الفصل العاشر: قل لى من أنا؟؟

291 38 32
                                    

انتظر، نعم أنت، ما هو اسمك؟
أجاب القارئ بصوت رتيب، غير مكترث لعمق السؤال:
"إسمي!"
"نعم، اسمك يا فتى، هل تغفل عنه؟" جاء الرد بمزيد من التحدي والدهشة.
"لا، لا أغفل، ولكن من سهولة سؤالك أكاد أشفق عليك."
ثم نظر إليه قائلاً:
"هل تريد معرفته لمناداتي، أم مصاحبتي؟"
ابتسم القارئ ابتسامة خفيفة، وقال بحذر:
"أنا لا أريد معرفته لهذا ولا هذا."
"إذاً لما تريده؟ لن ينفعك معرفته!"
أجاب الكاتب بنبرة غامضة، قد اختلط فيها الفكر بالإحساس، وقال:
"أريد أن أعرفه لكي أذكرك به إن نسيته."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في عالمٍ لا يشبه أي عالم، حيث الأفكار تتداخل وتفقد هويتها، والأوضاع تنقلب فتدخل إلى حيز لا ينتمي إليه أصحابها، وتغدو المناصب ملكًا للغرباء كما لو كانوا أصحابها الحقيقيين. كان هذا عالمًا يأخذ منك أفكارك ويبدلها بأخرى، يديرك كما لو كنت جزءًا من لعبة لا تعرف قواعدها.

دخل أربعة من البشر وامرأة من الجن، كلهم كانوا يحملون أملًا غامضًا في الوصول إلى «باب العالم الثالث»، حيث يعتقدون أن وراءه تكمن الإجابة على أسئلتهم التي لا تنتهي.

قال مصطفى، وقد بدت على وجهه ملامح الحيرة العميقة:
"أين نحن؟ كل شيء حولي معكوس! هناك حيوانات تسير إلى الوراء، وأشعر وكأنهم لا يعلمون حتى كيف يمشون!"

أجابت هاتور، وعيناها تلمعان بحيرة متشابكة مع الحيرة التي تغمر الجميع:
"أنا... لم أعلم عن هذا العالم من قبل. ربما أعرف، ولكن الذاكرة تضيع مني هنا، كما لو أن الأفكار تتساقط من رأسي مثل مياه تجرفها أمواج البحر بعيدًا عن الشاطئ."

ثم أضافت بصوت منخفض، كأنها تخاطب نفسها قبل أن تخاطب الآخرين:
"هل يعقل أننا في عالم النسيان؟ كل شيء يتلاشى وكأنه لم يكن."

حمزة، وقد بدأ يشك في كل شيء حوله، سأل بحذر:
"ما هذا العالم؟ هل نحن في مكان حقيقي أم في مجرد وهْم؟"

هاتور، بنبرة ذات طابع فلسفي عميق، أجابت:
"أنت تكون أنت، ثم بعد ذلك تصبح هو."

ليث، وقد شعر بأن الأجوبة بدأت تخرج عن نطاق الواقع الملموس، رد مستنكرًا:
"هذا الكلام لا ينطبق على أي واقع! لا أستطيع استيعاب ما تقصدين."

هاتور، بابتسامة غامضة، قالت ببساطة:
"ومن قال إننا في واقع؟ الواقع هو ما نختبره، وما ندركه... ولكن هل نحن مدركون بما فيه الكفاية هنا؟"

زيدان، وقد بدأ ينسى نفسه تحت تأثير هذا العالم الغريب، قال بصوت هادئ:
"تقولين أننا في عالم السلان! ."

امرأة من عالم الجن _الجزء الأول _نداهة العاقير (مكتملة).♡ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن