ظروفٍ مُتكررة نلقاها بحياتنا تجعلنا نشعر وكأن اليوم يُعاد بنفس الطريقة، رُبما لعدم فعل وتجربة اشياء جديدة تجعلنا نشعر بالإختلاف، ورُبما أيضاً لعدم مقدرتنا على فعل شيء بالرغم من توافر الإمكانيات! أصبح العقل مُشتت والحالات مُتقلبة، ولكن رغماً عنا سنضطر لمُسايرة الحياة حتى نعيش، حتى وإن كانت ليست على هوانا.
الحمدلله دوماً على ما نحن فيه، والحمدلله على مأوانا ومأكلنا ومشربنا، الحمدلله على عيشنا بوسطٍ ليس هاديء ولكنه مُستقر بعض الشيء، الحمدلله على قدرتك يا رب بأن يتحمل عقل الإنسان كُل ما يحدث من حوله دون أن يُجن.
ذلك ما يلقنه لروحه بكُل يومٍ يمُر عليه، ولكنه قرر اليوم تغيير تكرار أيامه، وقرر البدأ من جديد، بحياةٍ قد تكون بها مُغامرة، قد تكون مُغامرة لطيفة! ليُجرب، ويرى الحال الذي ستصل به الحياة إليه، وسيظل راضياً حامداً لله عليه على أي وضع.
ولج إلى الفصل الذي كان يعتليه أصوات ضوضاء مُزعجة، كذلك شغب من الطلاب وكأنها حالة من الفوضى، ليُظل يُطالعهم كما هو بنظراتٍ ثاقبة وسط مُطالعتهم له أيضاً بتعجُب من رؤيتهم له لأول مرة وكأنه بالفعل وجهٍ جديد عليهم، ليُلاحظ جِياد نظراتهم، حتى قام بوضع اشياءه على الطاولة من أمامه وهو يقول بنبرة هادئة مُرتفعة بعض الشيء لتصل إليهم:
-" السلام عليكم".
عادوا جميعهم إلى مقاعدهم ليُجيب بعض الاولاد بصوتٍ واحد وهم يُطالعونه بنفس نظراتهم التي تماثلت مع آخرين لم يُجيبوا السلام عليه، ليقترب جِياد من المقعد يقوم بالإستناد عليه بكفيه وهو يوزع نظراته بينهم قائلاً بنبرة يشوبها بعض المرح:
-" إللي مردش السلام، هل تُعاني من مشكلةً ما بأُذنيك؟".
نظر بعض الأولاد إلى بعضهم البعض وهم يحاولون كتم ضحكاتهم، والاخرين يطالعونه بتعجُب كما هم، ليتنهد جِياد وهو يُراقب جميع ردود أفعالهم، حتى أعتدل في وقفته مُستقيماً وهو يوزع نظراته بينهم قائلاً بنبرة سلسة تُسهل عليهم الفهم:
-" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه الجملة قولها سنة، وردها فرض.. إذا قلت السلام عليكم أخذت عشر حسنات، وإذا قلت السلام عليكم ورحمة الله أخذت عشرين، وإذا قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخذت ثلاثين، جملة بسيطة تجعلك تأخذ الكثير من الحسنات التي أنت بحاجة إليها بالتأكيد، هتستخصر تقولها؟".
صمت وبلاهة سيطروا عليهم جميعهم، ليتحدث جِياد مرة أخرى قائلاً بصوتٍ أعلى:
-" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
بتلك اللحظة أجابت جميع الأولاد بصوتٍ واحد قائلين:
-" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Adventureتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...