الحادى والعشرين

506 10 0
                                    

قبل ساعة بشركة العِمري»»»
كان يجلس بتعب ومازال مُنهمك بمتابعة عمله بتركيز قاطعة طرق على الباب ليتأفف بضيق ومازالت أنظاره على الأوراق
طائف بصوت عال نسبياً/ تعالى يا آيات.
فُتح الباب لتدلف الى الداخل فى حين كان هو متجاهلاً النظر نحوها .. شعر بها تتحرك بهدوء لتقف أمام مكتبه وتتنحنح بتوتر
سهام/ احم احم .. مستر طائف.
رفع أنظاره نحوها بحدة وقد ضاقت عيناه وحدق بها بدهشة
سهام بتوتر/ احم .. آآآ.. آيات طلبت منى أتابع مع حضرتك وأشوف لو محتاج حاجة.
طائف بضيق/ وهى راحت فين؟؟ إيه سابت شغلها بدري وحضرتك بتغطي عليها ولا إيه؟؟
سهام بسرعة/ لا لا يافندم مفيش الكلام دة .. دى قالت إنه مشوار شغل وإنها قايلة لحضرتك عليه.
طائف بغضب وصراخ/ محصلش .. وكمان بتكدب؟؟ وياترى بقى فين مشوار الشغل دة؟؟
أبتلعت سهام ريقها بتوتر وخوف من صراخة وعصبيته لتهتف مدافعة
سهام/ المينا .. قالت إن في شحنة هتوصل ولازم إشراف عليها فراحت بنفسها.
إتسعت عيناه بذعر وإنتفض واقفاً ليتحرك بسرعة نحوها يمسك بمرفقها بعنف
طائف/ من أمتى الكلام دة؟؟
سهام بذعر/ مش عارفة .. آآآ تقريباً من ساعة كدة.
ألقى بها من بين يديه بعنف لتسقط أرضاً فى حين تحرك هو مسرعاً يلتقط سترته وشيئاً مامن درج مكتبه ثم أنطلق خارج الشركة
بقيت سهام مكانها أرضاً تنظر فى أثره لتشهق بعنف واضعة إحدى يديها على فمها هامسة برعب
سهام بذهول/ ده .. ده أخد مسدس معاة.
§×§×§×§
§×§×§×§
وعلى الجهة الأخرى نجدها تقف خلف أحد الحاويات بالميناء وقد إتخذتها ساتراً لها من الطلقات النارية التى يعج بها المكان بعد أن كانت تحيطها الرصاصات من كل الجهات .. تتنفس بصعوبة وذعر، تراقب بعضاً من الجثث تسقط هامدة أمامها فى مشهد مأساوى لم ترى مثله من قبل .. ينتفض جسدها من الخوف وتفكيرها ينحصر فقط فى أنها ستكون واحدة من هذه الجثث الممددة أرضاً ليزيدها هذا رهبة وقلق ورعب حاولت التحرك عدة مرات متسللة إلى خارج المكان كلما هدأ صوت الرصاص لتطالها طلقة مفاجئة إما خلفها أو أمامها أو بحانبها ولا يفصل عنها سوى إنشات قليلة أو أقل لتتراجع عن فكرتها بالتحرك وتبقى مسمرة مكانها
مضى بعض الوقت على وضعها هذا حتى وجدت أن الأجواء هدأت لفترة لا بأس بها لتتشجع أخيراً وتنوى التحرك نحو حاوية أخرى مقابلة تماماً للتى تحتمى بها بل وتجعلها قريبة أكثر من بوابة الخروج  أخذت نفساً عميقاً وتحركت بالفعل لكن ما لبث وأن عاد صوت الرصاص ينتشر بالمكان دب الخوف بداخلها لتقف بمكانها وتصبح مرة أخرى وسط هذا الجنون لكن وجدت فجأة من يجذبها بقوة نحوه وبعيداً عن مرمى النيران .. حاولت التملص منه لكن قبضته كانت قوية شديدة تأبى تركها، إستمر بسحبها نحوه ظهرها يقابله صدره الواسع حتى أستقر كلاهما خلف تلك الحاوية التى أرادت الوصول لها .. لحظات حتى سمعت صوته المألوف الغاضب
طائف/ إهدى يخربيتك فرهدتينى خلاص إهدي ده أنا .. طائف.
ثم أردف بصراخ وغضب من حركاتها المجنونة والتى لم تهدأ حتى بعد طمأنتها/ يخربيت جنانك إثبتى بقى.
لم تهدأ أو يسكن جسدها سوى بعد سماعها صراخة المعتاد لتقف أمامه ساكنة وألتفتت نصف إلتفاته تطالعه بخوف وحذر وكأنها تتأكد من كونه هو طائف .. ذفرت أنفاسها براحة وقد تحررت دموعها أخيراً وبدأت بالهطول فتسمعه يهتف بها فى غضب
طائف/ أنت إتجننتى ولا جرا لعقلك إيه؟؟ إيه إللى جابك هنا؟؟ أنت إيه غبية؟!! عايزة تموتى؟؟
نظرت له بغباء لا تستوعب صراخه عليها أو سببه كل ما يفسره عقلها الآن أنها كانت على وشك الموت وهو أتى .. أتى لإنتشالها من وسط كل هذا الجنون ويوصلها لبر الأمان .. لما واثقة بهذا لا تعلم
آيات بتلعثم/ أنت .. أنت .. أنا قولتل...
طائف بصراخ وهو يطالع الأجواء حوله/ أنت تخرسى خالص لغاية ما نشوف حل فى الورطة إللى وقعتينا فيها دى.
راقب المكان بتركيز ليحاول إيجاد ثغرة ما يستطيعان من خلالها الخروج من المكان بأقل خسائر ممكنة حتى وجد إحداها، طريق مخفى مليىء بالحاويات المتراصة جنباً إلى جنب يغطى تحركهم ويمهد لهم طريق إلى الخارج
توجه نحوها بأنظاره ليجدها تطالعه بقلق وتوتر فيردف قائلاً
طائف/ إسمعينى كويس .. هتنفذي إللى هقوله من غير نقاش عشان نخرج من الورطة دى، شايفة الطريق دة هنمشى فيه بسرعة لغاية المخرج إللى فى آخره هتكونى ورايا وأنا هعاين الطريق بلاش تهور ولا إختراعات وأفكار غريبة هتنفذى من غير تفكير .. فاهمة؟؟
أومأت له بقوة لينظر نحوها بقلق لا يثق بها وبأفكارها وتهورها .. يشعر أنها بلحظة ستقدم على شيء يُلقي بهم إلى الجحيم لكن لا بديل له سوى المخاطرة والثقة بها
أومئ لها ثم أشار لها أن تتبعه وبالفعل سارا معاً فى هذا الطريق بحذر وكلما إنتقلا من خلف إحدى الحاويات إلى التالية لها يسمعان طلق نارى يوقفهم مكانهم ثم يعاودان التحرك مرة أخرى وحين قاربا الوصول إلى المخرج وجدها قد تباطأت قليلاً ليهتف بها أن تسرع من حركتها ليشعر بها قد إمتثلت لأمره .. وصلا أخيراً إلى المخرج ليجدا من يعترض طريقهم ويشهر سلاحه بوجههم ليسارع طائف بإخراج سلاحه وإصابته بثبات .. صرخت آيات بفزع وتسمرت بمكانها راقبها طائف بتأفف قبل أن يتوجه نحوها يحملها على كنفه مسرعاً إلى الخارج  ظل يسير بها لبعض الوقت حتى إبتعدا أخيراً عن الميناء وقد وصلا لسيارته ليشعر أخيراً بالإرتياح
شعر بها ساكنة فوق كتفيه ليساوره القلق .. هم بإنزالها بهدوء ورفق ليجدها فاقدة الوعى فسارع بفتح باب السيارة الأمامى ليضعها به وقد إنحنى نحوها يفحصها بقلق ظنها في باديء الأمر أنها قد فقدت وعيها مما رأته ومرت به منذ قليل لكن ما رآه بعد ذلك أكد له سوء ظنه .. وجدها تنزف من خصرها بغزارة لتتسع عيناه فزعاً وإضطراباً فور إدراكه حقيقة إصابتها بطلق نارى، مرر يداه على وجهها ليجده قد أصبح أبيض اللون بارد كالجليد
هتف بإسمها فى فزع وخوف
طائف دون وعى/ آيات .. آيات .. حبيبتى ردى عليا .. لالا مش دي النهاية .. مش هتروحى منى مش بالسرعة دى.
ثم أستقام بوقفته ينظر نحوه بضياع ليجد أن ما حوله كالصحراء الجرداء نظر عالياً نحو السماء يهتف بتوسل واضعاً يداه فوق رأسه
طائف/ يارب أعمل إيه ياااارب.
ثوانٍ قليلة حتى أستعاد عقله وتحرك يستقل سيارته ويتحرك بها سريعاً نحو المشفى
وصل المشفى ليهبط من سيارته يتجه نحوها يحملها بين يداه كالجثة الهامدة متجها داخل المستشفى يهتف بالجميع
طائف بصراخ/ حد يجي هنا يلحقنا .. هتموت مني.
فزع الجميع لصراخه فيتعرف الموجودين على شخصه ويتحرك الجميع كخلية نحل لإنقاذ المصابة
§×§×§×§
§×§×§×§
فى إيطاليا»»»
اندريه بغضب وصراخ/ طوووووني أنت يازفت.
طوني بقلق وخوف/ أوامرك يابوص.
اندريه بغضب/ انت خليت فيها أوامر . مخلاص كله راح وضاع كل حاجة باظت .. الشحنة ضاعت ووديتنا فى داهية.
طوني/ ياباشا وأنا ذنبي إيه؟؟ كنت أعرف منين إن البوليس هيطب علينا؟؟
اندريه/ تعرف .. المفروض تعرف ، فى خاين وسطينا والمفروض تكون عرفت بده قبل ما تقع الفاس فى الراس بس بعد إيه .. ضيعتنا كلنا.
طوني/ ياباشا الخاين هيتعرف وهيشوف أيام أسود من شعر راسه بس إحنا ولا ضعنا ولا حاجة شحنة وإتمسكت مش نهاية العالم والعيال إللى مسكوهم مستحيل يفتحوا بوقهم دول حتى ميعرفوش إن الشحنة تخص طائف يبقى هيوصلولنا إزاى؟؟
اندريه بغيظ/ لالا مش أنا إللى أنضرب على قفايا مش أنا إللى يتضحك عليا .. الخاين يتجاب ياطوني هتهولى وأنا إللى هتعامل معاه بنفسى عايزه قدامى عشان أدوس عليه بجزمتى فااااااهم.
طوني/ فاهم يابوص بس أنت هدي أعصابك وكله هيبقى تمام
اندريه وقد هدأ قليلاً/ البشوات عرفوا باللي حصل؟؟
طوني/ لا ياباشا لسة وبعدين يعرفوا ليه الشحنة دي تخص معاليك متخصهمش بحاجه؟؟
اندريه بمرارة/ فعلاً تخصني أنا والخسارة كمان تخصنى أنا وبس.
طوني بإبتسامة/ تتعوض يابوص .. تتعوض.
بالمستشفى»»»
يجلس أمام غرفة العمليات والقلق يعصف به مضت ساعة ولم يخرج أى أحد يطمئنه على حالها وسط إنتظاره ذاك وجد من يتقدم نحوه بهرولة ويقف أمامه يهتف بأنفاس متقطعة
.../ طائف بيه!! وأنا أقول المستشفى نورت ليه.
نظر له طائف ببرود ليقف قائلاً
طائف/ مش وقت ترحيباتك دى.
ثم أكمل/ المريضة إللى جوة دى تخصنى ولو حصلها أى حاجة ومبقتش سليمة زيى وزيك كدة قول على نفسك يارحمن يارحيم وإبقى انسي إن المكان دة يستمر.
أبتلع أكمل مدير المستشفى ريقه بصعوبة وقد أدرك أهمية تلك المصابة لشخص مثل طائف العمري لذا فإن مشفاه قد أصبح على حفى الهاوية بل هو شخصياً أصبح فى خطر.
أكمل بقلق/ أطمن ياطائف بيه أنا بنفسى متابع الحالة وإللى وصلى إن الأنسة حالتها مش خطر والإصابة سطحية.
طائف بتهجم/ أومال حجزينها ساعة فى العمليات ليه؟؟
أكمل بإبتسامة صفراء/ إحتياطات ياباشا وزيادة تأكيد على سلامتها.
نظر له طائف بتبرم قبل أن يتقدم نحو باب غرفة العمليات تاركاً هذا الأكمل خلفه فكل ماهو بحاجته الآن هو رؤيتها أمامه سليمة معافاة .. لا ينسى لحظات الرعب التى عشاها منذ إخبار سهام له عن وجودها وحدها بالميناء ثم تلى ذلك سماعه لتلك الطلقات النارية قبل دلوفه للداخل وسقوط قلبه بقدماه وهو يتخيل وجودها وحيدة بالداخل وسط كل هذا .. ثم شعوره والذى لا يستطيع وصفه بالكلمات عند رؤيته لها غائبة عن الوعى غارقة بدمائها ليتأكد أخيراً مما كان يقلق منامه منذ أيام  يحبها .. نعم أخيراً يستطيع قولها بأريحية لا مكان للشك هو يحبها بل يعشقها، يعشق جنونها وعنادها يعشق إعتراضاتها الدائمة لكل ما يتفوه به .. يدوب شوقاً لنظراتها الطفولية الغاضبة وأخيراً .. أخيراً أستطاع ترجمة ما كان يخالجه من مشاعر وأحاسيس غريبة لم يكن يجد لها أى تفسير
أستيقظ من أفكاره على صوت أكمل يخبره بنقلها إلى غرفة خاصة وإستقرار حالتها وماهى سوى عدة ساعات لتستيقظ فأومئ طائف بهدوء
طائف بجدية/ تمام ومش عايز شوشرة بوليس والحوارات دى.
أكمل بإعتراض/ بس يابيه مينف...
طائف بتحذير/ أكمل .. كل عيش وإسكت.
أكمل بخضوع/ أمرك ياباشا.
طائف بلامبالاة/ تمام روح أنت دلوقتى
إنصرف أكمل مغادراً فى حين تحرك هو سريعاً إلى الغرفة والتى مُقرر نقل آيات لها
§×§×§×§
§×§×§×§
بشركة الرفاعى»»»
يجلس آسر بمكتبه شارد بأمر ما ليقطع شروده ذاك مؤنس قائلاً
مؤنس/ أسف ياباشا على إزعاجك.
آسر بتأفف/ خير يامؤنس؟؟ وأحسنلك يبقى خير عشان أنا إستويت خلاص.
مؤنس بتوتر/ والله ياباشا مش عارف .. بس هو فى واحدة طالبة تقابل حضرتك مستنية برة.
زوي مابين حاجبيه قائلاً
آسر/ واحدة!! ودي تبقى مين؟!! مقالتش؟؟
مؤنس/ لا ياباشا بس قالت إنها تبع البشوات.
آسر بفضول/ طب دخلها لما نشوف تبقى مين دى كمان.
أنصرف مؤنس ليسمح للضيفة بالدخول فى حين كان آسر يساوره الفضول لمعرفة من تكون تلك الضيفة
لحظات حتى وجد أحدهم يدلف إلى الغرفة ليرفع أنظاره نحو القادم فيجدها فتاة أقل ما يقال عنها أنها فاتنة .. قامة متوسطة .. قوام ممشوق وجهها ذو ملامح صغيرة أكبر مابها هي عيونها البنية الواسعة والتى إكتفت بتكحيلها فقط لإبراز جمالها أما ملابسها فكانت تشمل فستان أنيق قصير لا يتعدى ركبتيها وحذاء ذو كعب عالٍ ربما هو ما ساعدها على الظهور بقامة متوسطة .. شعرها غجرى مموج طويل يماثل عيناها فى بنيته وقفت أمامه تنتظر إنتهائه من تحديقه الواضح بها قبل أن ينتبه هو لحاله ويتنحنح بحرج داعياً إياها للتقدم نحو الداخل أكثر
تقدمت نحوه حتى وصلت أمام مكتبه فتميل نحوه تمد يدها للإمام لمصافحته قائلة بصوت ناعم أنثوى
.../ إلينا الحناوى .. جاية من طرف أندريه.
نهض ليلتقط يداها برسمية قائلاً
آسر/ أهلاً آنسة إلينا أنا...
إلينا بإبتسامة جانبية وثقة/.آسر الرفاعي غنى عن التعريف.
ثم جسلت تضع إحدى قدماها فوق الأخرى قائلة/ وأنا إلينا من غير ألقاب.
ثم أكملت بدلع/ أو "لينا" أفضل.
عاود الجلوس هو الآخر يطالعها هذه الشخصية بإعجاب واضح
آسر/ طب ممكن أعرف إيه سر الزيارة دى يا .. لينا
إمالت برأسها تنظر نحوة ومازالت تلك الإبتسامة على فاها لتردف
لينا/ سمعت إنك طلبت من طونى إنه يكلمك وهو أعتذر بسبب إنشغاله بشوية أمور تانية فأنا جيت بداله.
آسر بسخرية/ يعنى طوني مكلفش نفسه إنه يعمل مكالمة واحدة بس فى مقابل ده بعتك عندى هنا؟؟
لينا بثقة وبساطة/ الحقيقة هو مبعتنيش .. كل الموضوع إنه حكالى عن إللى حصل وأنا شوفتها قلة ذوق إن آسر الرفاعي بنفسه يطلب من حد أقل منه إنه يكلمه والحد ده يعتذر فأنا لقيت إنه أقل شيء ممكن أعمله كإعتذار هو أني أجي بنفسى من روما لحد هنا عشان أعرف حضرتك محتاج إيه
نظر لها يحاول تشفي سبب هذه الزيارة حقاً وصدق حديثها من عدمه
آسر/ مفيش داعى لحضرتك دي بقى .. واضح إنك بتفهمى فى الأصول أكتر من سي طونى.
لينا بلؤم/ شهادة أعتز بيها .. هابقى ممكن أعرف كنت عايز طوني فى إيه؟؟
آسر بمكر/ مش لما أعرف الأول أنت تبقى إيه وصفتك إيه فى شغلنا؟؟
لينا بحزن مصطنع/ تؤتؤتؤ واضح إن مفيش ثقة خالص بينا بس ومالوا مسيرنا نتعامل سوا والثقة تيجي بعدين أنا أبقى مساعدة أندريه زيى زى طونى بالظبط.
آسر/ غريبة إنى مسمعتش عنك قبل كدة؟!!
لينا/ شغلى كله فى أميركا يعنى بظبط شغل أندريه هناك.
آسر متفهماً/ ممم يمكن عشان كدة
لينا/ فعلاً .. هابقى إيه المطلوب منى؟؟ أظن كدة أنت إطمنت.
أومئ بهدوء ليردف مباشرة
آسر/ إيه إللى غير الأوامر بالنسبة لآيات؟؟
لينا بتساؤل/ آيات؟؟
آسر/ سكرتيرة طائف أكيد عارفة طائف يبقى مين.
لينا بإبتسامة/ طبعاً عرفاه هو فى حد ميعرفهوش بخصوص السكرتيرة بتاعته فإللى عرفته إنه ضمنها عند أندريه وقال إنها تخصه.
آسر بفضول/ وأندريه عدى الموضوع بسهولة كدة؟؟
لينا بجدية/مكدبش عليك إنى أنا كمان أستغربت بس أهو إللى حصل بقى.
آسر بغيظ/ طب ما أنا كمان قولت لأندريه كده ليه مغيرش رأيه بعدها؟؟
لينا/ متزعلش من إللى هقوله بس طائف رصيدة أكبر بكتير من رصيدك عند الكبار كلهم مش أندريه بس وأظنك عارف السبب.
آسر بغضب/ لأ الحقيقة معرفش ممكن تعرفينى؟؟
هزت كتفاها ببساطة قبل أن تردف
لينا/ كلمة واحدة .. علا.
أكفهر وجه آسر ليطالعها بوجه قد إستحال للسواد
آسر بحقد/ طب ومجاش فى دماغ أندريه إنه يكون عامل كل التمثيلية دى حماية ليها مش أكتر؟؟
لينا/ أكيد ده إحتمال بس إللى أعرفه إن من مصلحتك إن أندريه والبشوات ميشكوش فى كلام طائف .. لأنى عرفت إنها تهمك أنت كمان ولا إيه؟؟
نظر لها بتفكير لتكمل قائلة
لينا/ آسر متخدش الموضوع كأمر شخصى أنا ببلغك بإللى بيحصل وأنت مفيش فى إيدك حاجة حالياً إلا إنك تهدى وتوزن أفعالك شوية.
نظر لها آسر بغضب لتحرك رأسها يميناً ويساراً قبل أن تنهض لتستأذن بالذهاب فيقابلها رد منه بإماءة بسيطة .. فور خروجها أقتحم مؤنس المكان بأنفاس متقطعة قائلاً
مؤنس/ خبر بمليون جنيه يابوص وليا الحلاوة.
آسر/ فى إيه يازفت؟؟
مؤنس/ طائف يابوص.
آسر بإهتمام/ ماله طائف أنطق؟؟
مؤنس/ كان بيظبط شحنة لأندريه والبوليس طب عليهم فى المينا وعينك ماتشوف إلا النور.
آسر/ وطائف؟؟
مؤنس/ لسة ياباشا النيابة بتحقق.
آسر لنفسه/ طائف مش هيقع بسهولة ولا رجالته هتنطق بإسمه.
ثم وجه حديثه لمؤنس/ مؤنس.
مؤنس/ عيونى يابوص؟؟
آسر/ إخلق إسم طائف فى التحقيقات عايز العيون تتفتح عليه ومن غير شوشرة.
مؤنس بشر/ إعتبره حصل ياباشا.
§×§×§×§
§×§×§×§
فى المستشفى»»»
كان يجلس بجانبها يراقبها بإهتمام ومازالت لم تستعد وعيها بعد من المخدر .. للحظة حركة أصابعها تلتها حركة جفنيها وكأنها تجاهد لفتحهما تقدم نحوها حتى أصبح يرقد بجانبها على الفراش يمسك بيداها بلهفة قائلاً
طائف/  آيات .. آيات سمعانى؟؟ .. حاسة بإيه؟؟
فتحت عيناها أخيراً ليطالعها وجه القلق المهتم والذى تراه لأول مرة، أغمضت عيناها وفتحتها عدة مرات قبل أن تعى مكان وجودها وإصابتها لتهتف بتعب
آيات/ أنا فين؟؟ هو إيه إللى حصل؟؟
طائف بإبتسامة/ أنت فى المستشفى، إتصابتى إصابة خفيفة كدة ربنا ستر.
آيات بحنق/ ومالك مبتسم كدة ليه؟؟ إيه فرحان فيا؟؟!!
نظر لها بذهول أحدقآ تعاتبه على الإبتسام فرحاً بسلامتها؟!! أهى بوضع يسمح لها بالإعتراض حتى وهي بتلك الحالة؟؟ لتزداد إبتسامته إتساعاً قائلاً
طائف/ خدى نفسك وشدى حيلك الأول وبعد كدة إبقى جري شكلي براحتك.
آيات بغضب/ قصدك إيه إنى بخلق مشاكل يعنى؟؟
طائف/ ياربى يابنتى إبلعى ريقك الأول وخلى يعدى كام ساعة على إللى حصلك وإعملى إللى أنت عيزاه بعد كدة.
لم تستمع إليه بل حاولت الحركة بعصبية فتوجعت أثر فعلتها تلك ليتوجه هو نحوها يثبتها بمكانها صائحاً
طائف/ إتهدى بقى يخربيتك أنت ايه مصممة تموتى نفسك؟؟
آيات بغضب/ ملكش دعوة بيا .. مش كفاية كل دة حصلى بسببك.
طائف/ ياسلام!! هو أنا إللى كنت قولتلك تروحى المينا وتودى نفسك فى داهية؟؟
آيات/ ناقص تنكر كمان إنى بلغتك بإنى رايحة قبلها
طائف بذهول/ أنت كمان هتتبلي عليا؟!!
آيات بغضب/ تصدق إنك واحد معندو...
طائف بحدة/ آياااااات .. إلزمى حدودك أحسنلك.
إنتفض جسدها بعد صراخه بها لتشعر بلسانها وكأنه رُبط وقد وقفت الكلمات بحلقها لتنظر لها بغضبها الطفولى المعتاد.
لم يستطع كبت ضحكاته على منظر وجهها المحمر ونظراتها الحانقة لينفجر ضاحكاً فى حين نظرت نحوه بذهول فلأول مرة تراه بتلك الحالة .. يضحك بحرية دون جديته الدائمة وعصبيته المفرطة
تجاهلت قلبها والذى زادت دقاته جنوناً أثر رؤيتها له بتلك الحالة وهتفت بحنق
آيات/ ممكن أفهم إيه إللى يضحك أوى كدة؟؟؟
تماسك بصعوبة ليجيبها بجدية مصطنعة
طائف/ لا مفيش .. بس مش ملاحظة حاجة؟؟
آيات بإضطراب أثر تغيره/ إيه؟؟
طائف بجدية مصطنعة/ إنك ما شاء الله ومن غير حسد تطلعى من مشكلة تدخلى فى مصيبة.
آيات بحقد/ البركة فى حضرتك.
طائف بضحك/مسمعتيهمش بيقولوا إن المنحوس منحوس من يومه؟؟
آيات بغضب/ قصدك إيه هااا؟؟
طائف بمرح/ مقصدش ياحبيبتى .. كنت نطقت أنا ولا قولت حاجة؟؟
تسمرت نظراتها وتجمدت تنظر نحوه بذهول، هل ما سمعته حقيقة أم خيالاتها من تؤثر بها ومازال تأثير المخدر بداخلها؟؟ لا هى سمعته يقولها بوضوع .. حبيبتي .. حقاً قالها!! هتفت به بذهول
آيات/ أنت .. أنت قولت إيه دلوقتى؟؟
نظر نحوها ببرائة ليحرك كتفاه لأعلى ولأسفل بهدوء وقد إرتسمت إبتسامة خبيثة على شفتيه ليردف ببساطة
طائف/ أنا!! دة أنا بقولك حمد الله على السلاااااامة.

شيطان العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن