صدرت ضحكة ساخرة من ثغر الغرابي ليحني رأسه أكثر باتجاهها وقد نبس بجمود
"كلامي لا يتكرر فلا تتصنعي الغباء الان لقد فهمتِ ما أقصده تماما"
قلصت المعنية جفنيها بتوجس وهي تزداد إرتباكا كل ثانية غير قادرة على إنتقاء رد مناسب بسبب قربه الشديد والغير معهود
لكنه من جهة أخرى كان محقا عندما قال أنها فهمت مقصده جيدا فهي علمت أنه لاحظ محاولاتها لتجنبه وعدم الاقتراب منه كثيرا في الفترات الأخيرة
صفت الصغرى حلقها لتنزل نظرها إلى صدره حتى تستطيع تكوين جملة مفيدة نابسة بخفوت
" أنا لم أتجنبك سيد لوثر أنا فقط كنت أقوم بعملي كما طُلب مني"
أمسك الغرابي ذقنها بين سبابته وإبهامه ليعيد رفع وجهها مقابلا لخاصته قائلا ببرود بعدما أعادت الصغرى نظراتها المتوسعة لعينيه بتفاجئ وتوتر
"عندما تحدثين شخصا أنظري إلى عينيه وثانيا أنا لم أطلب منك تجنبي لذا..."
زاد قربه من وجهها لدرجة تكاد تتلامس ملامحهما جاعلا من الصغرى تتجمد مكانها وتغلق عينيها بشدة
ارتفع جانب ثغره بابتسامة جانبية بعد رؤيته للإحمرار الذي اكتسى وجنتيها ليميل رأسه ناحية أذنها هامسا بنبرة عميقة غير قابلة للنقاش
" إياك وتجنبي مجددا فهذا أول وآخِرُ تحذير لأنني المرة القادمة سألجئُ لمعاقبتك ياصغيرة "
إبتعد المعني بعد كلامه مباشرة ليعود أدراجه خارجا من مكتبها دون قول كلمة أخرى
تاركا تلك التي لا تزال متجمدة مكانها بعدما فتحت عينيها وهي ترمش بجفول لاستيعاب ماحدث قبل لحظات
ابتلعت كاترينا ريقها في محاولة لترطيب حلقها الجاف من شدة الإرتباك لتعتدل على الكرسي واضعة كفها مكان قلبها الذي ارتفعت نبضاته بشكل جنوني...
إلتفتت ناحية كأس الماء الموضوع على طرف المكتب لتحمله وتشرب منه لتروي ضمئها
وبعد إنتهائها أعادته لمكانه وهي تلوح بكفها ناحية وجهها كالمروحة فحرفيا كانت ستبكي بسبب إحراجها
فهي لم تكن على قرب شديد مع رجل لهذه الدرجة بخلاف والدها أو شقيقها
لكنه ليس أي رجل...
أنت تقرأ
صدف القدر
عاطفيةهي مجرد فتاة مراهقة إنتقلت بالإجبار الى منزل أقربائها الأجانب لإكمال مسيرتها الدراسية، وهو رجل بالغ له نفوذ واسعة ومكانة مرموقة و وراء شخصيته الظاهرة غموض مكنون، فكيف سيكون للقدر يد في ملاقاتهما؟.... ﴿"مَادمتُ مَوْجُودًا فَلَنْ تَتِمَّ هَذِهِ ا...