ستة قلوب

طلب زواج كاذب

حدث ما كان يخشاه وما خشيه الجميع في العائلة.. ابتعدت.. باتت تقضي أغلب وقتها مع هذا الغريب الذي جاء من العدم ليسرقها منهم جميعا.. ليفض الصراع الذي كان سينشب بينهم وربما ليفض صراعها الداخلي هي الأخرى..

جلست معهم على المائدة ذلك اليوم، لم تعد الجمعة خفيفة، ولم تعد جونا صاخبة كما اعتادت.. إنها هادئة منذ بعض الأيام، أخرجها من صمتها اتصال هاتفي فتعجبت من الرقم الغريب الذي يتصل بها، ورفعت السماعة لتقول بعد لحظة " حسام ؟؟ "

نظر إليها الجميع فاستأذنت حالا وأنهت اتصالها ثم حين رجعت كان التغير باديا على ملامحها، كأن الكلمات تعج داخل فمها تريد الخروج، ثم قالت أخيرا بصعوبة : أريد.. أن أعتذر عن العشاء هذا المساء..

إنها تكره حين تتجه الأبصار نحوها بهذا الشكل، فسألها زين بهدوء : خيرا ؟ هل هناك خطب ما ؟؟

أخرجت الكلمات بصعوبة وثقل : إنه.. فقط.. حسام.. يحتاجني في أمر مهم وطلب أن نناقشه على العشاء..

وضع لؤي ملعقته على المائدة بعنف وقال : ستخرجين معه في موعد ؟؟؟

تلون وجهها وهتفت محرجة : لقد تعرفت على عائلته.. إنه ليس موعدا.. قلت بأنه يحتاجني

حاول لؤي الرد لكن زين قاطعه بصرامة : يكفي لؤي.. لا تتدخل في حياتها أكثر

نظرت جونا إلى زين بألم.. غير أن لؤي وقف مغتاظا ليغادر المائدة فلم تمر إلا لحظات حتى مسح حازم فمه وقال : الحمد لله شبعت

وقف من مكانه ليغادر فقام بعد أسامة ويزن ثم الباقي وشاهد زين المائدة خالية فمسح يديه وغادر..

نظرت جونا إلى المائدة حولها فأصابها حزن شديد، شعرت بأنها تفرقهم لسبب تجهله، وعجزت عن فعل شيء.. غير أن السيدة هتفت مسرورة تقول : أنا سعيدة من أجلك حقا.. يبدو شابا جيدا

قامت جونا في هذه اللحظة لتغادر هي الأخرى المكان.

تسللت خصلات برتقالية فوق وجه السماء لتكسر زرقتها، فوصل حسام إلى منزل الإخوة لأخذ جونا على الساعة السابعة إلا ربع متأنقا ببذلة رسمية زرقاء دون ربطة عنق رفع شعره للأعلى تخللته بعض التموجات، استقبله زين بوجهه البشوش وأدخله في أدب فظهرت السيدة نادية من العدم مبتهجة بوجوده شكل مبالغ، وطلبت منه الانتظار لجلب امرأته فتركتهما صامتين حتى حمحم حسام ليكسر الغرابة التي خيمت بينهما قائلا : بشأن ذلك اليوم.. لقد كانت غلطتي أخذ جونا بـ...

قاطعه زين مسرعا بلباقة : أرجو أن تنسى الأمر.. لقد انفعلت يومها..

قاطع دخول جونا حوارهما قبل أن يبدأ حين دخلت برفقة السيدة نادية بطريقة مسرحية،