الفصل الخامس والعشرين ( مشاعر خطِرة )

3.2K 192 220
                                    

بإحدى الشركات القابعة بمصر الجديدة، كانت ميسون تجلس على مكتبها تُتابع عملها، ولكنها انتبهت إلى شريف الذي لمحت هيئته. نهضت من مقعدها بينما مازالت تُطالعه بمعالم مُندهشة ظهرت عليها، ليقترب منها هو بعدما رآها أثر بحثه عليها. كادت أن تتحدث ولكنه سحبها من ذراعها معه نحو الخارج مرة أخرى وسط مُحاولاتها لنزع يده عنها ولكنها لم تستطع، حتى خرج كلاً منهما ليوقفها من أمامه أثناء صراخها عليه أثر ما فعله قائلة بنبرة غاضبة:

-" أنـت مجنون؟ إزاي تشدني قدام الناس كدة وإزاي تعمل كدة أصلاً أنت نسيت نفسك ولا إيه!".

كان بالفعل يُطالعها بغضبٍ تملك منه وهو يصك على أسنانه، حتى وجه نظره نحو شاشة هاتفه، ثم رفعه إلى وجهها نحو مرمى بصرها وهو يتساءل بجدية أمتزجت بغضبٍ دفين سيحكُم ردها عليه ظهوره أم لا:

-" إيه دة؟".

انتبهت ميسون إلى الصورة الذي وضعها من أمامها مُباشرةً، والتي كانت تجمعها بكريم أثناء تحدثهما سوياً بالمقهى، سُرعان ما عادت بنظرها إلى شريف وهي تعقد حاجبيها مُلوحة برأسها أثناء تساؤلها بجدية مُندفعة به:

-" هو إيه إللي إيه دة! وبعدين وأنت مالك أساساً! أنت بتراقبني؟".

أقترب منها شريف أكثر حتى كاد أن يفعل ما قد يندم عليه لاحقاً، ولكنه تمالك أعصابه بينما يُغلق جفنيه بقوة أدت لإنتفاخ اوداجه وظهور عروقه، ثم عاد بنظره إليها وهو يتساءل بنبرة غلفها بالهدوء بعدما كبح غضبه:

-" أنا مش عايز أزيد من إنك تقوليلي إيه إللي ما بينك وبين كريم يا ميسون؟".

وبدون أدنى تفكير منها، رفعت كفها لتصفعه على وجهه بقوةٍ أعربت عن غضبها الواضح تماماً أثر ما يقوله لها بدون وعيٍ أو تفكير منه، رد فعل تلقائي ظهر عليها وهي تستكمل ما بدأته بينما تقول بغضبٍ دفين أثناء مُطالعتها له بعينان يتدفقان بالقوة والغضب:

-" أنا استحمل منك أي حاجة إلا إنك تفتكرني كدة، لو أنت قذر ف مش كل الناس زيك، فوق لنفسك يا شريف علشان قسماً بالله أنت لو ما سبتني في حالي وبعدت عني أنا هدخلك السجن، أنا مبقتش باقية على حاجة.. ولو عايز تموتني اتفضل يلا، بس قبل ما تعمل كدة هكون أنا مخلصة عليك بأيدي علشان مسيبش فرصة لواحد زيك يربي بنتي".

طالعها شريف بمعالم وجهه المصدومة مما فعلته، وكأن ذلك أكبر ما جعله يشعر بالصدمة والغضب بآنٍ واحد. كادت أن تذهب من أمامه، ولكنه جذبها من ذراعها بقوة نحوهه ليوقفها من أمامه بينما يتحدث من أمام وجهها بشررٍ يتطاير من عيناه أثناء رسمه لإبتسامة خبيثة على ثغره وهو يقول:

-" أنا بحب افاجيء كل الناس، بس أنتِ الوحيدة إللي مبقدرش افاجئها، بحب قبل أي حاجة اعملها أحذرك.. علشان كدة بقولك يا ميسون، لو حوار الطلاق دة مخلصتيهوش بنفسك، مش هيبقى عندي أي مشكلة أقف قدام المحكمة كلها وأثبت إنك على علاقة بيه وبدل الصورة هيبقوا اتنين وتلاتة، والحوار كله مش هيكلف شاهد يطلع يقول كلمتين يضيعك بيهم، وساعتها لا هتطولي طلاق ولا هتطولي بنتك".

حارة اللحام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن