إذاعة القرآن الكريم، من القاهرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
{ ودَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا، وَذُلّلِتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا }.
صدق الله العظيم.
قطوفُ من حدائق الإيمان، تقديم شحاتة العُرابي:
بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الإخوة المؤمنون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلاً ومرحباً بكم معنا في حدائق الإيمان الزاهِرة، نقتطفُ من كل بستانٍ زهرة، ومن كل قولٍ حكمة، ومن كل نبعٍ قطرة.
قـطرةً من نـداك تـروي غلـيلي.
الجنة غالية، ولكن عليك بالثمن، فإذا أردت الجنة، فشمر ساعديك، وأعِد لها العُدة، كي تدخل في زُمرة المتقين المحسنين.
يقول جل وعلا { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٥ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ١٦ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }.
أكرمنا في المعاشِ والمعـاد، وأرفع رايتنا على رؤوس الاشهـاد، إنك رؤوف بالعِبـاد، تبـاركت يا منزل الكتـاب، تعاليت يا مجري السحـاب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدحت إذاعة القرآن الكريم بصوتٍ مُرتفع تُعطي لجميع أهل هذا البيت راحةٍ مُفرطة، وطاقة لبدأ يومٍ جديد يملئه الرضا؛ خرج من غُرفته مُتجهاً إلى المرحاض وسط مروره بصالة منزل يطغو عليه البساطة، مرت دقائق أخرى قد خرج بعدها من المرحاض، يضع منشفته على كتفه وهو يُتمتم بالشهادة، ليبدأ بإرتداء ملابسه إستعداداً للذهاب إلى عمله بعدما قضى صلاته، أثناء ذِكره لأذكار الصباح التي لم تُفارق صباحه يوماً.
قام بتمشيط شعره جانباً للخلف، ثم حمحم بصوتٍ هاديء يُجلي حنجرته أثناء فتحه لذلك العطر الرجالي، ليضع على رسغيه، ثم قام بالمسح على ذقنه الخفيفة، كذلك ملابسه، ليقوم من بعد ذلك بوضع نظارته الطبية بالعُلبة الخاصة بها، ثم قام بوضعها بحقيبة اليد السوداء خاصته، ليتجه إلى الخارج من بعد ذلك، حتى كاد أن يعبُر باب الشقة يقوم بإرتداء حِذاءه، ولكنه أستمع إلى ذلك الصوت يأتي من خلفه قائلاً بنبرة ناعسة:
-" هتنزل من غير فطار؟".
إبتسم جِياد عند إستماعه لصوتها، ليلتفت مرة أخرى ينظر إليها من وسط نظرات عينيه البُنية وإبتسامته الهادئة التي تشابهت كثيراً مع نبرته قائلاً:
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Adventureتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...