القلب السادس

86 16 6
                                    

اجتمع الشباب حول مائدة العشاء وكانوا جميعا يتطلعون في مكان جونا الفارغ بصمت لا يجرؤ أحد على السؤال عنها لو لم ينطق لؤي فجأة بجرأته المعهودة : أين هي ضيفتنا المزعجة ؟

ـ لؤي راقب ألفاظك

تذمر في احتجاج من توبيخ زين : ليس من اللائق أن تتغيب عن مائدة العشاء..

فقال حيان متفكرا : لم أرها منذ المساء ترى هل من خطب ما ؟؟

شرع زين في الأكل وهو يقول بهدوء : آخر مرة رأيتها كنت أدلها على الحمام.. آمل ألا تعلق هناك

تساءل سامي باستغراب " تعلق ؟؟"

ركز الباقي مع زين وهو يقول : كانت كل الحمامات مشغولة فدليتها على حمام الطابق الثالث..

فكر سامي لوهلة ثم قال بشرود : دخل حازم ذلك الحمام هذا المساء

توجهت الأبصار  دفعة واحدة نحو مكان حازم الخالي..

أفلت أسامة الملعقة من يده ووثب من مكانه مسرعا فأنطلق خلفه الباقي دون تفكير، وجدوا أسامة يدفع الباب فوقفوا خلفه ولم يكن مستعصيا من الخارج كما هو من الداخل فدفعه دفعة قوية فتحته..

تصلب الجميع حين قابلهم على الأرض حازم بمنظره ذاك ملقاة بين يديه جونا.. ترتدي قميصا داخليا تلاصق مع جسدها بفعل الحرارة سترتها مرمية بجانبها.. ولم يكن حازم يستطيع الحراك أو الكلام.. نظر إليهم فقط بإرهاق وعجز.

كانت ممددة في إحدى الغرف ويزن بجانبها يفحص نبضها وبؤبؤ عينيها بينما كان أشقاؤه في الخارج ينتظرون وكان حازم أكثرهم قلقا رغم إنهاك جسده.. عم صمت رهيب كسره خروج يزن الذي انتزع نظاراته وراح يمسحها وهو يقول: لقد انخفض ضغطها بسبب الضغط الكبير في الحمام.. تحتاج فقط إلى بعض الراحة وستكون بخير.

أطلق زين تنهيدة طويلة مرهقة دخل بعدها إلى الغرفة ليطمئن عليها فسارع حازم ليدخل خلفه غير أن يدا امتدت إليه لتوقفه قبل أن يتجاوز الباب التفت متفاجئا إلى أسامة الذي رمقه بنظرة باردة وقال. : لا أعتقد أنه من اللائق أن تدخل عليها الآن

حدق حازم في عينه بجمود ثم سحب يده ودخل دون اهتمام كلامه.

أول ما قابلها حين فتحت عينها وجه زين المبتسم وجدته يجلس بجوارها عند السرير ينتظر استيقاظها بقلق فشعرت بارتياح بالغ لرؤية وجهه..

لكنها تذكرت بأنها كانت عالقة في الحمام فقامت مفزوعة.. حين اعتدلت جالسة وجدت الجميع متواجدا حولها ولم تكد تستوعب الأمر حتى انزلق الغطاء الذي كان عليها فخفضت بصرها لتجد نفسها بدون سترتها.. كان قميصا مكشوفا شفافا دون أكمام وحده.. ارتعشت أطرافها فتمسكت بالغطاء لتغطي نفسها وتشبثت به ثم نظرت إلى حازم الذي كان يقف هناك بين أشقاءه يرمقها بتلك العيون الزرقاء الحادة..

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن