"في بداية اليوم التالي، قادت «هاتور» الرجال نحو بحيرة الأمل. توقفت عند صخرتين أصغر من الجبال، وصرحت قائلة: لقد وصلنا إلى البحيرة.سأل لبيد باستغراب: أين أنا؟ لا أرى سوى صخرتين!
توجهت هاتور نحو وسط الصخرتين، ثم جثت على ركبتيها في الأرض، وأطلقت نفخة قوية، مما أدى إلى انتشار الرمال حولها.
بينما كشفت أنفاسها عن سطح صخري مزين بنقوش بلغة غير مألوفة، طلبت من الرجال التوقف والتأمل في النقوش، بينما كانوا ممسكين بأيدي بعضهم البعض. .
تمتمت بكلمات يونانية لم يفهما الجميع.
Ζωή (Zoí) vs. Θάνατο»
وتعني الحياة مقابل الموت»تحركت الكلمات في الفضاء من حولها، حتى انطلقت في دوامة هوائية. أضاءت النقوش أسفلهم، لتندفع بهم بسرعة البرق إلى واحة الأمل.
تلك الواحة العجيبة التي تشبه رمالها بلورات الكريستال. فبياض الرمل فيها يتفوق على بياض الثلج، وكأن جزءًا من الجنة قد نزل من السماء.ومع جمال الواحة، أصبح من الصعب على المرء تحديد وجهته، حتى لو كان يعرف الطريق مسبقًا. انبهر الأصدقاء الخمسة بالمناظر الغريبة التي لم يسبق لهم رؤيتها، وتجلى على وجوههم علامات الدهشة: كيف حلَّ الليل في وقت النهار؟
بينما قال مصطفى: لن أسأل عن هذا الأمر، فإن ما رأيته حتى الآن قد أعدَّ ذهني لما سأراه بعد ذلك، ولكن... أين فرسي مارق؟
أجابت هاتور قائلةً: ستأخذه ديلا إلى طيدا، لذا لا داعي للقلق؛ إنه في أتم حال.بينما كانوا يتحدثون، ظهر رجل فجأة وكأنما انبثق من العدم. كان ضخماً ومفتول العضلات، يبرز من رأسه قرنان، ويتميز بجناحي تنين بارزين على ظهره، بينما تتسرب النيران من جسده كبراكين ملتهبة. كان يرتدي رداءً يحيط بجسده بأسلوب فني يكشف عن الجزء العلوي من جسده. حلق في الفضاء وتوقف فوقهم، متفحصًا إياهم، حيث كانت علامات الخوف ظاهرة على وجوههم. سألهم بنبرة مليئة بالغضب: من أنتم؟ وما الذي تفعلونه في واحة الزمن؟ هل تجرأتم على اقتحام هذه الأرض؟ ثم رفع يده اليمنى، فتشكلت سلسلة من الحمم تتدفق بسحره قائلاً: لقد حكمتم على أنفسكم بالموت.
قبل أن يوجه هجومه نحوهم، نادت هاتور بصوتٍ مرتفع: توقف! لقد جئنا بسلام، يا سندان. أنا هاتور، من سلالة عائلة ساليس، ابنة الملك «تهان»
رد سندان مستفهماً: وماذا تريدين، أيتها الأميرة؟
أجابته: أرغب في دخول عالم الجن.قال سندان بغضب: إذا كنتِ ابنة الملك، لكان يُفترض بكِ دخول عالم الجن من دون الحاجة إلى اللجوء إلى سندان الأَدْقَع.
أوضحت هاتور: لم أعد أملك قدرة التنقل المستمر، ويتعين علي مقابلة الملك.
عبرت بعبارات حزينة قائلة: لا يوجد سبيل آخر سوى من خلال بوابة نبع الأمل.
أنت تقرأ
امرأة من عالم الجن
Paranormalفي عام 1850، تحولت قرية "العاقير" إلى مقبرة مفتوحة، لا ينبت في حقولها سوى الموت، ولا يملأ هواءها سوى الهمسات المخيفة عن "النداهة". لم يكن أحد يعرف ما إذا كانت هذه المرأة المسحورة كائنًا من الجن أو روحًا ضائعة، لكن الجميع أيقن أنها ليست من عالم البشر...