"لعنة إيفيرمور"

36 9 10
                                    

تحت وهج النجوم المتناثر في سماء الليل، وقفت هاجر بجانب روزي، وهما تتأملان الأفق بعيون تحمل بريق الأمل وعزيمة لا تنكسر ، ويداهما متشابكتان كأنما تصنعان حائطًا من القوة لا يقوى أحد على اختراقه. خلفهما، اصطف حكماء أوريانيث، قد عادوا للحكم، حاملي الإرث القديم الذي لطالما ارتبط بهم كحماة للمعرفة وقادة لا يُضاهون في قوتهم.

وعلى مقربة، ظهر باب العالم الخامس شامخًا. كان هذا الباب الأسطوري معروفًا بقوة غامضة؛ قوة لا تخضع إلا للملك الذي ورث حكم أوريانيث، ذلك الذي يجمع بين دم السلالة الحاكمة والسحر العريق الذي تجدد بتضحيات الأجداد. لم يكن الباب لينفتح سوى بحضور من يحمل الإرث الحقيقي، ويعرف كلمة السر التي جابت الأجيال.

تشابكت أيادي الحكماء حول الباب، مشكِّلين دائرةً من النور، فانبعث من وسطهم صندوقٌ مهيب، يشع بنورٍ خافتٍ كأنه يخبئ سره لأجل من يستحق. تقدمت هاتور بثبات نحو الصندوق، وعيناها تشعان بتلك المعرفة التي يُدركها القليلون. فتحت الصندوق بحذر، وعثرت على مفتاح قديم ونقوش محفورة على ورقة بجانب المفتاح.
وضعت المفتاح داخل الباب،
ثم رفعت هاتور الورقة، ونظرت إلى الحاضرين وقالت بصوتٍ عميقٍ كأنه يرتجف من قوة الكلمات.

> "يا باب الخفاء، انفتح لمن حملن الشعلة بعد أن انطفأت يد الرجال،
لمن جعلت الفراق عهدًا، والصمت قوة،
باسم نساءٍ لم ينتهِ عندهن الطريق، بل بدأن حيث انتهى الآخرون."

ما إن لفظت هاتور الكلمات حتى اهتز الباب، وبدأ في الفتح ببطء كأنما يستجيب لوعدٍ قطعه منذ الأزل. تصاعدت أضواء غريبة من الداخل، كأنها شظايا من عالمٍ آخر، تدعوهم لعبور العتبة والدخول الى العالم الخامس .
_

________________________________________

بعد عبورهم باب العالم الخامس، وجد مصطفي وحمزة وزيدان وهاتور أنفسهم في مملكة "إيفيرمور"؛ مملكة ساحرة تخطف الألباب، غارقة في بهاء فيكتوري يختلط فيه الطابع الجليل بالسحر المتقن

تتموضع "إيفيرمور" في وادٍ عميق، يكتنفه هدوء الغابة وروعتها. طرقات المملكة تتلوى كأفاعٍ حجرية، مغطاة بحجارة بيضاء تشوبها آثار الزمن، مزيّنة بإطارات معدنية دقيقة بلون البرونز المائل للصدأ، مما يضفي على المكان طابعًا مهيبًا وعريقًا. الأزقة تكسوها لمسات من الزمرد الأخضر، حيث تتخلل الشوارع أعشاب برية تتراقص تحت أقدام المارين، فتبدو وكأنها تحرس هذه الأرض البعيدة.

المباني في "إيفيرمور" تتميز بجدران دافئة، بنيت من حجرٍ محلي يميل لدرجات العسلية العتيقة، تُعكس عليه أضواء مصابيح الشوارع الزيتية التي تومض بضوء مائل للذهبي. النوافذ واسعة، أُطُرها من خشب البلوط الداكن، وقد عُلّقت ستائر مخملية عميقة بلون الأحمر القاني، تعكس مزيجًا متناغمًا بين الأناقة والدفء. وتفوح من النوافذ روائح النباتات الجبلية التي تُعطر الهواء وتبعث في النفس إحساسًا بالسكينة والراحة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

امرأة من عالم الجن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن