بينما كان زيدان يتأمل من خلال فتحة الخيمة، شعرت هاتور بأنفاسه تتسلل إلى الهواء.
وفي تلك اللحظة، استدارت نحو مكان جلوسها، فتلاقى نظراهما للحظة قصيرة.أصيب زيدان بالذهول جراء ما حدث، مما أدى إلى تعثّره وسقوطه على ظهره.
بعد لحظات، نهض زيدان زاحفًا بسرعة حتى تمكن من الوقوف مجددًا ثمركض مبتعدًا عنها.
بينما كان في طريقه، استوقفه مصطفى وسأله بقلق:
ما الذي يشغلك يا أخي؟ تبدو متعرقًا للغاية! لماذا تجري بهذه السرعة؟ هل حدث شيء غير عادي؟ابتسم زيدان وهو يستعيد أنفاسه، لكن الخوف سرعان ما اعتلى وجهه. وقال: لقد رأتني، رأتني وأنا أنظر إليها. إليها، يا إلهي! إنها رأتني، والأخرى نادتني. قل لي، يا مصطفى: لماذا يحدث لي كل هذا؟
استفسر مصطفى باندهاش: أراك تتحدث في أمور غير مفهومة. وأين هاتور؟
ابتسم زيدان للحظة، لكن سرعان ما تلاشت الابتسامة لتحل محلها مشاعر الحزن العميق.
ثم قال بنبرة تحمل سخرية: هاتور؟ لا داعي للقلق، هي فقط تتحدث مع صديقها العفريت.
رد مصطفى قائلاً: هل تعرضت لإصابة في رأسك؟ أخبرني، فقد نتمكن من إيجاد علاج قبل أن تزداد حالتك سوءاً.
رد زيدان باستغراب: هل تعتقد أنني مجنون؟ لقد رأيتها تتحدث مع عفريت، كانت تلك الجنية تجلس في الهواء.
أضاف: لقد ذكرت أن لديها شقيقة قاتلة، وأن العفريت قد أخبرها برفض والدها لرؤيتها، ويحرم عليها دخول مملكة الجن.
تابع قائلاً: إنها جينية، والأغرب من ذلك أنني أشعر بأنها شقيقة النداهة.استفسر مصطفى بتعجب : هاتور؟؟؟
أجاب زيدان قائلاً: أقسم لك أنني لا أفتري. وسأبلغ الرفاق بهذا فعلينا الفرار منها قبل أن تلاحظ .
استند مصطفى على ذقنه، وهو يراقب خيمة هاتور بشغف.
كان يدور في ذهنه: هل كان زيدان يهذي؟ لا، لقد شعرت منذ البداية أن هناك شيئًا غير طبيعي.
هل سيكون الهروب خيارًا مفيدًا أم أنه من الأفضل أن نتبعها؟ لقد ذكرت أنها تعرف كيف تتخلص من النداهة فهل لدينا بديل يمكننا الثقة به غيرها ؟في تلك اللحظة، فتحت هاتور باب خيمتها وخرجت لتجد مصطفى يراقبها بتمعن. اقتربت منه مبتسمة وسألته: لماذا تجلس هنا وتراقبني؟
فأجاب: لا شيء، كنت أفكر في تلك الصدفة الغريبة التي جمعتنا معًا.ردت هاتور: نعم، إنها صدفة عجيبة.
اردف مصطفى بنبرة ساخرة: هل تعتقدين حقًا بالصدف؟ إذا كنت تؤمنين بها، فأنا أؤمن بالعكس تمامًا.
أنت تقرأ
امرأة من عالم الجن
Paranormalفي عام 1850، تحولت قرية "العاقير" إلى مقبرة مفتوحة، لا ينبت في حقولها سوى الموت، ولا يملأ هواءها سوى الهمسات المخيفة عن "النداهة". لم يكن أحد يعرف ما إذا كانت هذه المرأة المسحورة كائنًا من الجن أو روحًا ضائعة، لكن الجميع أيقن أنها ليست من عالم البشر...