يتوارى الغموض المحيط أمام أعين الحقيقة المدهشة، حيث يظهر الجمال كستار يخفي حقدًا خفيًا في قلب صاحبه. يُمجدون أنفسهم وكأنهم من أنقى النفوس، ولكن إذا تمزقت أقنعتهم، ستكتشف مدى عمق تشوهات قلوبهم. استرح وأُغلق عينيك لتتجنب ضوء الحقيقة، ففترات الظلام تكشف لك ما تفشل عيناك في إدراكه.
..
.
.
.
.
.
.
.
ما هذا العالم؟ أجس شعوراً عميقاً من القلق يتسلل إلى أعماقي . الأجواء هنا مليئة بمشاعر الخوف والإرهاق. وعلى الرغم من أن السماء تبدو عادية، إلا أن الأرض تعاني من نقص في الأكسجين. أشعر أني بين الفرح والحزن أركض في محاولة لرفع قدميّ عالياً، وفي نفس الوقت، أجدني أستلقي برأسي نحو الأرض. الألوان المميزة للشفق تجذبني إلى داخلها كما لو كنت أحاول الهرب من مفترس يلاحقني.
قدماي الحافيتان تلامسان أرضاً صخرية تشبه بساطاً سحرياً. أتجاهل حقيقة أنني أسبح في الهواء لكي لا أغرق، ولكن الحقيقة أنني أسبح بالفعل.تنهدت هاتور قائلة: ما هذا؟ يبدو لي من هذا الارتفاع أننا في مدينة طائرة محاطة بجزر من كل الاتجاهات. ألاحظ أيضًا أن المدينة تشيد طرقًا تربط بينها وبين الجزر، وكأنها نبض هذا العالم. الصخور والجبال تسبح في الهواء، وكأن الأرض لا ترغب في الانفصال عن سمائها، فارتفعت لتحتضنها.
تساءل حمزة، متأملاً بإندهاش: هل هذه سفينة طائرة، أم أنني في حلمٍ ما؟
بينما نزلت هاتور إلى الأرض، قالت: لا تحلم يا حمزة، فنحن في عالم فينتيريا، حيث يعيش الفنتريون، سحرة الهواء.
سأل زيدان بفضول : من هم الفنتريون؟
أجابت هاتور: يُعتبر الفنتريون من أقوى شعوب العوالم، يركبون السفن الطائرة ويلقبون 'بسادة الهواء' نظرًا لقواهم السحرية التي تمكّنهم من السيطرة على العواصف الهوائيه . ومع ذلك، يقفون عاجزين أمام جبروت أفيارا، حيث يُعتبر 'البطش' هو حاكمهم و'الظلم' هو سيدهم. وقبل أن تسألوا عن أفيارا، فإن اسم أفيارا يعني 'الطائر' بلغة اللاتينية، وقد سميت بذلك لأنها وُلدت بجناحين على خلاف شعبها، واستطاعت بقوتها... أن تحكم بيد من حديد ولكن مع هذه القوة بغت وتجبرت واعلنت ان كل من لا ينساغ لشرها اهلكته واهلكت اهلة.قال مصطفى:دعكِ من افيارا ، أين نجد الباب الرابع؟
أجابت هاتور: فقط أفيارا تعرف مكانه.
قال ليث : لنبحث عنها!
أجابت هاتور: لا تستعجل في السعي نحو الموت. على الرغم من جمال هذا العالم، إلا أن الظلمات والكوابيس تسوده، فتدفع رياح العذاب الأرواح للخروج. ثم أضافت: إذا كان للموت صوت، لكان يحذرنا من مخاطر الأرض ومن اتباع الظلال القريبة.تأمل مصطفى في حديثها، ثم قال: إذا لم أكن أعرفكِ جيداً، لاعتقدت أنكِ تخافين، اعلمي أنّ الخوف لا يلاحق أحداً. نحن من نبحث عنه حتى نصير له أتباع فيجعلنا خاضعين لسلوكه المهين"
اردف والبريق في عينيه: روحي تُباع للموت، لكنني لن أبيعها للخوف.
أنت تقرأ
امرأة من عالم الجن
Paranormalفي عام 1850، تحولت قرية "العاقير" إلى مقبرة مفتوحة، لا ينبت في حقولها سوى الموت، ولا يملأ هواءها سوى الهمسات المخيفة عن "النداهة". لم يكن أحد يعرف ما إذا كانت هذه المرأة المسحورة كائنًا من الجن أو روحًا ضائعة، لكن الجميع أيقن أنها ليست من عالم البشر...