«"مقدمة»إلى أولئك الذين يعتقدون أن مسيرة الحياة قد توقفت بسبب تجارب مروا بها، أود أن أشارككم هذه الأفكار العميقة. إن الحياة ليست مجرد سلسلة من الأحداث، بل هي تجسيد للمعاني والدروس التي نكتسبها من كل تجربة. فالتحديات التي نواجهها ليست إلا مرآة تعكس قوتنا الداخلية ورغبتنا في النمو.
قد تعتقدون أن الفشل في امتحان، فقدان خطيبة، أو الابتعاد عن الأصدقاء هو نهاية الطريق. لكن، كما أقول دائماً: "كل تجربة تحمل في طياتها مفتاحاً لفهم الذات"، فالفشل ليس سوى فرصة للتأمل وإعادة بناء النفس. إن الكلمات الجارحة التي نسمعها ليست سوى أصوات تعبر عن لحظات ضعف الآخرين، ولا يجب أن تترك أثرها في أعماقنا.
إذا تأملنا في عميق التجربة الإنسانية، سندرك أن الألم يمكن أن يكون أداة للشفاء. يقول أحد الفلاسفة: "الألم هو المعلم الأكبر الذي يجعلنا نفهم قيمة السعادة". لذلك، دعونا نأخذ من كل تجربة درساً، ونتجاوز الهشاشة النفسية التي قد تتسلل إلينا.
النسيان قد يبدو في بعض الأحيان كسبيل للهروب، لكنه في الحقيقة هو آلية طبيعية تدفعنا للمضي قدماً. كما أكتب في أعمالي: "الحياة هي رحلة من النسيان والتعلم، ولا يمكننا أن نحمل الأثقال إلى الأبد". لذا، دعونا نحرر أنفسنا من القيود التي وضعتها تجاربنا، ونسعى نحو تحقيق الذات.
تذكروا أن ما لا يمكن تعويضه هو النادر جداً، في حين أن معظم تجاربنا هي دروس مؤقتة. كما يقول الوجوديون: "ما يُعرّفنا ليس ما حدث لنا، بل كيف استجبنا لما حدث". فلنتقبل أن الأمور الصعبة هي مجرد مراحل في رحلة نموّنا، وليست نهاية الطريق.
لنستمر في المسير نحو الأمام، ونفتح قلوبنا لعجائب الحياة التي لا تنتهي، فالحياة لا تزال تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت. دعونا نبحث عن المعنى في كل تجربة، ونبني من خلالها أنفسنا مجدداً، فكل بداية جديدة تأتي بعد نهاية تحمل في طياتها الأمل.
أهدي هذه الكلمات إليك، يا من تظن أن الفشل يسيطر عليك. أنا وأنت لسنا فاشلين.
❤❤
****
بقلم: محمود مصطفى الزاواوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمد يده نحو كوب القهوة وأخذه ببطء إلى شفتيه، يرتشف منه بعض الرشفات قبل أن يعيده إلى موضعه. تشبثت قدماه بالأرض بينما كان يحرك الكرسي الهزاز، يتمايل ذهاباً وإياباً، وينظر من الشرفة متأملاً القمر في تمام بدريه.
أمسك بيده على صدره وأخرج من جيبه ورقة قديمة تآكلت من الزمن، ثم التفت إلى ابنه الصغير مبتسماً ابتسامة مليئة بالأمل.
طلق لسانه بالكلمات التي تحمل في طياتها أعباءه: لا تخف، ولا تصدق ما تسمعه من الآخرين. .
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ......بعد مرور ثمانية عشر عاماً، وفي أعقاب وفاة والدي، قررت أن أشارككم قصتي. أنا وائل العدلي، في الخامسة والعشرين من عمري، خريج كلية الحقوق، وأعيش في قرية ريفية تغمرها الخرافات والأساطير.
لقد سئمت من الجهل وضيق الأفق.أليس من الضروري أن نستخدم عقولنا ونفكر لبضع ثوانٍ فيما نقوم به؟
لقد ترددنا في اتباع أفكار خاطئة، فلماذا نبادر بدعم هذه الأفكار حتى أصبحت جزءاً من ثقافتنا، على الرغم من كونها مذمومة؟نحن محاطون بأساطير وخرافات، وممارسات ومعتقدات تُثير التساؤلات.
وعندما نسألهم عن مصدر هذه الأفكار المغلوطة، يكون الجواب دائماً، كما يفعل عبدة الأصنام «هكذا وجدنا آباءنا وأجدادنا» "أنا الآن في بلدتي، أسعى جاهداً للسير على نهج والدي في محاربة خرافة راسخة لا تزال متجذرة في عقول القرويين البسطاء. إنها أسطورة أُثيرت حولها الهالة المرعبة، وأدت إلى تحويلهم إلى كائنات شبيهة بالنمل خلال فصل الشتاء، لا يجرؤون على مغادرة منازلهم خوفًا من الرعب الذي تسببه.
هذه الأسطورة، التي تُعرف باسم (النداهة)، قد أدخلت الذعر إلى القلوب، ورغم أننا في القرن الواحد والعشرين، لا تزال أفكارهم متشابكة بعقائد قديمة وتمييز غير مبرر. .
كما كنت أقول، من يظن في نفسه شيئًا يتحقق له ذلك. ومن يصدق الأكاذيب، سيقتنع بأن كل كذبة تبدو كحقيقة، وأن كل حقيقة قد تكون كذبة. صديقي، يا من ستقرأ هذه الكلمات، لا تأخذ كل ما يُقال لك على محمل الجد، لأنك لا تعرف أين تكمن الخديعة.
ودعوني أروي لكم القصة وكيف بدأت الأسطورة، لعلي أجد فيكم سبيل الخلاص...
........
♥♥
أنت تقرأ
امرأة من عالم الجن
Paranormalفي عام 1850، تحولت قرية "العاقير" إلى مقبرة مفتوحة، لا ينبت في حقولها سوى الموت، ولا يملأ هواءها سوى الهمسات المخيفة عن "النداهة". لم يكن أحد يعرف ما إذا كانت هذه المرأة المسحورة كائنًا من الجن أو روحًا ضائعة، لكن الجميع أيقن أنها ليست من عالم البشر...