خرجت من معمل التحاليل بخطواتها الغاضبة وعقلها الذي لم يُسعفها بالتصرف الصحيح، فقد كان مشغولاً بالتفكير أكثر بما حدث وكأن الذنب بأكمله ذنبه هو بمفرده، أقتربت من مقر شركته بعد مرور نصف ساعة، لتتحرك بخطواتها المُتهورة نحو مكتبه تقوم بفتح بابه بقوة غير مُهتمة لتلك التي كانت تقوم بالنداء عليها تمنعها من الدخول، سُرعان ما نهض شريف وهو يطالعها بدهشة أثر فعلتها وقدومها إليه، لتلتفت تنظر إلى تلك الفتاة قائلة بنبرة غاضبة تمكنت منها:
-" أطلعـي بـرة".
وجهت الفتاة نظرها إلى شريف الذي أشار لها بيده أن تخرج، ليُغلق باب المكتب عليهم بعد ثواني، حتى أقترب منها شريف وهو يبتسم قائلاً بنبرة مرحة:
-" دة إيه المفاجئة الحلوة دي؟ لحقت اوحشك ولا إيه؟".
أقتربت منه ميسون تقوم بنزع حقيبتها بغضب لتقوم بفتح الأوراق من أمام عينيه تجعله يراها وهي تتساءل بنبرة غاضبة:
-" إيه دة؟".
عقد شريف حاجبيه وهو ينظر لها ببلاهة أثناء قوله:
-" تحاليل تقريباً".
صرخت به ميسون قائلة بنبرة تمكنت منها:
-" اقرأ اللي فيها!".
أخذ منها شريف الأوراق وهو يعقد حاجبيه بتعجُب من غضبها الشديد، لتتوسع عينيه بعدما وقعت عينيه على ورقة التحاليل، سُرعان ما نبتت إبتسامة على ثغره، ليرفع رأسه ينظر لها وهو يقول بنبرة سعيدة:
-" أنتِ حامل يا ميسون؟".
كانت ميسون تطالعه بصدمة أثر رد فعله الذي جعلها تشعر بالجنون أكثر، لتلوح برأسها وهي تقول بعدم تصديق منه:
-" هو أنت مجنون؟ إزاي دة أساساً حصل؟".
رفع شريف حاجبيه بمرح يشوبه البلاهة أثر ما تقوله، ليُجيب قائلاً بنبرة ساخرة بعدما ظن أن حديثها ما هو إلا مزح:
-" هو إيه إللي إزاي؟ وبعدين دة بدل ما تفرحي؟ أنتِ مش مبسوطة ليه؟".
ابتعدت عن موضعه وهي تضع يديها على رأسها بتيه وعدم تصديق كما شعرت بعقلها الذي كاد أن ينفجر من صدمتها، ليُداهمها شعورٍ ما جعلها تقترب منه مرة أخرى مُسرعة وهي تقول بنبرة مُترقبة أظهرت رغبتها بمعرفة رده:
-" أنا كنت عاملة حسابي لحاجة زي دي، أكيد في حاجة غلط".
نفى شريف برأسه وهو ينظر إلى الاوراق مُبتسماً أثناء قوله بنبرة سعيدة:
-" بصراحة أنا مش شايف أي حاجة غلط.. دة رزق ربنا بعتهولنا، مش يمكن تكون دي إشارة لينا علشان نرجع تاني لبعض؟".
تأكدت ميسون من شكوكها في تلك اللحظة، لتُضيق جفنيها وهي تتساءل بنفس نبرتها بالرغم من عدم حاجتها لمعرفة إجابته، فقد كان حديثه كافياً ليجعلها تثق بما تُفكر به:
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Phiêu lưuتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...