ستة قلوب

قبلة

تنويه
هناك مشهد غير مناسب للأطفال في هذا الفصل وغير مناسب لنا كشعوب عربية مسلمة وهو مشهد " قبلة " أعتذر مقدما لمن سيشاهد لكن المشهد ضروري لسير القصة يمكنك تجاوز الفصل الى الفصل التالي وشكرا لك على التفهم .

أول قبلة  .. أول حضن.. أول المشاعر كلها مميزة فقط لأنها الأولى 

انقطعت الأنفاس عن تلك المائدة حملق فيها الجميع بصدمة.. لم يتوقع أحد أن تبدو هكذا حتى بعد الزينة
..شعرت بالخجل البالغ من تأخرها وهم عائلة منضبطة أسرفت الاعتذار لكن زين وقف باسما يقول : لا بأس لم نبدأ بالأكل على أي حال.. تعالي

فوقف كل الأشقاء لباقة كأنما بدت لأول مرة كامرأة حقيقية، لكن السيدة نادية رمقتها بنظرة حاقدة وتمتمت" هل تعتقد بأنها قادمة لعرس؟؟

باشر الشباب في الأكل فنطقت فجأة " لكن.. أين لؤي ؟"

أجابها زين : إنه غائب منذ الدوام.. اتصلت به لكنه لا يجيب

صحيح أن ذلك لم يبدو عليه لكنها شعرت بالقلق في صوته فقالت باسمة : لا تقلق عليه ..إنها السن التي يتمرد فيها أترابه

قاطعها سامي : اعتقدت بأنه معك

ـ معي أنا ؟؟؟ لماذا ؟؟

ـ لأنه كلما غاب أحد الشباب غبت معه

تذكرت ما حدث مع حازم وحيان فتلون وجهها وحاولت أن تبرر نفسها لكن يزن نطق قبلها : وأنا اعتقدت ذلك أيضا

هتفت في احتجاج قول يزن ، غير أن حازم وحيان وافقاه، وبقي أسامة فنظر إليه الجميع، رفع رأسه ليجد الجميع ينتظرون رأيه فابتلع اللقمة وتمتم : أنا أيضا.. اعتقدت ذلك

انفجر الأشقاء ضحكا، وراحت تتلوى في غيظ واحتجاج غير أنها انتبهت على شيء غريب.. يزن.. كان يضحك.. إنها جميلة حقا وإن كانت خافتة خفيفة ضحكته.... بدا سعيدا.

شعرت بإحساس غريب جدا لم تفهمه، بينما يضحكون حولها يتغامزون ويدردشون، هل هذا شعور التواجد وسط العائلة.

كانت السيدة نادية تريد أن تنفجر في العالم الآخر الذي تركوها فيه، نسي الجميع أمرها وكل ذلك بسبب هذه الوضيعة التي اقتحمت جمعتهم.

" كيف هي أحوال والدك المادية الآن "

أخرجتهم السيدة نادية بعبارتها المليئة بالسم لم تعرف جونا كيف ترد لكن أسامة قال برصانة : لا أعتقد بأنها كانت ستكون هنا لو تحسنت أحوال والدها

ـ أوه ..أعتذر.. لم أعرف كيف أبدأ التعارف معها .. أخبريني عزيزتي ما هو اسم والدك

ارتبكت جونا بشدة.. لو أنها أخبرتها باسم والدها فسيعرفون بنقرة بحث أنه لم يفلس لأنه معروف في وسطه واضطرت لأن تلفق اسما مزيفا..

إن الكذب مثل السلسلة المترابطة.. ما إن تبدأ أول كذبة لن تستطيع إيقافها، وستظل تنسج أكاذيب أخرى من أجل الحفاظ على الكذبة الأولى..

ـ آمل أن تتحسن أحوالكم وتذكري.. أنا هنا.. سأكون بمثابة والدتك

فتبسمت جونا لكن في سرور أقل..

انتصف العشاء وتذكروا بأنهم نسوا الماء فحملت جونا طست الزجاج مسرعة لتجلبه ، غير أنها توقفت حين التفتت مباشرة وقالت متفاجئة " لؤي "

التفتوا جميعا إلى لؤي وقام زين قلقا يقول : أين كنت.. لماذا تغيبت عن المائدة ؟ لقد اتصلت بك كثيرا .. لؤي

لم يتلق أي رد فأحزنها رؤية زين قلقا بهذا الشكل فالتفتت إلى لؤي الذي كانت ملامحه غريبة هادئة ساكنة على غير العادة لكن أيا منهم لم يتوقع ما حدث بعدها.

توجه مباشرة نحو جونا لف ذراعه حول خصرها ووضع اليد الثانية خلف عنقها ثم دنى من وجهها ليطبق شفاهه على شفاهها..

علقت اللقمة في حلق حيان ووقعت نظارة يزن والملعقة من يد أسامة والخبز من يد حازم بينما سعل سامي بكل ما في فمه وحملقت فيهما نادية مشدوهة.. لكن الأكثر صدمة كان زين، ظل يحملق بعيدا.

أفلتت جونا الطست من يدها فوقع على الأرض وتحطم لأجزاء وتصلبت أطرافها لكنه لم ينوي تركها.. أمسك وجهها بكلتا يديه واقترب بجسده أكثر ليستغرق في شفاهها بعمق دون شعور منها.
بينما الأفواه فاغرة حولها تمتم زين : لؤي.. ابتعد عنها

لم يستمع له ولم يسمعه حتى فجذبه من ذراعه بعنف عنها فتبعثر شعره على وجهه وأخفض بصره بينما بدا أن روحها غادرت جسدها من قوة صدمتها، لكن لؤي قال بصوت مرتفع حاد : أريد أن أقول شيئا.. وأريد أن يفهمه جميع الحاضرين هنا جيدا..

لم يخرج أحد من صدمة ما رأوه حتى عقب بقول زادهم صدمة على صدمتهم : أنا أحب هذه الفتاة

لم يصدق زين ما يرى ويسمع.. لقد ربى شقيقه ولم يتوقع أن يصدر هذا منه، لم يتوقع أحد ذلك.. إنه طائش متهور.. إنه أصغرهم.. لم يتوقعوا أن يقع في الحب يوما بشخصيته هذه فكيف يقع في حب جونا.. جونا بالذات ؟؟؟

أردف بنبرة حاسمة : إنني أنبهكم منذ هذه اللحظة.. لقد صارت فتاتي ،وملكا لي لذا .. أريد أن يبقي الجميع أيديهم بعيدة عنها..

صمت حاد..

جذبه زين من ذراعه وفي اللحظة التالية وجه له صفعة تردد صداها في كل مكان ، كانت كفيلة بإخراج جونا من حالتها تلك فانخفضت مباشرة مرتعشة نحو الأرض لتجمع شتات الطست المحطم.

ساد الصمت ولم يستطع أحد أن ينبس بحرف.. فنطق لؤي بصوت هادئ : توقفي عن لمس الزجاج

لكنها لم تستمع له فصاح بحدة : قلت توقفي عن لمسه

أرعبها صوته فضغطت على قطعة زجاج وجرحت إصبعها
... شاهد الدم يسيل من اصبعها فانحنى بأسف ليرفعها ثم أمسكها من يدها وسحبها معه إلى الخارج تاركا الجميع خلفه فاغري الفاه لا أحد يستطيع الحراك أو النطق