تأملت كاترينا زرقة السماء الصافية بينما تتأرجح ببطئ على المقعد المتأرجح وهي تسند رأسها للخلف شاردة في أحداث الليلة الماضية بابتسامة عذبة تسحب أطراف شفتيها
رفعت معصم يدها الأيسر محدقة بتلألئِ زمردات الاسوارة تحت أشعة شمس الصباح الدافئة فقد كانت هديتها المميزة من طرف أليكسندر الذي منحها يوم ميلاد لا ينسى لكنها سرعان ما أفلتت ذراعها ليسقط بجانبها في حين فلتت تنهيدة مهمومة من ثغرها
فبعد عودتها الى المنزل برفقة الغرابي انبثق الى فكرها فجأة قبل نومها موضوع تخطيط لويس لخطبتها
وهي مدركة جيدا كونها استطاعت الإفلات من الحدث هذه المرة لا يعني انها ستستطيع التهرب مجددا بعد عودتها الى كاليفورنيا
أي أنها مضطرة لمواجهة الأمر في كل الأحوال وعليها حسم قرارها بعناية خلال الأسبوع الأخير الباقي لها في لوس أنجلوس والذي سيحدد مصير حياتها كليا
فقد لَقِيَتْ نفسها في موقف حرج وصعب لأنه من جهة ثانية وجدت أنها تشعر بانجذاب بالغ نحو أليكسندر في الآونة الأخيرة حتى لو لم ترغب في الاعتراف بذلك وهذا سيجعل احتمال موافقتها على خِطبتها من قريبها شبه معدومة...
فكيف ستقوم بقبول ربط مصيرها بمصير شخص وبنفس الوقت عواطفها منحازة لشخص آخر..؟
ومن جهة ثالثة تصريحات الغرابي المباشرة في كونه رافضا لفكرة قبولها رفضا قاطعًا إضافة الى تملكه الواضح لها
رغم كونها لا تعلم بعد إن كان يحبها حقا او ان الامر مجرد رغبة إحتكار أنانية عابرة بسبب صعوبة تحليل تصرفاته وعواطفه المتناقضة والتي تؤدي للحقيقة.
علاوة على عدم رغبتها في إلحاق الأذى بلويس بسببها فقد كان كلام رئيسها واضحا في تنفيذ تهديداته دون تردد إن حصلت الخطوبة رسميا...
استفاقت الحسناء من شرودها عندما أصدر هاتفها الموضوع على حجرها صوت رنين وصول إشعار رسالة من طرف شقيقها ڤيكتور
" صباح الخير فراشتي كيف يمر يومكِ؟ "
ابتسمتْ المعنية بامتنان أثناء تفحصها لشاشة الهاتف ما جعلها تنفض كل الافكار عن رأسها مقررة إلهاء ذاتها بالتواصل مع أخيها في الوقت الحالي
مالبثت إلا وتراقص إبهامها على الأحرف لترد عليه بعدما اعتدلت في وضعية جلوسها مواصلة تأرجحها للأمام والخلف ببطئ عن طريق تحريك قدمها ونسمات الهواء المنعشة تداعب غرتها المنسدلة على الجانبين برِقّة
أنت تقرأ
صدف القدر
Romanceهي مجرد فتاة مراهقة إنتقلت بالإجبار الى منزل أقربائها الأجانب لإكمال مسيرتها الدراسية، وهو رجل بالغ له نفوذ واسعة ومكانة مرموقة و وراء شخصيته الظاهرة غموض مكنون، فكيف سيكون للقدر يد في ملاقاتهما؟.... ﴿"مَادمتُ مَوْجُودًا فَلَنْ تَتِمَّ هَذِهِ ا...