الفصل التاسع عشر ( مأساة شاب )

2.8K 176 151
                                    

صمتٍ حل عليهم بينما يجلسون جميعهم بالصالة شاردين بنفس الشيء. أخرجهم من شرودهم ذلك دق باب الشقة، لينهض عبدالله بهدوء يذهب يفتحه. وجد أمامه حمزة الذي ابتسم بحرجٍ طفيف يقول بنبرة هادئة:

-" ازيك يا عبدالله".

طالعه عبدالله بغرابة من مجيئه، ليومىء برأسه وهو يفسح له الطريق قائلاً:

-" تمام، اتفضل".

ولج حمزة وهو يُحمحم بصوتٍ عالٍ يصل لمن بالداخل، لتعتدل ثُريا في جلستها وهي تنظر إلى كلاً من جِياد وجلال بتعجُب من مجيئه بذلك الوقت خصيصاً. ألقى عليهم حمزة السلام قبل أن تقع عينيه عليهم بينما يقترب منه جِياد ليُصافحه قائلاً بنبرة هادئة:

-" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تعالى يا حمزة، اتفضل".

نهضت ثُريا وهي مازالت تنظر له، ليومىء لها حمزة برأسه وهو يبتسم قائلاً بنبرة حرجة:

-" إزاي حضرتك".

ابتسمت ثُريا بثِقلٍ وكأن دهشتها بمجيئه منعتها رغماً عنها من الترحيب به قائلة:

-" أنا الحمدلله بخير، تعالى يا حمزة أقعد نورت".

أجاب حمزة بكلماتٍ بسيطة عليها وهو يقترب بهدوء يجلس من جانب جِياد بعدما وجه نظره إلى جلال الذي طالعه بصمتٍ أعرب عن تعجبه الخفي، ثم وجه نظره نحو جِياد ليلوح برأسه بإستفسارٍ من مجيئه. تنهد جِياد وهو ينظر له، ثم بدأ بتوزيع نظراته بينهم وهو يقول بنبرة رزينة:

-" أنا إللي كلمت حمزة ييجي علشان يشوف معانا الدكتورة هتقول إيه".

أعتدل جلال في جلسته بتلك الأثناء ليرمش بعينيه وهو يتساءل بعدم فهم:

-" طيب ما إللي حصل حصل من يومين، هو كان فين امبارح؟".

وجه حمزة نظره إليه ليلوح برأسه مُجيباً بنبرة مُبررة موقفه:

-" امبارح أنا أتصلت بعيشة بس هي مرديتش، ولما كلمت عبدالله مجابليش سيرة عن إللي حصل".

لوح جلال برأسه بعيداً عنهم وهو يكتم أنفاسه بنفاد صبرٍ وغضب، ليتحدث جِياد قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى حمزة:

-" علشان كدة حبيت أكلمك أنا النهاردة وأقولك بما إن الدكتورة معرفتش تيجي امبارح، يعني علشان تكون فاهم إيه إللي بيحصل".

نظرت له ثُريا بضيقٍ مما فعله وكأنها لم ترغب بأن يعلم حمزة شيئاً كهذا، ليدنو جِياد برأسه بهدوء وهو ينتظر خروج الطبيبة، وسط صمت حمزة وهو يُطالعهم على حالهم ذلك. انتبهوا جميعهم من بعد ذلك إلى الطبيبة التي خرجت من غُرفة عيشة، لتنهض ثُريا سريعاً تُشير لها بكفها أن تأتي وتجلس وهي تقول:

حارة اللحام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن