بالصباح، كان جلال يعمل على ما بين يديه، وبآخر الورشة حماصة الذي كان يعمل هو الآخر، أثناء جلوس قدورة على ماكينته وهو ينظر إلى هاتفه يستمع إلى الأغاني المُرتفعة قليلاً، لينتبه ثلاثتهم إلى تلك التي استندت بيديها على الطاولة الحديدية بالخارج أثناء مُطالعتها لهم وهي توجه نظرها خصيصاً نحوهه بإبتسامة متوسعة على وجهها وهي تقول:
-" Hi حماصة".
ترك حماصة ما بيده، ليلتفت كلاً من جلال وقدورة ينظران إليه ببلاهة، ليوجه حماصة نظره إليهم وهو يشعر بأنه وسط أصعب المواقف التي لا يعلم ما يجب عليه فعله بها، لتتحدث كنزي مرة أخرى تقول بنبرة مرحة سريعة وهي تنظر له:
-" ممكن تيجي ثانية؟".
وجه حماصة نظره مرة أخرى نحو جلال الذي كان يُطالعه بإبتسامة لم تصل لعينيه، كذلك قدورة الذي كان يغمز له بعينه، ليُحمحم حماصة بعدما شعر بإنعقاد لسانه وعدم قدرته على التحدث، ثم نظر إلى جلال حتى كاد أن يتحدث، ولكن أشار له جلال بيده أن يتحرك أثناء قوله بنبرة ذات مغزى:
-" اتفضل يا دنچوان عصرك".
شعر حماصة بالضيق أثر ما قاله، ليبتلع ريقه وهو يتجه نحو الخارج، لينظر جلال له وهو يبتسم، ثم وجه نظره إلى قدورة قائلاً بنبرة ساخرة:
-" اتقالتلك قبل كدة Hi دي ".
لوح قدورة برأسه وهو يقول بجدية بلهاء:
-" دي لو اتقالتلي هروح فيها وقتي، إحنا في لندن ولا إيه؟".
ضحك جلال وهو يعود إلى ما يفعله، تزامناً مع ابتعاد حماصة بجانب الورشة بعدما توقف من أمامها وهي تنظر له قائلة بنبرة سعيدة:
-" الولد إللي ضايقني في السنتر عرفت إنه مشي، لسة جاية من الدرس ومكنش موجود".
أومأ حماصة برأسه وهو يُجيب عليها ببلاهة:
-" طيب حلو".
أومأت كنزي برأسها بتأكيد وهي تقول بنفس نبرتها:
-" Yup أنا اتبسطت، وكمان غيرت المستر ".
لوح حماصة برأسه وهو يتساءل قائلاً:
-" والمستر إيه ذنبه؟".
لوحت كنزي بيدها وهي تقول بتلقائية:
-" He's not so bad بس أنا مكنتش بفهم منه أوي وروحت لواحد تاني".
أومأ لها حماصة برأسه، ليلوح برأسه قائلاً بنبرة مضطربة:
-" في مدرسين كتير أعرفهم لو عايزاني أقولك عليهم".
رفعت كنزي حاجبيها بتأكيد وهي تقول بنبرة مُتلهفة:
-" Ya sure, give me your phone ".
كان حماصة يطالعها ببلاهة مما قالته، هو لم يقصد أن يقوم بتعريفها عليهم بتلك الطريقة، ولكنه أخرج هاتفه ببلاهة وسط ضحكاتها على ما يفعله، لتأخذ منه الهاتف تقوم بتسجيل رقم هاتفها، ثم قامت بالدق عليه، ليصدح رنين هاتفها، حتى قامت بإعطاءه هاتفه وهي تقول بنبرة مرحة:
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Aventuraتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...