الفصل الثاني عشر: تذكرت اسمي👇

136 28 5
                                    

في غرفة مظلمة تتلألأ فيها أضواء خافتة، يستلقي مصطفى على سرير مصنوع من الذهب ومزود بفرش من الحرير، محاطًا بوسائد دافئة.
بينما كان يغمره النعاس ويتوجه نحو عالم الأحلام، سمع همسًا من حوله
يقول: أخاف يا أبي من الموت. وأضاف بصوتٍ مرتجف: ماذا لو جاءت النداهة؟ أخاف أن تقتلني.

تعرق مصطفى وهو مستلقٍ على سريره، حيث كان يتقلب يمينًا ويسارًا، وملامح وجهه تعكس معاناته من كابوس يثير القلق والفزع. تحول لون وجهه إلى الأحمر، وانساب العرق من جبينه بشكل ملحوظ. ثم نهض فجأة، محدثًا صرخة عالية، وهو يستفيق من نومه قائلاً: ابنتي بثينة، لن تموتي، لا. !.

جلس على حافة السرير، وقدماه متخاذلتان على الأرض، لا تزال آثار العرق تتلألأ على جبينه بينما يتنفس بصعوبة. تحدث بصوت منخفض: من هي التي ظهرت في حلمي؟ أشعر بارتباط عميق معها، لكن لماذا كان الخوف يعتريها؟ لقد قالت: 'يا أبي، أنا لا أفهم شيئًا'..

بدأت تتسلل إلى ذهنه شكوك عميقة، وما لبث أن طرح سلسلة من الأسئلة المتتابعة دون أن يجد أي إجابة.
في تلك اللحظة، سمع صوت شخص يناديه من زاوية الغرفة، حيث كان يجلس على كرسي هزاز يتأرجح ذهابًا وإيابًا، ممسكًا بيده سيجارًا. كما أن مظهره يجسد الثراء من خلال ملابسه وأزيائه الفاخرة. أخرج من جيبه ساعة دائرية متدلية بسلسال من الذهب.لقد كان هو الشخص نفسه الذي رآه في عالم الأموات، لكن مصطفى لا يستطيع تذكره. .

سأل مصطفى: من أنت، ولماذا تناديني بـ 'مصطفى'؟ فهذا ليس اسمي، ربما تعني وزيري.

أجاب الرجل قائلاً: أنت الأعلم باسمك، فالأسماء تحمل معاني ودلالات عميقة، بينما تعكس العاقير هوية الوطن.وفي الوقت ذاته، تظل النداهة تمثل تهديدًا رئيسيًا.
قال مصطفى: توقف عن الكلام الغامض وأخبرني من أنت.
أجاب الرجل قائلاً: ارفع عنك غشاوة النسيان، وتذكّر هويتك الحقيقية.

بأسلوب يعكس التعالي والاستخفاف، صرح مصطفى قائلاً: هويتي هي مُلكي، فأنا الملك 'منسي' الذي يتولى السيادة على هذه الأراضي. وأي هوية أخرى لا تعدو كونها مجرد وهم مقارنة بهويتي الحقيقية. انظر إلى مظهري وما أرتديه؛ كيف يمكنني أن أكون شيئًا آخر غير ما تراه أعين الناس؟ ينبغي عليك التعامل معي وفقاً لهذه الحقيقة، وإلا فسأكون مضطراً لاتخاذ تدابير صارمة تجاه سلوكك الغير مقبول.

ابتسم الرجل بامتعاض ثم استكمل حديثه قائلاً: وأين بثينة مما تقول؟ هل نسيت موضوع الثأر؟
تقلص قلبه حينما سمع اسم ابنته، وتقدّم نحو الكرسي باندفاع مصحوب بالغضب، موجهًا حديثه بصوت مرتفع: من هي بثينة؟ أجبني الآن، وإلا سأقتلك! من هي؟

امرأة من عالم الجن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن