"الظفر بالسوار

146 20 20
                                    


---

كان طائع ينظر إلى تبار، ثم أخرج من حقيبته قدمًا أخرى. التقت عينا تبار بنظرات طائع، وامتلأت عينيه بالدموع.

قال تبار: لم تنسني، وأحضرت هذه من أجلي؟"

رد طائع برقة: "وكيف لي أن أنساك، يا أخي؟"

تابع تبار حديثه قائلاً: "لقد كنت أظنك تحمل في قلبك ضغينة تجاهي كنت أعتقد أنك تراني أحد أسباب موت هند."

أجابه طائع: "لم أُحقد عليك يومًا، بل أحببتك لأجل حبّي لأختي، فأنت صديقي وزوج أختي الراحلة، التي أراها كلما رأيتك. وهي من اختارت نهايتها، ولا ينبغي أن يحاسب أحد على اختيار الآخر."

ثم مدَّ طائع يده بحنان، وكأنه يمدُّ جسرًا من الأمل بين قلبيهما، وساعد تبار برفق. وضعَ القدم التي أحضرها مكان قدمه المنكسرة، وكأنما كانت تلك اللمسة تعيد الحياة إلى ذكرياتهما المشتركة. ثم، بلطف ورقة، أوقفه لحظةً ليخطوا معًا نحو البوابة

---
وبينما يسيرون

رمق مصطفى، متأملاً وجه زيدان المثقل بالحزن وقال : "يا زيدان، لماذا تحمل هذا العبء الثقيل؟ نحن أكثر من أصدقاء، نحن اخوان.
فلا تدع لحظة غضب تزرع بيننا ما لا يُرجى اقتلاعه. فأنت، والله، أكثر نبلاً مني."

نظر زيدان بعينين تعكسان عمق الألم، ثم أجاب بصوت هادئ: "ليس حزني بسببك، بل هو ما يثقلني من الداخل، على ما أنا فيه وما لا أستطيع تغييره."

ابتسم مصطفى، محاولاً أن يبدد كآبة زيدان، ثم قال: "كيف أحببتها منذ اللحظة الأولى؟ وأنت لم ترها إلا عندما كنا ضياع "

نظر زيدان بعيداً، واسترجع ذكرياته بصوت مشبع بالتأمل: "لقد كنت أراها في أحلامي، في خيالاتي. شعرت برابطة غير مرئية، كأن روحي تعرفت إلى روحها قبل أن تلتقي أعيننا في هذا العالم."

قال مصطفى، وهو يضحك بمرح: "علمني الحب، أيها الحبيب، فقد جعلتني كلماتك أشتاق إلى أم بثينة."

ضحك زيدان بدوره، حتى ارتفع صوتهما كأنهما ينثران الفرح في الأفق، ثم مدّ يده ليصافح مصطفى، ليجمعهما عناق حار، يعكس عمق الصداقة وروابط المحبة التي لا تفتر.

اوصلتهم البوابه الى معبد ابو سبمل
اقتربت هاتور ، ، من أحد النقوش، مشدوهةً بعبارة بدت وكأنها تنبض بالحياة: "عندما يعانق القمر الحجر الأسود، يُفتح الباب المؤدي إلى الجبل".
أدركت هاتور أنها ليست مجرد كلمات، بل كانت مفتاحاً لعالم آخر، حيث يُقال إن "جبل العتمة" يختبئ خلف ستائر من الظلام، يحمل في طياته أسراراً لم تُكتشف بعد مكان لم يراى الشمس ولم يفارق ظل القمر.

امرأة من عالم الجن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن