يخربيت جمالك يا أخى .. هو فى كده .. قال وأنا إللى كنت بعاكس مستر مازن .. أجيى أشوف الأخ إللى قاعد جوة ده .. بت يا آيات قوليلى أنت بتتعاملي مع الكائن ده إزاى؟؟
هتفت سهام بتلك الكلمات عقب خروجها من مكتب رئيس مجلس إدارة الشركة لتنظر لها آيات بإمتعاض مستنكرة مبالغتها فى إعجابها ذاك...
آيات بإستنكار/ أنا مش فاهمة مُغرمين أوى بسى طائف ده ليه؟؟ ماهو عادى يعني زيه زى أى راجل.
سهام بدهشة/ "زيه زى أى راجل"!!! ياشيخة أتقى الله ده بقالنا يجى شهر شغالين معاه وبرضوا متعودتش على وسامته وبريستيجه.
ثم تنهدت بهدوء لتردف/ يا بختها إللى هيبقى من نصيبها.
آيات بغيظ/ مجربتيش بروده وإستفزازه .. وأنت هتجربيه إزاى وهو بيخزنهم كلهم ليا أنا.
سهام/ ياختى لو الإستفزاز من النوع ده فيا أهلا بيه .. يلا أسيبك بقى وأطير أروح أشوف الشغل إللى ورايا .. سلام.
آيات بهدوء/ سلام.
أعتدلت فى جلستها عقب خروج صديقتها لتشرد للحظات فى أحداث الفترة السابقة .. شهر مضى على بداية عمله بالشركة .. شهر أستمرت فيه سلسة من الإستفزازات والإنتقادات .. صبرت وصبرت وصبرت .. حتى أنها لا تصدق كونها تمكنت من التحكم بما تتفوه به أمام إستفزازاته تلك لكن إلى متى؟؟
قاطع شرودها ذاك وكالعادة رنين الهاتف يستدعى إياها إلى مكتبه لتفعل ما تعودت عليه بالفترة الأخيرة قبل الدخول إلى مكتبه .. هيأت نفسها لأى تعليق قد يصدر منه .. و برغم إستعدادها كل مرة إلا أنه يأتى بما لم تتوقعه على الإطلاق.
دلفت إلى الداخل لتراه يجلس خلف مكتبه فتقدمت لتقف أمامه وهتفت برسمية...
آيات بهدوء/ حضرتك طلبتنى؟؟
نهض من مقعده فور حديثها ليدور حول المكتب يطلب منها الجلوس فإمتثلت لطلبه ليجلس هو الأخر على المقعد المقابل لها، مضت ثوانى من الصمت قطعها هو بنبرة جدية...
طائف/ زى ما أنت شايفة عدى شهر على شغلنا مع بعض .. وأسبوع على عرضى ليكى .. وأظن إن دى هي المدة إللى طلبتيها عشان تفكرى فى العرض بتاعى.
نظرت له فى دهشة .. أيمزح أم ماذا؟!! عن أى عرض يتحدث هذا؟؟
آيات/ سبق ورديت على حضرتك بخصوص عرضك ده وقلت رأيي فيه.
إعتدل بمكانه ليعود بجلسته إلى الخلف يضع قدماً فوق الأخرى يلتقط سيجاراً فيشعله فى هدوء ويُخرج الدخان من فمه بلا إهتمام ليردف بهدوء مميت...
طائف بثقة/ وأنا مقبلتهوش وإديتك وقت تفكرى كويس.
آيات برسمية/ رغم إن مفيش داعى للتفكير مرتين فى العرض دة ومع ذلك أنا برفضه للمرة التانية.
طائف بغرور/ رفضك مش مقبول.
كفى .. إلى هنا وكفى .. لن تتحمل غروره وعجرفته بعد الأن .. ستخرج ما بداخلها وليذهب كل شيىء إلى الجحيم.
إنتصبت فى جلستها لتردف بثبات...
آيات/ حضرتك عرضت عليا عرض والمفروض إن قدامي خيارين يا إما أقبل يا إما ارفض.
طائف ببرود/ مش صحيح .. انا فعلاً عرضت عليكى عرض بس عرضى ده ملهوش إختيارين .. هو أختيار واحد بس .. والرفض عندى مش مقبول.
هبت واقفة تنظر له بدهشة لتهتف بغضب...
آيات/ ده يبقى إسمه أمر .. لكن إللى حضرتك مش واخد بالك منه إن وظيفتى إنى أنفذ خدمات الشركة مش رغباتك الشخصية.
وأخيراً شعرت به يستجيب لجدية الموقف فتراه يقف مواجهاً لها يكمل بهدوء...
طائف بسخرية/ وأنا مظنش إنى طلبت إنك تنامى معايا.
إلى هنا وكفى .. حتماً ستنفجر بأية لحظة .. وجهها أحمر دامى .. حركات جسدها أصبحت لاإرادية .. إندفعت نحوه ودون وعي إرتفعت يدها لتهبط على إحدى وجنتيه بصفعة سمعت صدي صوتها بأرجاء الغرفة لكن لم تكتفى بذلك ليعقبها صراخها بوجهه...
آيات بصراخ/ وقح أنانى قذر سافل قليل الأدب .. أنت فاكر نفسك مين عشان تتكلم معايا بالطريقة دى؟؟ إيه عشان رئيسى يعنى؟؟ خلاص خلصنا .. حضرتك مبقتش رئيسى ولا ليك كلمة عليا .. إذا كان على الشغل فأنا مستقيلة .. عن إذنك.
ثم تحركت من فورها نحو الباب تعتزم الخروج من الغرفة بل من الشركة بأكلمها وبداخلها أقسمت على ألا تخطو قدميها داخلها مرة أخرى.
لما لا يفتح الباب هل أغلقه هذا الهمجى دون وعى منها؟؟ لكن لا .. هى لا تتذكر شيىء كهذا .. لحظات حتى أدركت حقيقة الوضع وهو أنه خلفها يغلق الباب بيده يمنعها من الخروج فى حين هى تقف بين ذراعيه وجهها للباب وظهرها له
إلتفت بحدة لترى وجهه والذى لم تجرؤ على النظر إليه وتفحصه بعد صفعتها تلك لتشهق فور إلتفاتها ورؤية إحتقان عينيه وإحمرار وجنته أثر صفعتها المدوية .. يستحق ذلك .. هتفت بها بداخلها قبل أن تهتف...
آيات بحدة/ أنت فاكر نفسك بتعمل إيه؟؟ هتمنعنى مثلاً من الخروج؟؟ ورينى هتقدر إزاى!!
لم تجد رد من ناحيته سوى إزدياد صوت تنفسه السريع وهبوط وإرتفاع صدره أثر إنفعاله
لينتفض جسدها فور نطقه كلمات جمدتها بوقفتها
طائف بشراسة/ هتدخلى وتقعدى وتسمعى كلامى لغاية ماينتهى وإلا قسماً بالله يا آيات لهيكون ليا تصرف تانى معاكى مش هيعحبك .. والقلم ده هيتردلك مكانه عشرة .. فاهمة؟؟
نطق أخر كلمة بصراخ لينتفض جسدها دون وعى وتومئ بقوة ليهتف هو بنفس الحدة...
طائف/ أسمعك بتقوليها .. فاهمة؟؟ .. إنطقى.
آيات برعب/ فاهمة فاهمة.
§∆§∆§
§∆§∆§
.../ لو سمحتى كنت بدور على بيت الأنسة آيات .. عرفت إنه فى المنطقة دى.
نظرت آيات بتمعن لهذا السائل والذى يبدو كشاب بأواخر العشرينات أو ربما اكبر بعدة سنوات .. تُرى لماذا يسأل عن آيات ومن يكون؟؟
رقيات/ وتبقى مين حضرتك؟؟
.../ أنا أبقى قريبها من بعيد.
رقيات/ بس إللى أعرفه إن آيات مقطوعة من شجرة وملهاش قرايب أنت بقى تبقى مين؟؟
إرتبك الشاب لثوانى قبل أن يكمل بجدية وثبات...
.../ آسر .. إسمى آسر .. الحقيقة أنا مش قريبها بس تقدرى تقولى إني زى أخوها بالظبط وكنت مسافر بقالى فترة كبيرة فعشان كدة معرفش هى ساكنة فين أو عايشة إزاى .. ممكن بقى تساعدينى لأنك واضح إنك تعرفيها فعلاً.
قامت رقيات بتخمين إن كان حقاً يعرف آيات وكونه كأخ لها أم لا فهى فتاة وحيدة يتيمة وكُثُر من يستغلون فتاة مثلها لصالح أغراضهم أياً كانت
رقيات/ مقدرش أقولك هى ساكنة فين أو أى حاجة عنها لغاية أما أسألها هى شخصياً متآخذنيش يابيه بس دى الأصول وآيات دى فى مقام بنتى بالظبط.
آسر بإبتسامة ودودة/ ولا يهمك ياهانم أنت كده طمنتينى عليها كونها فى حمايتك ورعايتك مفيش أى مانع إني أقابلها فى وجودك عشان نمحى أى قلق وتتأكدى إنها زى أختى .. لو تتفضلى حضرتك تبلغيها بوجودى.
رقيات بإعجاب/ والله يابنى هى حالياً فى شغلها وبتخلص متأخر شوية.
آسر بإبتسامة/ كمان بتشتغل!! والله وكبرتى يايويو .. طب حضرتك متعرفيش شغلها ده فين؟؟ على الأقل أطمن أنا كمان.
رقيات/ أه هى كانت قالتلى إنها شغالة فى شركة إستيراد وتصدير باين .. إسمها .. إسمها .. والله يابنى ما فاكرة.
أومئ لها بإبتسامة وإتجه منصرفاً بعد أن أكد عليها ضرورة إبلاغ آيات بحضوره وترك لها رقم هاتفه لتعاود آيات الإتصال به.
§∆§∆§
§∆§∆§
طائف بهدوء مريب/ هاااا هديتى شوية ولا لسة؟؟
إبتلعت ريقها بصعوبة وأومأت بخوف لتسمعه يعاود الصراخ مرة أخرى...
طائف بحدة/ قولت إيه؟؟ مش قولت بلاش شغل الصم والبكم ده وتردى عليا؟؟
آيات مصطنعة بعض القو/ أنت بتزعق ليه؟؟ يعنى أنت إللى غلطان وبتزعق؟؟ ده بدل ما تعتذر.
هب من مقعده يقف بحدة ويتجه نحوها بخطوات سريعة قبل أن ينحنى عليها فى مقعدها ويصرخ بها
طائف/ إيه أعتذر؟؟ حضرتك منتظرة مني إعتذار؟؟ مش كفاية القلم ده ولا تحبى أردهولك عشان تعرفى تقيمى كويس إذا كان كفاية ولا لا؟؟
عادت هى للخنوع مجدداً لترد بخفوت...
آيات/ ما أنت إللى قلت كلام مينفعش يتقال.
إعتدل فى وقفته وأبتعد عنها قليلاً ليردف...
طائف/ إحمدى ربك إنى فعلاً إتعديت حدودى فى الكلام وإلا مكانش هيبقى فيه مبرر للى عملتيه وساعتها كانت هتبقى نهايتك على إيدى.
أقشعر جسدها لتهديده ليكمل بعد أن عاود الجلوس لكن أمامها تلك المرة
طائف/ ممكن أعرف عرضى مش عاجبك فى إيه؟؟
رفعت أنظارها نحوه تطالعه بدهشة وكأنه أخبرها بثامن عجائب الدنيا السبع.
آيات/ أنت حقيقى بتتناقش معايا فى طلبك ده؟؟ لأ وكمان مش عارف إيه سبب إعتراضى.
طائف/ الحقيقة أنا مش فاهم إيه المشكلة فى إنك تجيلى البيت.
آيات بحدة/ ما تحترم نفسك ياجدع أنت .. إيه تجيلى البيت دى؟؟
طائف بحدة/ آيات .. إعدلى لسانك ولحظى إنى عديت ليكى كتير .. أنت عارفة أقصد إيه بكلامى .. أنا قررت أرقيكي وتبقى المساعدة بتاعتى بدل ما أنت مجرد سكرتيرة .. والمساعدة بتاعتى طبيعى شغلها يتضمن إنها تيجى البيت وتنظملى وقتى خارج الشركة.
آيات/ مش كل المساعدات بتعمل كده .. مش شرط حكاية البيت دى.
طائف بجدية/ والله أنا إللى أحدد مش حضرتك.
آيات ببرود/ بسيطة وأنا مش موافقة.
عم الصمت للحظات قبل أن يردف بهدوء...
طائف/ على شغلك.
آيات/ أفندم؟؟
طائف/ إتفضلى أطلعى .. روحى كملى شغلك.
آيات بفرح/ يعنى صرفت نظر عن الموضوع ده؟؟
طائف بلامبالاة/ آيات أطلعى برة .. صدعتينى.
آيات بضحك/ حاضر حاضر .. طالعة أهو .. أنا مش هنا أصلاً.
وخرجت بخطوات راكضة خارج الغرفة ليتبعها هو بضحكات بذل قصارى جهده ليخفيها عنها...
طائف/ والله لاسعة ( مجنونة ) مش طبيعية .. بس هنشوف يا آيات .. يا أنا يا أنت.
§∆§∆§
§∆§∆§
.../ يعنى إيه مش لقينهم؟؟ داخلين فى أسبوعين مش عارفين زمايلكم فين!! ده إسمه إيه ده إن شاء الله؟؟
أحد الرجال/ ياباشا إختفوا .. أنا مسيبتش حتة ( مكان ) إلا لما دورت عليهم فيه لكن مفيش فايدة كأن الأرض إنشقت وبلعتهم
.../ إيه إتعملهم عمل ( سحر ) ولا إيه؟؟ فص ملح ودابوا؟؟ بلاش هبل وزود الرجالة إللى بتدور معاكم يعنى إيه أربعة من رجالتى يختفوا فجأة كده؟؟
أحد الرجال/ ياباشا فى داهية .. عندنا بدل الواحد ألف وكلهم خدامين جنابك.
.../ مش أنت إللى تقول فى داهية ولا لأ رجالتى وهيظهروا وإلا هتحصّلوهم بس على الأقل هنبقى عارفين أنتوا فين .. تحت التراب.
أحد الرجال برعب/ أوامرك مطاعة ياباشا.
.../ لما نشوف أخرتها إيه معاكم.
§∆§∆§
§∆§∆§
آيات بصراخ/ آآآآآسر!! فين وأمتى وإزاى؟؟
رقيات بصدمة/ يابت إبلعى ريقك .. يطلع مين سى آسر ده إللى نطيتي أول ما جات سيرته؟؟
آيات بحنين/ آسر ده عشرة عمر وصديق الطفولة .. مصايبنا دايماً كانت مع بعض .. كل واحد بير أسرار للتانى .. ياااااه فين أيامك يا آسر .. قوليلى ياروقة جه أمتى وقال إيه؟؟ سابلك أى معلومات توصلنى ليه؟؟ عنوان .. رقم تليفون أى حاجة .. ما تتكلمى يارقيات بقى.
رقيات/ إتهدى شوية وسيبيلى فرصة أرد .. أه ياستى سايبلك رقم تليفون وقالى أخليكى تتصلى بيه أول ما توصلى.
آيات بفرح/ هاتيه بسرعة.
تناولت منها رقم الهاتف وقامت بإتصال تلاه أخر ثم أخر لكن كل مرة يأتيها أن الهاتف مغلق أو غير متاح.
آيات بإحباط/ مغلق .. شكله قافله .. وبعدين بقى؟؟
رقيات/ ولا قبلين إفضلى وراه لغاية ما يفتحه.
آيات بإبتسامة/ إن شاء الله.
§∆§∆§
§∆§∆§
مر اليوم وجاء الصباح بأحداث جديدة أستيقظت من نومها على رنين هاتفها لتجد ساعة إستيقاظها لم تحل بعد وإذ برقم طائف يحتل شاشة هاتفها لتعقد حاجبيها فى قلق وتشرع بالإجابة ليصلها صوته الضعيف...
آيات/ طائف بيه!!! خير؟؟
طائف بتعب ووهن/ آيات .. معلش تطلبيلى مازن .. بحاول أكلمه من الصبح مبيردش ولو تعرفى تخلى سهام توصله بأى طريقة.
آيات بتعجب/ مستر مازن!! خير يافندم فى حاجة؟؟
طائف بتعب/ مفيش تعبان شوية ومفيش حد فى البيت معايا.
نهضت جالسة بإنتباه فور سماعها لحديثه لتهتف فى قلق...
آيات/ تعبان!! خير إن شاء الله .. ثوانى وهكلم مستر مازن .. سلام دلوقتى يافندم.
أغلقت معه لتعاود الإتصال بمازن لتجد هاتفه غير متاح لتقوم بالإتصال بسهام فتجدها هى الأخرى كذلك.
آيات بتذمر/ إيه حكايتكوا كل ما أكلم حد يدينى غير متاح؟؟ يووووه أعمل إيه دلوقتى؟؟
أعادت الإتصال بطائف لتجد صوته أسوء من ما كان من قبل لتقرر فوراً ما ستفعله وبدون تردد...
آيات/ طائف بيه مستر مازن مش بيرد غالباً قافل تليفونه وسهام نفس الوضع حضرتك خليك مكانك دقايق وهكون عندك ممكن بس تبعتلى العنوان؟؟
طائف بتعب/ أكيد.
ثم سارع بإغلاق الهاتف لتنظر هى إلى هاتفها بدهشة قبل أن تتجاهل هذا وتنهض بإتجاه الخزانة لتشرع بتبديل ملابسها.
فى حين على الطرف الأخر نجده يجاهد نفسه حتى يتوقف عن موجة الضحك التى دخل فيها فور إغلاقه الهاتف ليهتف وسط ضحكاته...
طائف/ والله وهتجيلى لغاية عندى ياقطة، هتنورى قصر العمري بطلتك البهية .. سبق وقولتهالك يا أنا يا أنتِ وبما إنى مبحبش الخسارة فللأسف أنت الخسرانة يا .. ياقطتى.
أنت تقرأ
شيطان العشق
Romanceهو/ غامض قاسى، لا صديق لة ولا غال لدية. هى/ ساذجة خرقاء، ستقع فى شرك من لا يرحم.