الرابع عشر

561 12 0
                                    

علا/ متقلقش يا أبيه مش هكرر غلطتى تانى لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين.
تنهد طائف بتعب ليردف
طائف بهدوء/ لسة برضوا بتفكري بالطريقة دى؟؟ قولتلك بدل المرة ألف إنه مش ذنبك.
علا بتهكم/ أنا مش لسة العيلة الصغيرة إللى مش فاهمة إللى بيحصل حواليها .. عمرى ما هنسى إنى كنت السبب فى إللى حصل بس أنا خدت جزائي ومازلت بأخده .. إللى تاعبنى بجد إنى ورطتك معايا وخليتك تخسر أقرب الناس ليك.
أقترب منها يحيطها بذراعية بحنان .. يقبل جبينها بلطف ليهتف بعدها
طائف/ ولا ورطتينى ولا خسرته .. كل حاجة هترجع زى ما كانت وأحسن .. كلها حكاية وقت وكل شيىء هيرجع لأصله الصبر.
أحاطت خصره هى الأخرى لتشد على عناقه بعد طمأنته لها بأن كل شيىء سيعود يوماً ما كما كان
§×§×§×§
§×§×§×§
مرت الليلة السابقة كالجحيم .. يكاد يجن من فرط قلقه عليها مختفية منذ يومان لا فكرة لديه عن أى مكان يُحتمل تواجدها به .. قضى الليل بغرفة مكتبه لم يذق طعماً للنوم يفكر ويفكر عله يصل لأمر ما يطمئنه أنها على خير مايرام .. يكاد يبكى قلقاً وندماً على ما أقترفه بحقها، لم يكفيه محاولتة الحمقاء لقتلها دون معرفة من تكون بل تسبب أيضاً بمطاردتها من قِبل المافيا .. إنتفض من مكانه عند توصله لتلك النقطة وقد عزم على إيجادها بنفسه وإفتدائها بروحه إن لزم الأمر
§×§×§×§
§×§×§××
بعيداً .. فى تركيا»»»
طرق على الباب أجفلها فى الفراش قبل أن تعتدل فى جلستها داعية الطارق للدخول لتجدها تلك الفتاة والتى سبق وأن أخبرتها بأنها المسئولة عن خدمتها .. دخلت علا بهدوء وإبتساماتها الواسعة مازالت مرسومة على وجهها أجبرت الأخرى على مبادلتها بإبتسامة وإن كانت صغيرة متحفظة
علا/ أتمنى أكون مأزعجتكيش.
آيات/ لا أبداً بالعكس أنا زهقت من وجودى هنا لوحدى.
ثم أكملت بتهكم/ فى حبسى الإنفرادى.
تقدمت علا عدة خطوات للداخل لتستقر هى الأخرى على طرف الفراش وكعادتها لم تستغنى عن إبتسامتها
علا/ حبس إنفرادى إيه بس؟؟ ما أنا معاكى أهو أدينى جتلك نرغى سوا شوية .. دة إذا كان ميضايقكيش ومكنتش بتعدى حدودى.
نظرت لها آيات بشك .. ما بالها تلك العلا؟؟ أتحاول مصادقتها وكسب ثقتها لصالح طائف؟؟ أم أنها مجرد فتاة لطيفة سعدت بوجود فتاة أخرى معها بالمنزل؟؟
آيات بفضول/ هو أنت شغالة هنا من زمان؟؟
علا بصدق/ هو الحقيقة أنا مش شغالة هنا بالمعنى إللى فهمتيه بس تقدرى تقولى إنى عايشة هنا ضيفة وفى مقابل وجودى هنا بحب أهتم بالبيت فى غياب صاحبة وبهتم بصاحبه لما بيزورة.
آيات بدهشة/ ضيفة!! يعنى أنت مش من الخدم؟؟
حركت رأسها نافية
آيات بحرج/ سوري بس بجد أفتكرتك شغالة هنا أقصد إنك بتناديله بألقاب و آ...
ضحكت علا بمرح لتجيب
علا/ ماهو أنا مش بحب أناديه بإسمه عشان الشغالين هنا ميعرفوش علاقتنا ببعض ومعرفتنا القديمة فاللقب دة قدامهم وبس.
آيات بغيظ/ واضح إنكم تعرفوا بعض من زمان
أعتدلت علا بجلستها لتصبح أكثر إريحية وكأنها شبة مستلقية قبل أن تهتف
علا/ يااااااااه من زمان أوى .. أنا أعرف طائف من وإحنا لسة فى الحضانة.
اشتعلت النيران بداخلها وبدون تفكير تلفظت بما جاء بخاطرها
آيات/ طب ومتجوزتهوش ليه بقى ولا أنتوا أصلا...
إنفجرت علا ضحكاً على سؤال آيات ومخيلتها الواسعة لكنها سرعان ما لاحظت ملامح الإستنكار المرسومة على وجه آيات وكأنها تُعنفها على سخريتها من حديثها
علا بإعتذار/ سورى بجد مقصدش أضحك كدة بس أصل سؤالك غريب معقول أنا وأبيه طائف نتجوز؟؟ عمرى فى لحظة ما تخيلت إننا ممكن نكون فى علاقة من النوع دة طائف أخويا.
آيات/ أعذريني يعنى فى سؤالى بس وجودك هنا غريب شوية.
علا بجدية مفاجئة/ الحقيقة فى حاجات كتير أنت متعرفيهاش عنى وعن طائف وأتمنى إنك تعرفيها قريب ومنه هو شخصياً بس كل إللي أقدر أقولهولك إن سبب وجودى هنا مشابه إلى حدما سبب وجودك.
أومأت آيات بآلية لتردف بتساؤل حذر
آيات بتوتر/ هو أنت عارفة طبيعة شغل طائف؟؟ أقصد يعنى بيشتغل فى إية وكدة؟؟
علا/ الإستيراد والتصدير ؟
ثم سكتت لثوان فهمت خلالها آيات جهل علا بحقيقة طائف لكن سرعان ما تغير ظنها عند تكملة الأخيرة حديثها
علا/ ولا قصدك شغله التانى؟؟
قفزت آيات من مرقدها لتهتف بهجوم
آيات بهجوم/ يعنى عارفة؟؟ وياترى بقى حضرتك شغالة معاة ولا صفتك إيه بالظبط؟؟
وقفت هى الأخرى لتجيب بهدوء حذر
علا/ رد فعلي لما عرفت كان مشابه ليكى جداً .. ثورة ورفض وتمرد بس أتمنى نهاية حكايتك متبقاش زى نهايتى.
ثم تنهدت بهدوء لتتجه نحو باب الغرفة لتتوقف أمامه ملتفتة نحوها مرة أخرى/ نكمل كلامنا بعدين إرتاحي دلوقتى عن إذنك.
ثم خرجت وتركتها وحيدة مازالت تحاول إيجاد معنى كلامها الأخير
§×§×§×§
§×§×§×§
سهام/ إزيك ياروقة وحشانى والله.
رقيات بلوم/ يااااه سهام عاش من شافك يا أستاذة لسة فاكرة تسألى؟؟
سهام/ حقك والله بس أعمل إيه ما أنت عارفة الشغل وتعبه غير إللى فى البيت عندى .. أبويا قاعدلى على الواحدة ومش بيردى يخلينى أروح لحد غير آيات.
رقيات بحنان/ الله يكون فى عونك ويخليلك والدك دة بيعمل كدة من خوفة عليكى.
سهام بتنهيدة/ عارفة والله المهم قوليلى هى آيات عدت عليكى إمبارح ولا النهاردة؟؟
رقيات بدهشة/ لا .. بتسألى ليه؟؟
سهام بقلق/ لا دة كدة الموضوع مقلق بجد!! آيات مش باينة .. بقالها يومين مجاتش الشغل وجيت أشوفها النهاردة فى شقتها محدش فتح.
رقيات/ بسم الله الرحمن الرحيم .. إستهدى بالله وإن شاء الله خير، طب حاولتى تتصلى بيها؟؟
همت سهام بالرد لكن قاطع حديثها دخول أحدهم الى المتجر والذى لم يكن سوى آسر
آسر/ السلام عليكم .. صباح الخير.
حدقت كلاً من سهام ورقيات بآسر بدهشة من هيئته المزرية والمتعبة فلقد ظهر عيه إفتقادة للنوم وتعبه وقلقه الواضحان ... همهه صدرت من كلتاهما رداً للتحية
آسر/ إزي حضرتك يامدام رقيات؟؟
ثم أكمل بلهفة/ متعرفيش آيات فين؟؟ شوفتيها أخر مرة أمتى؟؟
رقيات بخوف/ لا إله إلا الله هو أنت كمان بتدور عليها؟؟
آسر بتعجب/ أنا كمان!!
تحركت رقيات بنظرها نحو سهام ليفعل هو المثل لحظات حتى تعرف هو عليها وتذكر رؤيتها سابقاً برفقة آيات ليهتف بسرعة
آسر/ أنت .. أنت صاحبتها مش كدة؟؟
سهام بتوتر/ أيوة .. حضرتك أستاذ آسر سبق وإتقابلنا فى شقة آيات.
توجه نحوها ودون تفكير أمسكها من مرفقها ليهتف بها
آسر/ أيوة أيوة أنت صاحبتها .. تعرفى فين آيات؟؟
شهام بخوف/ لا يا افندم أنا جيت أسأل عليها لأنها بقالها يومين مجتش الشغل بس ملقيتهاش فى شقتها.
رقيات برعب/ هتكون راحت فين بس دي ياحبة عيني ملهاش حد؟؟
سهام/ أنا خايفة بس يكون لا قدر الله جرالها حاجة فى الشقة ومحدش حس بيها.
رقيات بخوف/ بعد الشر .. لا إذا كان كدة يبقى لازم نشوف لنا حد يفتح الشقة، أرجوك يابنى إتصرف.
قاطع حديثهم هذا رنين هاتف سهام لتتأفف وتجيب
سهام/ أيوة يامستر مازن .. أسفة على التأخير بس كنت بشوف آيات فين وبطمن عليها .. لا ملقيتهاش بس يافندم .. لا أقصد .. طيب طيب مسافة السكة يافندم مع السلامة.
رقيات بلهفة/ ها يابنتى فى جديد؟؟
سهام بغضب/ لا ياروقة دة مديرى قالب الدنيا عشان إتأخرت شوية .. بقاله يومين على أعصابة عشان مستر طائف مش باين هو كمان.
إلتقطتت أذناة آخر ما تفوهت به سهام ليهتف فجأة
آسر/ طائف مش موجود هو كمان؟؟
زوت مابين حاجبيها متسائلة عن سبب سؤال آسر ذاك وكأنه على معرفة سابقة بطائف
أومأت بهدوء لتشتعل بعيناه النيران قبل أن يستأذن سريعاً مغادراً المتجر
سهام/ هو ماله دة كمان؟؟
رقيات/ معرفش يابنتى أنا قلقانة على آيات ليكون حصلها حاجة بعد الشر .. أستر يااارب.
§×§×§×§
§×§×§×§
بشركة العمري للإستيراد والتصدير»»»
جلبة وضوضاء أستحوذت على إنتباه مازن بمكتبة والذى وصله أصوات مزعجة جعلتة يتأفف متجهاً للخارج ليرى مايحدث فيجد أفراد الأمن يحاولون منع أحدهم من إقتحام مكتب طائف والذى لم يكن سوى آسر
مازن بصوت عالٍ وتهكم/ آسر الرفاعي بنفسه مشرفنا!! خير إن شاء الله إيه سبب تشريفك لينا بالزيارة دى؟؟
أشار للأمن بالسماح له بالتقدم للداخل فإنسحبوا جميعاً تاركين كلاً من آسر ومازن يقفان كلاً منهم نداً للآخر
آسر بإندفاع وصراخ/ فين طائف يامازن؟؟ وديتوا آيات فين؟؟
مازن بدهشة/ أفندم؟؟ طب طائف وفهمناها .. مالك ومال آيات بقى؟؟
آسر/ تخصنى .. آيات تخصنى يامازن .. كله إلا هى.
مازن/ مش فاهم؟؟
آسر/ مش لازم تفهم .. قولى وديتوا آيات فين والموضوع هيخلص.
مازن ببرود/ مش قبل ما أفهم عايز منها إية وإيه علاقتك بيها.
آسر/ مش شغلك يا أخي أنت هتشاركنى؟؟
مازن/ يعني إيه مش شغلى إيه عايزها عشان تخلص عليها بجد المرة دى؟؟ إطمن طائف هيقوم بالمهمة دى نيابة عنك.
وبلمح البصر كان آسر يمسك بتلابيب مازن يهتف بشراسة
آسر/ هقتله وراها .. هقتله لو لمس شعرة واحدة منها أنت فاهم؟؟ المرة دي مش هسامح فيها، رقبته هتكون قصاد موتها .. وصله كلامى دة وفهمه إنى مش بهزر .. ساااااامع.
ثم ألقى بمازن أرضاً وخرج فى حين كان مازن بعالم آخر يحاول إستيعاب تصرف آسر وعصبيته المفرطة إتجاه أذية آيات فما علاقته بها ولما يهتم؟؟ وكيف يهتم بسلامتها فى حين كان هو من أرسل لقتلها؟؟
هب واقفاً ليلتقط هاتفه سريعاً محاولاً الإتصال بطائف لإخباره بجديد الأمور لكن وجد هاتفه مغلقاً
مازن/ يووووه ياطائف وقت ده تقفل تلفيونك فيه.
§×§×§×§
§×§×§×§
أما فى تركيا»»»
بعث لها علا لتخبرها أنه بإنتظارها على طاولة الغداء .. ومرة أخرى إستعدت للنزول للأسفل وعند وصولها إلى حجرة الطعام وجدت الوضع كما كان فى الإفطار، هو يجلس بهدوء على رأس الطاولة والتى رُص عليها أشهى أنواع الطعام .. تحركت دون دعوة تلك المرة نحو أحد المقاعد وسحبته لتجلس عليه وتشرع بتناول الطعام بهدوء وإتزان لتجده هو الأخر بدأ بتناول الطعام وشاركتهم علا تلك المرة الجلوس
تناولوا الطعام بصمت وأنتهوا منه ثم رفع الخدم الأطباق لتكون إشارة للجميع للذهاب كلاً إلى طريقه .. آيات لغرفتها وطائف لمكتبه وعمله وعلا لرعاية المنزل لكن كانت هى من إعترضت تلك المرة
علا/ أبيه من فضلك كنت حابة نقعد سوا إحنا التلاتة نتكلم شوية.
رفع إحدى حاجبيه بتعجب عند ملاحظته تخليها عن الألقاب فى وجود آيات لكن لم يعلق على هذا بل أردف
طائف/ نتكلم!! خير فى حاجة؟؟
راقبت آيات حديثهم بصمت وكم كانت تتوق أن يرفض طائف دعوتها تلك فهى لا ترغب بشيء الآن سوى أن تذهب لغرفتها تحتمى بها من بطشه لكن نظرة من علا نحو طائف فهمها هو وأومئ بإستسلام غريب آثار تعجب آيات
طائف/ تمام خلينا نقعد شوية نتكلم على الأقل تاخدوا على بعض وعلشان نتأقلم كلنا على التعامل سوا
إتسعت إبتسامة علا لتصفق بيداها بسعادة كالأطفال/ تماااام .. يبقى فيلم ممتع وفيشار وبيبسى ثوانى وهيكونوا جاهزين.
فغرت فاها عند إستماعها لإقتراح تلك المجنونة من وجهة نظر آيات على الأقل
سمعت نحنحة بجانبها لتجدة ينظر لها بإهتمام وكأنه أدرك تعجبها من تصرف علا ليهتف مفسراً
طائف/ احم .. علا قضت فترة كبيرة هنا لوحدها فتلاقيها بتتحمس لأى تجمع لأى نشاط .. عشان كدة ياريت تحاولى تتأقلمى على أسلوبها وتفهميها.
ثم توجه إلى غرفة ما ودخلها لتتبعه هى بأنظارها قبل أن تتحرك نحو نفس الغرفة فتجدها حجرة واسعة تحتوى على أريكتان متقابلتان وتليفيزيون لوحى كبير يتوسط الغرفة
جلس على إحدى الأرائك ومازلت هى تقف منتصبة بمكانها لينظر لها نظرة بمعنى أن تأخذ لها مكان على ٱحدى الاريكتين وبالفعل جلست على الأريكة المقابلة له
ساد الصمت للحظات قبل أن يقطعه هو بصوته الاجش لكنه بدا لها متوتراً إلى حد ما
طائف/ بخصوص إللى حصل النهاردة الصبح .. إنى إتعصبت عليكى وكدة كنت عايز آآ.......
قاطعته هى ببرود
آيات/ محصلش حاجة ومفيش داعى إنك تبرر إللى حصل الصبح.
طائف بإستنكار/ أبرر؟؟ لا أنت فهمتى غلط أنا مش مُلزم إنى أبرر أصلاً كل الموضوع إنى كنت حابب أحذرك إن كلامك الكتير دة والتجاوز لو حصل تانى فموعدكيش إنى هقدر أسيطر على نفسى ساعتها
ها قد عاد البركان للإشتعال بداخلها مرة أخرى بعد أن بذلت كل السبل لإخمادها ولو لفترة مؤقتة .. تباً له ولعجرفته تلك .. من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل؟؟
فى حين كان هو بداخله صراع حول ما كان على وشك التفوه به وما نطق به بالفعل .. لا يدرك لما لا يمكنه التحكم بنفسه وبأفعاله فى وجودها؟!! هو لم يكن سيبرر لها ماحدث بل كان على وشك فعل ما لم يفعله بحياته .. كان على وشك الإعتذار منها لما بدر منه سابقاً لكن حديثها إستفزه وأخرجه عن طورة
كان على وشك العدول عما تفوه به والإعتذار لكن قاطعه صوت تحطم زجاج ما .. هب من مقعدة تتبعه آيات بفضول ليخرجا من الغرفة فيجدا علا تقف مسمرة مكانها وقد سقط منها طبق الفيشار وتحطم إلى أجزاء صغيرة وتناثرت محتواياته أرضاً فى حين هى كانت تنظر له بصدمة ليتحرك نحوها يقف أمامها فيلاحظ هاتفه بين يديه .. ساوره القلق لحظات ليسألها
طائف/ علا فى إيه مالك؟؟ تليفونى بيعمل إيه معاكى؟؟
نظرت له علا وقد وإمتلأت عيناها بالدموع لتهتف بضعف وببكاء/ آسر .. أخويا.

شيطان العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن