اجتمعت الأرواح لتعود إلى أحضان الأرض من جديد، ملأت رائحة الهواء النقي الرئتين، بعد غياب طويل لم تلامس فيه الأنف تلك الروائح المنعشة.
حمزة الذي كان يقف بجوار أصدقائه في مواجهة المستقبل المجهول، شعر بجرح عميق في صدره، جرح لم تكن الأيام لتخففه. كلما نظر إلى السماء، تذكر صوت ليث وضحكته، وأحاديثه التي كانت تملأ رحلتهم بشيء من الأمل.
وضع مصطفى يده على كتف حمزة قائلاً: الراحلون قد رحلوا، لكن ذكراهم تعيش في قلوبنا. ومن لا يزال معنا، سنتكاتف لمساعدتهم حتى يحين موعدنا.
فكل ما هو فاني سيفنى في يوم من الأيام، ولكن الباقي سيظل حاضراً، هو معنا ولن يتركنا.احتضن حمزة مصطفى بشدة، غارقًا في دموعه، وهو يردد: لماذا يحدث هذا معنا؟ هل نحن بلا قيمة لكي نشهد ما نشهده إلى الآن؟ لقد أرهقني جسدي، وأخذ البرد ينخر في أناملي، وبدأ الأمل في داخلي يضعف.
قال مصطفى: دع كعب قدميك يلامس الأرض، هل تشعر بحرارة الرمال؟
اجاب حمزة: أجل.
أضاف مصطفى: قم بما فعلته في منتصف الليل، هل ستشعر بالبرودة؟
فرد حمزة: نعم.
قال مصطفى: إذاً، لكل زمن حدثه الخاص، وإذا لم نذق حرارة الظهر، فلن نعرف معنى برودة الليل.
مد مصطفي يده ومسح دمع حمزة الدافئة ثم اردف دموع الرجال ليست بالأمر الهين، لذا لا تفرط في إظهارها، فاالعاقير بحاجة إلى الشجعان أكثر من حاجتها للدموع.
يجب علينا أن نبذل جهودًا لتحقيق ما لم يتمكن لبيد أو ليث من إنجازه، فلا ينبغي أن نسمح لتضحياتهم أن تذهب سِدًى.. توجهت هاتور إلى تبار قائلة: لقد أخبرتنا عن اللعنات وما حدث لـ 'هاكور'، ولكن كيف تمكنت من الحصول على 'اللسوار' خلال مواجهتك السابقة؟ لقد ذكرت أنك وصلت إلى المرحلة الثالثة.
أجاب تبار: كل من يستطيع تخطي تحدي 'تغيره أفيارا' في العام التالي . وقد حصلت على تفاصيل المسابقة من الإعلان الذي نشرته على 'الفينتيرين'.
سألت: ولكن ماهذا الكتاب؟؟اجاب: قمت بالبحث لفترة طويلة عن كتاب يتناول موضوع هاكور، ولم أتمكن من العثور عليه حتى ساعدني طائع في ذلك، حيث أخبرني أن اسم الكتاب هو دم الطلاسم، وقد كانت جدته تمتلكه.
التفت تبار نحو طائع واردف: اخبرهم كيف حصلت على الكتاب؟ابتسم طائع وقال: كانت هناك حرب بين سحرة أرض القدماء والفنتريين، مما أدى إلى صراع دموي انتهى بانتصارنا. عندما كانت جدتي ترغب في العودة، شاهدت الكتاب بجوار أحد السحرة الذين قُتلوا، فأخذته منه.

أنت تقرأ
امرأة من عالم الجن _الجزء الأول _نداهة العاقير (مكتملة).♡
Fantasyفي عام 1850، تحولت قرية "العاقير" إلى مقبرة مفتوحة، لا ينبت في حقولها سوى الموت، ولا يملأ هواءها سوى الهمسات المخيفة عن "النداهة". لم يكن أحد يعرف ما إذا كانت هذه المرأة المسحورة كائنًا من الجن أو روحًا ضائعة، لكن الجميع أيقن أنها ليست من عالم البشر...