"صدى الحرية"

151 27 13
                                    

تألقت عيون هاجر بلونٍ أصفر مبهر وهي تراقب العصفور المريخي البديع الذي حط على كتفها. كان العصفور أشبه بالحرباء، طويل الذيل، يتحول لونه ليندمج مع محيطه، وكأنه سراب منسوج من ألوان السماء والأرض. اقتربت هاجر من العصفور وهمست في أذنه كلمات خفية، ثم دسّت رسالة صغيرة في زيله، اختفت بين ثنايا ريشه، وقالت له بصوت مهيب: "اذهب يا نال إلى شرنيس، وأخبره أن أبي برديس قد جاء."

أمسكت هاجر بالعصفور وفتحت فتحةً سرية في الجدار، أطلقت منها العصفور الذي حلق عاليًا، متلونًا بلون السماء حتى كاد يتلاشى وسط السحب كطيفٍ هائم.

كانت الأنظار تتابع العصفور بدهشة، تتأمل عظمته وجماله، وتتطلع حولها منبهرة بعظمة مقر حراس النور. التفتت هاجر إلى الصحبة وقالت، وقد ملأها شعور بالمسؤولية: "يا والدي، أخبرهم عن حراس النور وعن التاريخ الذي يحمله المكان."

تقدم برديس، ذو الملامح المتوشحة بالحكمة والألم، وبدأ يسرد قصته بعمق، كأنه يستحضر أطياف الماضي، وقال: "كان لنا يومًا احدى عشر من حكماء، قادةً على أرض أوريانث، لم يكن حكمهم سلطانًا قاهرًا، بل كان مجلسًا للشورى، حيث تتلاقى عقولهم وقوتهم لحماية المملكة وتوجيهها نحو الخير. كنا احد عشر حارسًا، نشرف على كل كبيرة وصغيرة. لكن سيرال الشرير جاء لينشر ظلامه ويكسر النور، ولم يترك في أعقابه سوى الدمار. قتل منا سبعة حراس بلا رحمة؛ قُتل كلٌ من مرنيس، فراميس، جاريمس، عرديس، سرميس، أرميس، وناريس. أما الباقون فليسوا إلا أنا وثلاثة آخرين، نحمل شعلة الحكمة رغم مرور القرون."

توقف برديس للحظة، ثم تابع، وكأنه يكشف أسرار الحراس الأحياء: "بقي منا جرميس، شرنيس، وفرحيس. سأحدثكم عنهم لتتعرفوا عليهم وتعرفوا أهميتهم."

1. جرميس
عمره: 900 دورة مريخية، أي ما يعادل 6,183 سنة أرضية.
جرميس، ، يلقب بـ"حارس الزمن". لديه القدرة على رؤية الماضي واستلهام الحكمة منه. وجهه يحمل سكينة من عاش قرونًا في البحث عن الحقيقة.

2. شرنيس
عمره: 800 دورة مريخية، أي ما يعادل 5,496 سنة أرضية.
شرنيس يتمتع ببنية قوية ونظرات حادة، ويرتدي عباءة بلون السماء قبيل الفجر. يُعرف بـ"حارس العدل"، إذ يرى الحقائق ويحمي نور الحكمة من أي خطر.

3. فرحيس
عمره: 700 دورة مريخية، أي ما يعادل 4,809 سنة أرضية.
فرحيس، الأصغر بينهم، بعينين زمرديتين ونظرة نابضة بالحياة. يلقب بـ"حارس الأرض"، ويحافظ على توازن الكون بأسمى صورة، ملتزمًا بحماية الطبيعة من الفناء.

كان برديس يتحدث وكأن كلماته ترتسم أمامهم لوحاتٍ من ماضٍ بعيد، تُحيي أسطورة حراس النور وكفاحهم المستمر، وتجسد الأمل الذي بقي مشتعلاً على مر السنين.

امرأة من عالم الجن _الجزء الأول _نداهة العاقير (مكتملة).♡ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن