عالقان في الحمام

88 17 3
                                    

نزلت بعد انقضاء ثلاثة أيام من وجودها في هناك إلى غرفة المعيشة فوجدت لؤي يجلس مقابل التلفاز، جلست بجواره وكانت تجد راحتها حوله لأنها أكبر منه رغم أن بنيته كانت أضخم منها فكان طولها يصل إلى كتفه، ثم إنه الوحيد الذي يقع خارج قصتها المعقدة..

أرادت أن تستدرجه بالحديث لتستخرج منه بعض المعلومات فقالت بشكل عابر : ترى هل سيطول بقاء إخوتك ؟

لم يعرها اهتماما فركزت مع ما يشاهده ممتعضة من تجاهله ولم تشعر إلا وهي مركزة مع الفيلم الذي يشاهده.. عصابة تختطف شابا وفتاة فرجع بها خيالها إلى اليوم الذي اختطفت فيه مع سامي  فقالت في شرودها : ترى هل تصالح سامي مع والده ؟؟

رمقها لؤي بنظرة جانبية وحافظ على صمته فخاطبته فجأة :  لماذا يطهو يزن اليوم ؟ اعتقدت أن زين سيقوم بالطبخ لوحده

هنا رمقها بنبرة مليئة بالشك وقال أخيرا : أنا مندهش من قدرتك على التمييز بين أشقائي

ثم عقب بعد لحظة من التفكير : حتى أقاربنا يعجزون عن التمييز بيننا لأننا كثر ولا نتواجد معا إلا نادرا لكن أنت..

واعتدل ليستطرد في شك أكبر : أنت تفرقين بيننا ولم يمض على وجودك بيننا سوى ثلاثة أيام

علقت الحروف في حلقها وأجابت بصعوبة : حـ.. حسنا.. أنا.. أنا أملك ذاكرة قوية، لقد حفظت أسماءهم منذ أول يوم.. إنهم حيان، حازم، سامي، أسامة، ويزن

ـ نسيتني أنا وزين

ـ أجل وأنت وزين

ـ وما هو اسمي أنا ؟

ـ أنت...؟؟

راحت تعصر ذاكرتها، إنها لم تحتج إلى اسمه من أجل التعامل معه، ولم تتواجد وسط العائلة لتسمع اسمه مرارا، فصارت تضحك ببلاهة تردد " هه، هه لديك اسم طبعا.. كيف لا أعرفه ..إنه..

نادى عليه لحظتها زين قائلا : لؤي عد إلى دروسك

فهتفت : لؤي.. إنه لؤي ما هذا السؤال السخيف

فعاد ليستند على الأريكة رغم معرفته بكذبها.

عاد الصمت مجددا يسود المكان ولم يكن لؤي سيرد على أي من ثرثرتها لو لم تقل فجأة، دعنا نخرج..

رمقها بنظرة ساخرة سرعان ما رجع بعدها ليتابع فيلمه وهو يتعجب من أفكارها لكنها قفزت لتجلس بجانبه فأدهشه اقترابها بهذا الشكل بينما تتوسل إليه أن يفعلا شيئا مسليا بدلا من هذا السكون والملل الذي يسكن المنزل، لم يستطع لشدة ارتباكه من قربها الشديد أن يركز على التلفاز بل ابتلع ريقه وراح يحرك بصره بعيدا وهو يقول بحروف مبعثرة : لـ.. لا أستطيع الخروج.. اقترب وقت انطفاء الأنوار..

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن