الفصل الثاني عشر ( يُلقي نفسه بالنار )

2.5K 139 302
                                    

أمام روضة الأطفال، كانت زاد تقف ترتدي نظارتها الشمسية وهي تنظر إلى هاتفها، حتى انتبهت من بعد ذلك إلى المُعلمة التي خرجت من الداخل وهي تمسك بيد چود، التي فور رؤيتها لزاد إبتسمت لها وهي تلوح لها بيدها، حتى بادلتها زاد الإبتسامة وهي تقترب منها تحملها على ذراعيها ثم قامت بتقبيل وجنتيها أثناء تحدث چود العشوائي وهي تُخبرها بما حدث معها، وسط تطلع المُعلمة بكلاً منهما، لتتحدث من بعد ذلك قائلة بنبرة هادئة:

-" أستاذة زاد".

انتبهت لها زاد بعدما لوحت نحوها برأسها، لتستكمل المُعلمة حديثها وهي تقول بنبرة بدت حرجة بعض الشيء:

-"كنت عايزة اسألك سؤال، بس أنا مش قصدي اتطفل خالص، أنا بسأل علشان چود مش اكتر".

عقدت زاد حاجبيها وهي تومىء لها برأسها تحثها على التحدُث، لتتحدث المُعلمة قائلة بنبرة هادئة أمتزجت بالغرابة والضيق من اجل الصغيرة:

-" چود بتقول اسم باباها كتير أوي، وكمان بقالها يومين بتسأل عن مامتها، ف أنا طبعاً مش هينفع اتطفل واسأل حضرتك هما فين وسايبينها، بس هي محتاجاهم من كتر اسئلتها عليهم، مينفعش يسيبوها المُدة دي حتى لو فترة بسيطة، على الأقل لازم يكون في حد منهم متواجد معاها".

انتبهت زاد من بعد ذلك إلى چود التي كانت تنظر لها وهي تتساءل بنبرتها الطفولية عن والدتها بعدما لفت انتباهها اسمها الذي ذُكر، لتعود زاد بنظرها نحو المُعلمة وهي ترمقها بصمت أثر عدم وجودها لرد، ولكنها ابتسمت لتوميء لها برأسها قائلة بنبرة هادئة أرادت بها إنهاء الحديث:

-" Okay أنا هتصرف ".

إبتسمت لها المُعلمة توميء لها بإتفاق، لتوجه نظرها نحو چود وهي تلوح لها بيدها قائلة بنبرة مرحة:

-" باي يا چود".

لوحت چود لها بيدها وهي تقوم بتوديعها بطريقة مماثلة وسط نظرات زاد لها وهي تبتسم عليها، لتذهب من أمام المُعلمة بعدما قامت بتوديعها، حتى قامت بالصعود إلى السيارة التي كانت تنتظرها، لتتحدث قائلة بنبرة مُتأسفة وهي تنظر للسائق:

-" Sorry أتأخرت، بس معلش مش هنروح شبرا.. عايزة أروح مدينة نصر".

أومأ لها السائق برأسه بعدما دار بينهم حديث بسيط، لتعود بنظرها إلى چود التي كانت تجلس من جانبها، حتى أمسكت بحقيبتها الصغيرة تقوم بإخراج عُلبة طعامها، حتى توسعت عينيها بعدما رأت بها شطيرة، لتأخذها تُعطيها لچود وهي تقول بنبرة مُعاتبة:

-" مأكلتيش ليه يا چود؟ يلا كُلي".

لتقترب منها وهي تنظر لها قائلة بنبرة خافتة مرحة:

-" لو اكلتيه كله هنروح الملاهي سوا، بس دة Secret ما بيننا متقوليش لحد ماشي؟".

أومأت لها چود برأسها وهي تأخذ من يدها الشطيرة، لتبدأ بتناولها وسط نظرات زاد لها وهي تبتسم، حتى تنهدت بعمق وهي تُفكر بأمر شقيقتها وما تفعله بروحها من أجل صغيرتها.

حارة اللحام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن