاهية فيها بعض المناضد من الخشب الأبيض وطاولة زينة في زاويتها مرتب عليها أصناف مواد الزينة
يقابل السرير شاشة تلفاز كبيرة فوق منضدة قصيرة، كانت جونا مستلقية هناك تحدق في سقف غرفتها
، إن فكرة الانسحاب تلح عليها أكثر الآن.. لكنها تذكرت ما ستخسره إذا فشلت.." قلادتها ".. ورفعت يدها إلى صدرها لتمسكها، ضغطت عليها بشدة وهي تفكر" هذه القلادة هي الخيط الوحيد الذي يربطني بوالدتي ..أبي يكرهها ولا يريد أن يخبرني بشيء عنها.. إذا خسرتها فسأخسر الشيء الوحيد المتبقي منها.

واعتدلت جالسة لتردد بحزم" لا يمكنني أن أخسر.. حتى لو يكن هناك أي أمل.. سأظل أحاول حتى النهاية.

انقضت بضعة أيام روتينية، حين طلب منها المراقب أن تأخذ بعض الكتب إلى مدرس في الصف الأعلى فصعدت الدرج تحملها وهي في عالم غير عالمنا، لو لم تصطدم فجأة بأحد ما تناثرت الكتب في الأرجاء ولشدة فزعها انزلقت قدمها وكادت تقع لو لم تمتد يد مجهولة لتجذبها، فارتدت إلى صاحب اليد ووقعت بين يديه ، غير أنها ابتعدت مسرعة وجلست على الدرج وضعت يديها على صدرها تتحسس قلبها " هل مازال في مكانه ؟ "

جلس بجوارها صاحب اليد قائلا بصوت رقيق : هل أنت بخير يا آنسة ؟

امتلأت غضبا والتفتت لتقول : لما لا تنظر أمامك أيها الأخرق الأعمى

لكن كل غضبها تبخر، عندما قابلتها عيونه العسلية الجميلة كان يدنو منها منحنيا ليطمئن عليها فانحنت خصلات شعره الطويلة الغامقة على وجهه الصافي شفاهه ندية متوردة إنه يبدو كقطعة حلوى قطنية ،وكأنه لم يخدش قط في حياته ، بل إنه أمير من القصص الخيالية..

ما الذي يحدث لها ؟ شعور ينتابها لأول مرة، اجتاحها ابتداء من قلبها وانتشر في سائر جسدها، وكأنما ذابت داخل عيونه ظلت فقط تحدق فيهما منومة لا تشعر.

أيقظها بصوت ناعم رقيق : أنا أعتذر

دون شعور أو وعي ردت : أنت بهي الحسن

ـ ماذا ؟؟

انتبهت على قولها فقامت مسرعة تردد : أ..أقصد ..أنت لم تقصد الاصطدام بي، ليست غلطتك.. أنا كنت شاردة الذهن

فابتسم ويا ليته لم يفعل فقد خطفت ابتسامته ما تبقى من أنفاسها، فكادت تقتلها وقال برقة : بل إنها غلطتي.. لقد كنت انظر بعيدا

ثم انخفض ليجمع كتبها وقدمها لها مستطردا : آسف

تورد وجهها كله وأمسكت كتبها بصعوبة تتمتم " لا عليك "

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن