الثانى

423 15 0
                                    

بثبات/ طائف .. طائف العِمري.
تسمرت لحظات بمكانها فور تعريفه القصير بنفسه " طائف العِمري " لما تشعر بأنه إسم مألوف لديها؟؟ هكذا حدثت نفسها
طائف بسخرية/ طبيعي يكون إسمى مألوف مفيش حد فى مصر ميعرفش طائف العمرى.
طالعته بصدمة لتردف بذهول/ أنت .. أنت إزاى عرفت أنا بفكر فى إيه؟؟ وبعدين إية الثقة دى كلها؟؟ تطلع مين سيادتك عشان مصر كلها تعرفك؟؟
طائف بغرور وتملل/ إزاى عرفت ومين أنا ده كله ميخصكيش ياحلوة فى حاجة .. كل إللى حصل إننا إتقابلنا صدفة وساعدتينى وإنتهى الأمر.
ثم هم بالنهوض بصعوبة متجهاً إلى باب المنزل يردف بعملية/ ده الكارت بتاعى تقدرى تقيمى ثمن إللى عملتيه معايا وتتصلى بيا أدفعلك إللى تطلبيه معنديش أدنى مشكلة مهما كان قيمته.
مر بجانبها ملقياً الكارت الشخصي على المنضدة ليكمل طريقه الطويل بالنسبة لحالته نحو باب الخروج .. تألم من حركته المفاجئة والتى كانت تتمثل فى رفع ذراعه نحو مقبض الباب لفتحه لتنتفض هى نحوه تقف أمامه مانعة إياه من الخروج...
آيات/ إللى بتعمله دة إسمه جنون أنت إمبارح بس كنت مضروب بالرصاص مينفعش تتحرك دلوقتى خالص، ده غير إنك محتاج تروح المستشفى فوراً عشان يعاينوا حالتك بدقة ويتأكدوا إنك كويس.
أغمض عيناه يكتم ألمه وغيظه من تلك الثرثارة والتى تزيد من آلام رأسه والدوار الذى حل به...
طائف/ لتانى ولأخر مرة هقول ميخصكيش .. أنت قومتى بواجبك وإنتهى الأمر، كفاية أوى لحد كدة مش على أخر الزمن واحدة زيك تقول عليا مجنون وتمشى كلامها عليا .. وإبقى إتعلمى ياشاطرة إزاى تكلمى الأكبر منك.
إشتعل وجهها باللون الأحمر غيظاً وغضباً من هذا المتعجرف لتصرخ به...
آيات بصراخ/ واحدة زيى!! شاطرة!! أنت فاكر نفسك ميين عشان تكلمنى بالأسلوب ده؟؟ بقى ده جزاء واحدة أنقذتك من الموت وللأسف عندها إنسانية وخايفة على حياتك؟؟ يا أخى روح فى ستين داهية إن شاء لله تولع أنا كان مالى ومالك يلا بالسلامة إتفضل من بيتى كفاية أوى لحد كده .. برة.
كتم شتيمة بداخله وقد تحول بياض عيناه إلى اللون الأحمر فهى قد أشعلت فتيل غضبه بصوتها العالى وتهكمها وسخريتها منه لكن الآن ليس وقت الجدال .. هم بالبحث فى سترته عن هاتفه الجوال ليحادث مدير أعماله لكن لم يجدة فتسمر مكانه للحظات قبل أن يتذكر وقوع هاتفه منه أثناء أحداث الأمس .. شتيمة صدرت منه لم يستطع كتمها تلك المرة ... فى حين طالعته هى من مكانها خلفه تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها تهز إحدى قدميها بتوتر وغضب وهو يوليها ظهرة.
آيات بتذمر/ خير؟؟ هنفضل اليوم كله على الوقفة دى؟؟ مش حضرتك كنت عايز تتفضل تمشى واقف ليه؟؟
إلتف بهدوء ليواجهها وقد ظهرت معالم التعب والإرهاق على ملامحه ولكنها لم تتأثر بها من شدة غضبها.
طائف محاولاً الثبات/ مش لاقى تليفونى تقريباً وقع مني إمبارح.
آيات بغضب مكبوت/ و...؟؟
طائف بتملل/ وبكدة مش هعرف أكلم إللى شغالين عندى عشان يجوا ياخدونى من هنا.
آيات بسخرية/ ياخدوك؟؟ ليه صغير حضرتك مش بتعرف تروح بيتك لوحدك ولا إيه؟؟ نهايته ... إتفضل تليفونى أهو أتصل بأى حد بسرعة.
مدت هاتفها نحوه لكنه لم يحرك يده قيد أنملة بل طالعها بثبات ليجيب/ مش هينفع لأن كل الأرقام متسجلة على تليفونى ومش حافظ نمرة حد.
آيات وقد فاض بها الكيل/ أفندم!! يعنى إيه؟؟ يعنى مش حافظ نمرة أى حد خالص؟؟ مامتك، باباك، أى حد من أخواتك، مراتك.
أسود وجهه للحظات قبل أن يهتف بجمود وهو يعود أدراجه ليستلقى على الأريكة مرة أخرى بكل اريحية/ مش بحفظ نمر حد .. وأحفظهم ليه طالما هما متسجلين.
آيات/ يابرودك ياخى أنت فاكر نفسك فين آخد راحتك على الأخر وكأن البيت بيتك أنت ا...
قاطعها رنين هاتفها لتنظر لهوية المتصل فتجدها سهام صديقتها وزميلتها بالعمل لتتذكر فجأة أنها تأخرت بالفعل ساعة كاملة عن موعدها.
آيات بغضب موجه نحو طائف والذى إستلقى مغمضاً عيناه علّه يحظى ببعض الراحة/ منك لله منك لله أنت السبب .. هروح فى داهية بسببك.
ثم سارعت بإلتقاط المكالمة لتسمع تذمر صديقتها من تأخرها عن عملها لأول مرة.
آيات بسرعة/ أعمل إيه بس .. إسمعنى يا أستاذ أنت .. أنا لازم أخرج دلوقتى لأنى إتأخرت على شغلى عايزة أرجع ألاقيك مش موجود.
ثم تابعت متجهة إلى غرفتها لتبديل ملابسها .. أعمل إيه ياربى؟؟ إزاى هسيب واحد غريب فى بيتى وأروح الشغل؟؟ بس برضوا مش هقدر أخد أجازة فى الفترة دى خالص .. ربنا يستر بقى.
§∆§∆§
§∆§∆§
وفى الشركة...
وتحديداً مكتب الأستاذ هادى وهو شاب فى منتصف الثلاثينات من عمره متزوج ولديه طفلان بدأ عمله بالشركة كمدير مالى ثم ترقى ليصير المدير التنفيذى والمسئول الرئيسى عن الشركة فى ظل غياب صاحبها المستمر...
آيات بغيظ/ شكراً ليك يامستر هادى متشكرة جداً لحضرتك.
هادي بغرور/ مفيش داعي للشكر بس أرجو إن تأخيرك يكون لأخر مرة وكفاية أوى لفت النظر إللى إتعمل فى ملفك وخصم يوم من مرتبك، تقدرى تتفضلى دلوقتى.
آيات من بين أسنانها/ عن إذنك يافندم.
خرجت لتذهب إلى مكتبها فتجد صديقتها سهام تطالعها بنظرات مشفقة.
سهام/ طمنينى يايويو البنى آدم اللزج دة عمل معاكى إيه؟؟
آيات بتنهيدة/ لفت نظر زائد خصم يوم من المرتب.
سهام بغضب/ الحيوان .. بقى أكتر واحدة ملتزمة فى الشركة يعمل معاها كدة عشان ساعة تأخير؟؟ منه لله معلش يايويو متزعليش نفسك مجاتش على يوم.
آيات بحزن/ أنا إللى قاهرنى الظلم إللى بيحصل ده .. يعنى غيرى بيكون مش ملتزم ودايماً أخطاء مستمرة ومع ذلك بيتجاهلوا الموضوع وكأن دة الطبيعى إنما آيات تغلط تبقى جريمة.
سهام/ معلش ياحبيبتى الدنيا كدة حسبى الله ونعم الوكيل فى كل ظالم .. بس مقولتليش إيه إللى أخرك كدة مش عوايدك يعنى؟؟
آيات بإرتباك/ مفيش ياسوسو صحيت متأخر مش أكتر.
سهام بنظرة مشككة/ هعديها النهاردة بس عشان مزاجى رايق.
آيات بتهكم/ تلاقى حبيب القلب شرفنا بطلعته البهية.
سهام بحب/ بس يابت بطلى تريقة عليه دة مز وسيد المزز كلهم.
آيات/ مختلفناش ياستى إن سى مازن وسيم بس مش لدرجة الهيام إللى أنت فيها دى.
سهام متجهة للخارج/ أسكتى أنت بس بذوقك الغريب دة .. يلا الله يعينه إللى هتقعى من نصيبه سلام ياقطة خلينى أروح أشوف المز بتاعى.
آيات بضحك/ قطة ومز؟!! بقى دة شكل موظفة فى شركة عالمية محترمة!! سلام سلام ياختى.
§∆§∆§
§∆§∆§
أما على الجهة الأخرى...
وبعد عدة ساعات نجده قد أستيقظ من سباته القصير يشعر بأنه صار أفضل، تنهد بعمق وقد أدرك سكون المنزل من حوله نهض جالساً يتعجب من قدرته على النوم بعمق فى مكان غريب لأول مرة .. لحظات وسمع أصوات تصدر من معدته تصرخ طلباً للطعام فتنهد مرة أخرى ليتحامل على نفسه ويهب واقفا فيبدأ تجوله بالمنزل باحثاً عن شيىء يؤكل
طائف محدثاً نفسه/ لما نشوف فى إيه يتاكل هنا مش عارف ليه حاسس إنى مش هلاقي أى أكل آدمى هنا وهتطلع فى الأخر من آكلين لحوم البشر.
أبتسم عند تذكره ملامحها الرقيقة عند نومها وإختفاء تلك الملامح فور حديثها معه لتتحول لطفلة غاضبة مشعثة الشعر.
طائف بإبتسامة/ أه لو شافت نفسها فى المراية لما قامت من النوم ولا نومتها الغريبة دى .. مكانتش هتقدر تفتح بوقها معايا .. إنسانة غير طبيعية فعلاً.
وأثناء حديثه هذا لمح نفسه بمرآة تواجدت بطول أحد الأبواب ليشهق ضاحكاً من منظره الفوضوى
طائف بسخرية من نفسه/ وبتضحك عليها .. شوف نفسك الأول يا.. يابيه.
ثم أكمل بحثه عن أى طعام يسد به رمقه
§∆§∆§
§∆§∆§
سهام بإبتسامة واسعة/ أى أوامر تانية يافندم؟؟
مازن بإبتسامة مماثلة/ شكراً ياسهام كدة كل الشغل خلص .. وبالمناسبة لبسك النهاردة شيك كالعادة.
سهام بخجل/ شكراً يافندم دة من ذوق حضرتك.
مازن وقد تنبه لأمر ما/ قوليلى ياسهام مفيش أى مكالمات جاتلى خالص الفترة الأخيرة؟؟
سهام بعملية/ كل المكالمات بلغت حضرتك بيها أول ماجيت.
مازن/ تمام ياسهام بما إن الشغل خلص النهاردة تقدرى تروحى بدرى مفيش داعى لوجودك.
سهام بحزن/ حاضر يافندم عن إذنك.
§∆§∆§
§∆§∆§
وبعد فترة ليست بالقصيرة إنتهت ساعات العمل وقد حمدت آيات ربها أن هادى لم يكلفها بعمل إضافى فقد اُنهكت تماماً من أحداث الأمس وصباح اليوم .. وصلت منزلها لتدلف إلى الداخل وفعلت روتينها اليومى بإلقاء إحدى قطع حذائها بناحية والأخرى بناحية معاكسة أما سترتها فكانت نصيبها أحد مقاعد حجرة المعيشة ملقاة بإهمال لتتهاوى على الأريكة فى تعب.
آيات بإنهاك/ وأخيراً شوية هدوء.
طائف/ حمد لله على السلامة.
إنتفضت من مكانها بفزع لترصد جسده الضخم يقف أمامها بثبات يضع إحدى يديه بجيب بنطاله والأخرى يمسك بها كوب فخارى يشرب منه شيىء ما بهدوء وإسترخاء.
آيات بغضب/ أنت بتعمل إيه هنا؟؟
قلب عيناه فى تملل قبل أن يجيبها بهدوء يُحسد علية.
طائف/ أظن إن ست ساعات مش فترة كافية إنك تنسى واحد زيى.
آيات/ أكيد منستش أنت مين بس برضوا منستش إنى قولت إنى عاوزة أرجع ألاقيك مشيت.
إتجه هو بهدوء إلى أحد المقاعد يجلس عليها وهى تراقبه بأعين متسعة ليجيب...
طائف/ وأظن برضوا إنك منستيش إنى قولتلك إنى مقدرش أمشى من هنا غير لما أتصل بحد من موظفينى.
آيات بعصبية/ والحل؟؟
حرك كتفاه لأعلى وأسفل ليجيبها ببساطة...
طائف/ الحل هو إنى أفضل هنا لغاية ما أقدر أوصل لحد أعرفه.
آيات بصراخ/ نعم؟؟؟

شيطان العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن