بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
{ قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ٨ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ }.أنهى قراءة السورة بصوته العذب الطهر، أثناء استماع الفتيات بإنصات وتركيز إليه، ليرفع رأسه بعدما أعتدل في جلسته لينهض، حتى توقف بمنتصف الفصل، ليتحدث قائلاً بنبرته الهادئة:
-" {قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ٢}".
وجه نظره إليهم في تلك اللحظة بعدما ترك الكتاب من يده، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة لينة أظهرت سلاسة حديثه:
-" المؤمنون الصادقون، هم الفائزين، الإنسان إللي بيخشع في صلاته، لا يشغله أي شيء من حوله، عقله مُثبت بأنه في جلسة مع الله، لقاء معه، لا يشغله عنه أي شيء، ذلك هو الفائز".
رفعت إحدى الفتيات يدها، ليومىء لها برأسه أن تنهض، لتنهض الفتاة بعدما قام بإعطاءها الإذن، حتى تساءلت قائلة:
-" أستاذ يعني إيه خشوع؟".
ترك القلم من يده، ليشرح بكلتا يداه وهو يوزع نظراته بينهم جميعاً أثناء قوله بنبرة هادئة للغاية:
-" أولاً، يبدأ الخشوع بأن ينظر المرء إلى موضع سجوده أثناء صلاته، مُثبتاً نظره على نقطة واحدة، واتجاه واحد، يصفي ذهنه تماماً، يتحلى بالسكون، والطمأنينة، ولا ينتبه لأي شيء من حوله، أياً كان إيه هو، لا يهتم بترتيب مظهره، لا تهتمي بترتيب حجابك، ملابسك، لا تعبثي بهم بدون سبب، يجب عليكي ترتيب وتهيئة نفسك للصلاة قبل بدء الصلاة لكي لا يشغلك شيئاً أثناء تأديتك لها".
ليبتلع ريقه وهو يستعد ليستردف حديثه قائلاً بنبرة هادئة أراد بها تفهيمهم وتوضيح الأمر إليهم:
-"النبي صل الله عليه وسلم، عندما وجد رجلاً يُصلي يعبث بلحيته، قال (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه) لذلك يجب أولاً الخشوع بالقلب، لتخشع باقي جوارح وأعضاء الجسد، إنك تمنحي قلبك لله، تخضعي له، كحالكم عندما تريدون من أهاليكم شيئاً، تترجونهم، وتطلبون ذلك الشيء بقلوبكم وكأنكم تستموتون من أجل الحصول عليه، ما بالكم بالله؟ فكروا فيها كأنها جلسة مع الله مش عايزين حد يقطعها عليكم حتى لو كانت أفكاركم، سكنوا روحكم وعقولكم وقت الصلاة، لا يوجد أهم من الصلاة، ولا يوجد أهم من الله".
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Adventureتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...