زوجة سابقة

102 16 1
                                    

لم يستوعب أحد ما يسمع فأخرجت السيدة نادية قلادة جونا من جيبها قائلة : هذه القلادة التي أخذتها منها..

وقربتها منهم ثم مدت يدها إلى عنقها لتخرج قلادة مطابقة لها وعقبت : وهذه القلادة التي اعتقدت بأنها سرقتها..

جحظت أعينهم للمرة الثانية ولو أنهم تعرضوا لصدمة أخرى لسقطت من محاجرها، استرجعوا أحداث اليوم الذي قصت فيه جونا قصتها وكيف أنها لم ترغب في خسارة القلادة لأنها الذكرى الوحيدة من أمها، فحملقوا في السيدة فاغري الفاه لكنها نطقت بصوت تخنقه الدموع : لقد طردتها.. طردت ابنتي بيدي هاتين..

وتذكرت معاملتها لها طوال تواجدها هنا فارتعشت ساقاها وجثت على الأرض والدموع تنهمر على وجهها بغزارة ثم ارتفع صوت بكاءها : كانت ابنتي أمامي طوال الوقت دون أن أعرف.. لقد.. لقد آذيتها بوحشية

لم يستطع أحد الحراك حدقوا فيها فقط تبكي على الأرض وتردد : ألا يفترض أن تشعر الأم بأبنائها فلماذا لم أتعرف عليها ؟؟ لقد بحثت عنها طول عمري لكني طردتها حين وقفت أمامي..

انحنى زين أخيرا ليرفعها عن الأرض وهب حيان ليقرب منها كرسيا فانتفض الأشقاء مرتبكين، قرب منها سامي الماء ووقف الآخرون وحسب، حين التقطت أنفاسها وبينما يحيطون بها جميعا، همس لؤي : أستطيع أن أفهم الآن من أين ورثت جونا توحشها..

انزلقت ضحكة من بين شفاه سامي وأمسكها الآخرون بصعوبة.. لكن زين نهره سرا، عندما هدأت السيدة أخيرا حمل الأشقاء الأطباق لا أحد يستطيع الأكل الآن وعندما فرغت المائدة التفوا حولها ينتظرون شرحا من السيدة كان حيان من دفعها للكلام بسؤاله : سيدة نادية لم تخبرينا بأنك تملكين ابنة ؟؟

أخفضت بصرها وبعد أن أشاحت تلك الخصلة عن وجهها لتدفعها خلف أذنها قالت : بدأت القصة قبل عشرين سنة.. كنت شابة يانعة حين تعرفت على والد جونا، كان يملك متجرا صغيرا مستأجرا يبيع فيه بعض المواد الغذائية البسيطة وهو كل ما يملك حينها، كان يتيما ولم يملك أي أقارب.. لم يكن يملك شيئا حرفيا، كان مكسورا كطير وقع من عشه وحيدا، لكنه كان في المقابل شابا قويا وجذابا جدا..

ثم رفعت رأسها لتبتسم دون وعي كأنما عادت إلى تلك الذكريات بمخيلتها أيام الشباب والزهر تاركتهم هناك وحدهم.. وقالت : لقد كان مثاليا تناسق جسده القوي مع جمال وجهه فكان حلم كل فتاة شاهدته في ذلك الوقت

حملق فيها الشباب وهي تسرف في مدح جمال زوجها السابق بينما تجلس بين أولاد زوجها المستقبلي بحيرة واستغراب فانتبهت على نفسها وخرجت من ذاكرتها لتحمحم بارتباك : المغزى أن فقره لم يكن مشكلة حينها لذلك كنت كأترابي أتردد عليه كثيرا في محله ذاك.. حاولت دوما إيجاد الأسباب لفعل ذلك وكان لطيفا معي حقا فزادني ذلك إعجابا به لم أكن أعلم بأنه يبادلني الإعجاب حتى تقدم لخطبتي ذلك اليوم.. كان ذلك أروع ما حدث لي وقتها، لقد عشت مشاعر لا زلت أذكر وقعها على قلبي كأنها حدثت أمس.. لشدة روعتها..

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن