تلك اللحظة.. حين تعيش حياة رتيبة كئيبة .. ثم تتشابك أمورك كلها في لحظة واحدة.. الحب، الغيرة، الإحراج، أجل إنها تلك اللحظة
لم تشعر جونا بما يحدث حولها.. لم تعلم حتى بأنه أخرجها من المنزل، سار بها طويلا قبل أن يتوقف أخيرا في المكان الذي قصداه مرة " الأرجوحة " وقفا ساكنين لحظات كثيرة والتفت إليها أخيرا فوجدها بهيئتها تلك.. وكان الجو باردا فتلون وجهها وجسدها كله بسبب البرد غير أنها لم تكن تشعر به، فأدرك بأنه تسرع في إخراجها بذلك الشكل..
انتزع سترته وتقدم ليضعها فوق كتفيها، لكنها نطقت أخيرا حين اقترب : ما الذي فعلته ؟؟
لم يرد حين شاهد صدمتها بينما تنظر أمامها إلى الفراغ بل أشاح بصره وحسب فرفعت بصرها إليه ورددت : لماذا فعلت ذلك ؟؟
لم يرد، واصل تجنب النظر إليها فرفعت قبضتها لتدفعه على صدره بضعف : أجبني.. لماذا ؟؟.. لماذا فعلت ذلك ؟؟
لم يتحرك فاستفزها صمته لتصرخ في وجهه : أجبني أيها الأحمق
رفعت قبضتها مجددا إلى صدره لتدفعه بضعف قائلة في إرهاق : أنا أسمح لك بمضايقتي.. أسمح لك بالسخرية مني وشتمي والتنمر علي لكن هذا.... هذا.. كيف.. كيف يكون ممتعا ؟ ما الهدف منه ؟؟
أمسك يدها التي كانت تضربه.. إن ضرباتها لم تكن ترهق أحدا سواها، وقال : أنا لا أستمتع بالأمر..
قالت بحدة : إذا لماذا فعلت ذلك
حاول أن يمسك أعصابه دون جدوى حين قال : ألم تسمعي شيئا مما قلته ؟؟؟
ثم صاح في وجهها غاضبا : أنا أحبك
ابتلعت غضبها وحروفها وراحت تتطلع في عيونه المليئة بالغضب ممزوجا بالارتباك والثقة والألم فامتلأت عيناها دموعا ونطقت بصوت تخنقه العبرات : أنت أحمق.. ومجنون أيضا.. أنا أكبر منك، أين ذهب عقلك
دنى من وجهها قائلا : المجنون لا يملك عقلا..
انزلقت دمعة من عينها في تلك اللحظة فكأنما انزلقت على قلبه.. أفلت يدها مباشرة،
تسابقت الدموع تقطع وجهها فاشتد ارتباكه ولم يعرف ما يفعل.. ندم كثيرا على فعله في هذه اللحظة، لم يقصد أن يسبب لها أي أذى.. ثم رمقته بتلك العيون التي تفيض، فاستدار بسرعة ليوجه لها ظهره وقال بصعوبة : توقفي.. لا تبكي
لكن دموعها ازدادت غزارة وارتفع صوتها باكية تقول : ماذا سأفعل الآن.. كيف سأواجه إخوتك بعد الآن.. كيف سأعود إلى ذلك المنزل ؟؟ لماذا فعلت هذا بي
أنت تقرأ
ستة قلوب
Adventureعندما تعيشين طول حياتك بدون حب ثم فجأة.. يقع في حبك ستة.. ترى هل يمكن ان يحدث هذا ؟؟