الفصل العاشر ( وقع ببئر الشرور )

2.2K 201 140
                                    

بين أيامٍ تُمضى بعاديتها، وأيامٍ أخرى تختلف بأفراحها ومناسباتها السعيدة، وعلى الجوانب الأخرى حزينة، يومٍ يُمضى ببطءٍ شديد، يوم حسم لا يُمكن أن ينتهي بأوقاته المُحددة، يومٍ سيجاهدون لجعله غير عادياً، ساعاتٍ تُمضى وكأنها دقائق بطيئة، ولكل ثانية بها فائدة، معلومة لا يُمكن أن تُحذف، وحقيقة كاملة تُلفظ بلسان المدافعين عن الحق والمظلوم، لحظة قلق، وتوتر، لحظات لو مرت صامتة لكان للقلب ودقاته المضطربة رأياً آخر، تشتيت وغضب، إنتقام وحُزن، شفقة وشماتة.

مئات الوجوه بآلاف النظرات، سادت لحظات استبدت بها الحيرة والخوف وجوه الجميع، يستعجلهم الفضول والشوق والقلق لمعرفة مصير مجهول لمُتهم حكم على نفسه بذلك، حُكم سيرتبط به حيوات أخرى يُمكن أن تولد من جديد.

لحظاتٍ أخيرة نهائية تحسم الأمر، أما الراحة، أو الحُكم بالمعاناة لمُدة لا يعلمها إلا الله، ثوانٍ فارِقة بحياتهم، قد تبعث بقلوبهم رضا لا مثيل له، وأخرى تُخبرهم بأن أمانيهم ما هي إلا جدارٍ عالٍ لا يستطع لأياً منهم تسلقه، دعوات خرجت من القلب لتُقلب على الألسنة بخفوت امتزج بالخوف والإرتجاف، دعواتٍ دُعت بإستماتة أظهرت دموعٍ ليست بمحلها الآن.

ارتفع صوت الخوف والرهبة بإرتفاع صوت الحاجب وهو يبدأ الجلسة، لحظات حبست بها أنفاس الجميع وهم يستمعون النطق بالحكم بعد مرور الكثير من اللحظات عليهم في تعب من الإنتظار والارتياع.

حـكمـت المـحكـمة بإعـدام المُتـهم مـما أُسـند إلـيه.

كان يقف هو، يتذكر جميع ما حدث بالداخل مُنذ أقل من ساعة، كما يتذكر ذلك الحديث الذي مر على عقله وأذنيه من لسان القاضي، ويتخيل ما سوف يُدون بورقة الحكم التي لن يراها إلا بوقتٍ مُحدد.

بعد الإطلاع على مواد الإتهام، والمواد ** ** ** من قانون الإجراءات الجنائية ** ** ** ومن قانون العقوبات ** ** ** ومن قانون القضاء العسكري ** من القانون رقم ** لسنة ٢٠٢٤ بشأن الإغتصاب مع سبق الإصرار والترصد وتعاطي مخدرات *******.

حكمت المحكمة حضورياً وبإجماع الآراء بمعاقبة المُتهم ( أحمد غنام محسن ) بالإعدام شنقاً نظير ما أسند عليه قرار الإنهاء.


ابتسم حمزة عندما مرت تلك الكلمات أمام مرآى عينيه مرة أخرى، ليتنهد براحة تخللت صدره بعدما تذكر نظراتهم وسعادتهم التي التمسها هو قبلهم عندما نفذ ما أتى من أجله، أيقن أن الله اختصه بنعمته عليه أن يفعل الخير في موضعه دون أن ينتظر جزاء أو مشكور من أحد، فقط فعله لإبتغاء مرضاة الله، وقصده لقول الله تعالى { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ } وخير ما ينفع في الأرض هو علم ومعرفة ينتفع بها.

حارة اللحام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن