استمع إلى صوت دق باب شقته، ليخرج من غرفته بهدوء يتجه إليه بخطواته البطيئة، ثم قام بفتحه ليعم الصمت على كلاً منهم وسط مُطالعتها له بحرج، حتى حمحمت بخفوت، ليقوم هارون بالإبتعاد وهو يذهب إلى الداخل، ولكنها استوقفته عندما ولجت تقول بنبرة سريعة مُتأسفة:
-" أنا آسفة، مكنش قصدي أتكلم بالطريقة دي، بس أنت إللي عصبتني".
حاول بصعوبة التحكُم بأعصابه أثر ردودها وما زاد الطين بلة هو عدم اعترافها بخطئها وكأن ما حدث بسببه هو، ليقول بجمود وهو يوليها ظهره:
-" لما تحضري الفطار أبقي خبطي عليا".
ثم كاد أن يخطي بخطواته نحو غرفته، ولكنها استوقفته مرة أخرى تقول بنبرة مُتلهفة:
-" طيب استنى، أنا جايبالك هدية".
التفت هارون بنصف جسده على صوتها، ليقول بنبرة مُقتضبة:
-" مُتشكر، بس أنا مش هقبلها، لأني مبحبش الهدايا".
قامت حورية سريعاً بإخراج محتويات الكيس التي كانت تمسك به أثناء قولها بنبرة أظهرت حماسها:
-" بس دة آيس كريم، أنا بحبه أوي بصراحة وبحب أشارك الناس فيه، ف جيبتلك معايا".
لم يُعقب هارون وهو يستمع إلى كلماتها، ليجدها تتحدث مرة أخرى قائلة بنبرة مُحمسة من وسط ابتسامتها المُتوسعة:
-" جيبت ليا بالڤانيليا علشان بحبها، وجبت ليك بالشوكولاتة والڤانيليا علشان معرفش بتحب بأنهي فيهم، بس لما أعرف بعد كدة هعتمد طعم واحد".
لم يتحدث هارون أيضاً أو يُظهر اي رد فعل، لتتبدل ملامحها إلى أخرى أدت إلى رفع حاجبها بغضب أثر بروده وكبرياءه، لتصك على أسنانها مُحاولة التحكُم بغضبها لكي لا تُخرب الأمور مرة أخرى، حتى تحدثت قائلة بنبرة حاولت جعلها هادئة قدر الإمكان:
-" طيب أدخل وأنا هحضر الفطار وهخبط عليك".
رفع هارون يده وكأنه يلفت نظرها إلى شيئاً ما أثناء قوله بجدية بطيئة ليجعلها تستوعب حديثه للمرة التي لا يعلم عددها:
-" للمرة الألف يا حورية.. وصدقيني مش هقولك تاني، طريقة كلامك معايا تكون برسمية، ومتنسيش كلمة حضرتك، وأسلوبك يتحسن عن كدة، لأن المرة دي أنا وافقت بسبب نُصير بس، المرة الجاية موقفي هيبقى غير دة، مفهوم؟".
كانت حورية تستمع إلى حديثه بمعالم وجه ظهرت غاضبة ملياً على وجهها، لتُغلق جفنيها مُحاولة تهدئة روحها أثناء قولها بجمود:
-" مفهوم".
تركها هارون ليتحرك من بعد ذلك نحو غرفته، لتنظر الأخرى في أثره بسخطٍ كبير، حتى انتظرت ولوجه للغرفة لتقول من بعد ذلك بنبرة مُتعبة من ذلك الوضع:
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Adventureتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...