بأحد المقاهي الفاخِرة، كانت تجلس ميسون ومن جانبها على المقاعد المُخصصة للأطفال، تجلس چود التي كانت تأكل مما أمامها وسط مُساعدة ميسون لها وهي تُفكر أثر شعورها بالتوتر منذ أن حادثها، لتتنهد وهي تعود بظهرها تستند على المقعد، ليمر بعض الوقت قد جاء بعده وهو يحمل بيده دُمية، سُرعان ما أقترب من چود ليقوم بحملها وهو يُعانقها بإشتياق كما بادلته هي الأخرى العناق وهو يُقبلها، وسط نظرات ميسون التي لم تتحرك من موضعها وهي تطالعه بسخطٍ خفي، ليجلس شريف على المقعد من أمامها وهو يبتسم أثناء حمله لچود التي أجلسها على قدمه، ثم وجه نظره بتلقائية نحو ميسون وهو يقول بنبرة مرحة:
-" عاملة إيه يا چود، مالك مكشرة في وشي كدة ليه، معقولة موحشتكيش".
قلبت ميسون عينيها بنفاد صبر من طريقته التي تبغضها، ليعود شريف بنظره إلى چود وهو يمرح معها أثناء امساكها للدُمية بين يديها وهي تُحادثه عن مظهرها بعدما طلب رأيها بها، ليرفع رأسه ينظر إلى ميسون التي قالت بجمود:
-" أكيد عارف إني وافقت اقابلك علشان چود مش أكتر".
رفع شريف حاجبيه ليقول بنبرة مرحة امتزجت بالسخرية:
-" ما أنا عارف إنه علشان چود، وأنا بردوا.. چود وحشتني أوي".
قال كلماته الأخيرة بطريقة جعلتها تطالعه بإشمئزاز وكُره، لتُقلب عينيها وهي تتنهد بعمق مُحاولة الهدوء وتحمل الدقائق القادمة لكي تذهب بعد ذلك، وسط نظراتها لهم سوياً، حتى باغتته من بعد ذلك بقولها الجامد تتساءل:
-" ممكن أفهم هتطلقني امتى؟".
لم ينظر لها شريف وهو مازال يُلاعب صغيرته، ليُجيب بعدم إهتمام:
-" لما أحب اطلقك هطلقك".
ضربت ميسون بكفها على الطاولة بعدما أعتدلت في جلستها فجأة أثر غضبها وهي تنظر له بعينيها المُتوسعة قائلة بجدية لا تقبل مزاح:
-" قولتلك يا شريف مش هرجعلك ولا هعيش معاك، طلقني وخلي كل واحد مننا يروح لحاله، يأما أنت عارف أنا هعمل إيه".
نظر لها شريف في تلك اللحظة، ليلوي شفتيه قائلاً بنفس نبرته التي أثارت غضبها:
-" وماله؟ اعملي إللي تعمليه يا حبيبتي، بس طلاق.. مش هطلق يا ميسون".
صكت ميسون على أسنانها وهي تطالعه بمعالم وجه غاضبة أظهرت انتفاخ اوداجها، ليعود شريف بنظره إليها قائلاً بنبرة مُتذكرة مُزيفة:
-" أنتِ قولتي إنك مش هترجعيلي صح؟".
إبتسمت ميسون إبتسامة أظهرت غيظها وغضبها أثناء قولها بنبرة حالِمة:
-" فكرة إني ارجعلك دي في أحلامك بس يا شريف".
أومأ شريف برأسه وهو يستمع إلى حديثها، ليتنهد حتى تحدث من بعد ذلك قائلاً بنبرة هادئة:
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Adventureتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...