الفصل السابع ( سيجحف من حقه )

2.3K 162 189
                                    

كان كلاً من جِياد ونُصير الذي كان يمسك بيده حقيبة يقفان بمدخل البناية، ليقوم بإخراج شيئاً منها أثناء نظره إلى جِياد يُملي عليه بحذرٍ يقول:

-" والحُقن دي مهدئات، خليها موجودة بردوا احتياطي، وباقي الأدوية عرفت الست ثُريا تتعامل معاهم إزاي".

عقد جِياد حاجبيه وهو يأخذ منه الحقيبة مُتسائلاً بعدم فهم:

-" مهدئات ليه؟".

لوح نُصير برأسه قليلاً أثناء قوله بنبرة هادئة لكي لا يقلقه:

-" هي لسة مفاقتش علشان نلاقي منها رد فعل، الحُقن دي خليها معاك احتياطي علشان لو فاقت وانفعلت، ودة وارد يحصل".

طالعه جِياد وهو يُفكر بحديثه إن حدث، ليُغلق جفنيه وهو يتنهد بعمق، ثم عاد بنظره إليه مرة أخرى يقول بنبرة مُجهدة:

-" حاضر.. تسلم يا نُصير تعبناك معانا اليومين إللي فاتوا".

نفى نُصير حديثه على الفور بقوله الجاد والصادق:

-" تعب إيه يا جِياد أنتوا أخواتي، وعيشة في مقام أختي الصغيرة، المهم أنتوا خدوا بالكم منها، وإن شاء الله هتقوم بالسلامة وحقها هييجي".

تذكر جِياد في تلك اللحظة، ليعقد حاجبيه وهو يتساءل قائلاً:

-" المفروض نقابل حمزة تاني امتى؟".

أجاب نُصير قائلاً بنبرة هادئة:

-" النهاردة إن شاء الله، أول ما ييجي هتصل بيك".

ليربت على كتفه وهو يلوح برأسه للأعلى قائلاً بنفس نبرته:

-"المهم دلوقتي أطلعلهم أنت، وأنا هدخل أشوف هارون، لو احتاجت حاجة كلمني".

أومأ له جِياد برأسه، ليذهب من أمامه بهدوء نحو الأعلى، وسط نظرات نُصير له وهو يشعر به وبتعبه أثر ما حدث بالرغم من إخفاءهم لمشاعرهم، ليتنهد بعمق وهو يقوم بإخراج هاتفه يأتي برقمها، ثم مرت عليهم دقائق كانت قد خرجت بها بالفعل من شقتها، تقترب منه بعدما رأته يقف أمام شقة هارون وهي تطالعه قائلة بنبرة قلقة:

-" أنت إللي قولتلي أقعد، يبقى أنت إللي ترجعني".

رفع نُصير حاجبيه وهو يقول بجدية:

-" قولتلك متقلقيش يا حورية، بس مش عايزك تتكلمي لما ندخل".

أومأت له حورية برأسها وهي تبتلع ريقها استعداداً لمواجهته، ليقوم نُصير بفتح باب الشقة بمفاتيحه، ثم ولج كلاً منهم بهدوء، لتنتفض حورية عندما استمعت إلى صوته القادم من جانبهم أثر مكوثه بالصالة يقول:

-" مش أنا قولتلك شغلك هنا انتهى".

توسعت أعين حورية ببلاهة أثر عدم معرفتها لطريقة شعوره بها، ليلتفت نُصير ينظر لها وهو يرمقها بعينيه ألا تتحدث، لتومىء له برأسها بإضطراب، ثم أقترب نُصير من موضعه ليجلس أمامه وهو يقول بجدية:

حارة اللحام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن