★زوي★الحاضر
رنين مزعج صادر من طاولتي أيقظني من سباتي، مددت يدي لالتقاط الهاتف الذي يرن ويهتز بإصرار. كان مصدر إزعاج حقيقي. أمسكته بين يدي، ومسحت لعابي من جانب فمي، ولم ألاحظ حتى أنني قد ضغطت على زر الرد ووضعت الهاتف على أذني بشكل غير إرادي.
"من؟" سألت بصوت مبحوح، وأنا أتقلب على بطني.
"زوي! أين أنتِ؟ هل رأيتِ الأخبار؟" جاء الصوت الرجولي من الجهة الأخرى من الهاتف. كان صوت مساعدي الشخصي ريو، الذي يعمل معي في مجال المحاماة منذ أشهر. أحيانًا أستغرب كيف أن شابًا بذكاء رفيع مثل ريو وافق على العمل معي كمساعد، فهو قادر على أن يكون محاميًا بارعًا بنفسه، ولديه القدرة على إحداث فرق كبير، لدرجة قد تجعله يحكم العالم إذا سنحت له الفرصة.
رغم أصوله الآسيوية من اليابان، كان لدي دائمًا بعض الأفكار حول المهن التي يمارسها الأشخاص من أصول آسيوية. سمعت مرة أن الصينيين يصنعون آلات حاسبة في أوقات فراغهم، لكنني أعلم أن هناك فرقًا بين الصينيين واليابانيين، مع أن كلاهما آسيويان.
"ريو، إنها السابعة صباحًا بحقك، من تلك القناة الإخبارية اللعينة التي تبث في هذا الوقت المبكر؟" قلت بامتعاض.
"أشخاص صباحيون، على ما يبدو. وألفاظك يا آنسة إيفاندر..." أضاف ريو بلهجة منزعجة.
"حسنًا، حسنًا." تثاءبت ومددت ذراعي، ثم استقمت ببطء. "لحظة، لا تغلق الخط." اقتربت نحو التلفاز بجانب سريري، وأخذت جهاز التحكم عن بُعد لتشغيل التلفاز على القناة الإخبارية الأمريكية. ظهرت على الشاشة امرأة جميلة ذات شعر أشقر قصير، وعينين خضراوين، وشفاه حمراء بارزة. وفي الزاوية، ظهرت صورة لفتاة شابة.
أبعدت الهاتف عن أذني لأركز على ما تقوله الصحفية.
"...مأساة هزت منطقة برونكس في نيويورك، حيث تم العثور على جثة فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا تُدعى سارة، وهي ميتة على أحد الأرصفة في ساعة متأخرة من الليل. وفقًا لتقارير الشرطة، تعرضت سارة لإصابات خطيرة شملت عدة طعنات في منطقة البطن والصدر، مما أدى إلى وفاتها في مكان الحادث. تم استدعاء الشرطة بعد بلاغ من أحد السكان المحليين الذي سمع صراخًا قادمًا من الزقاق القريب. وعند وصول السلطات، كانت سارة قد فارقت الحياة، ولم يُعثر على أي شهود عيان في المنطقة وقت الجريمة. التحقيقات جارية بشكل مكثف، بينما لم تصدر الشرطة حتى الآن أي معلومات حول هوية المشتبه بهم أو الدافع وراء الجريمة. المجتمع المحلي يعيش حالة من الصدمة والحزن العميق لفقدان هذه الشابة في ظروف غامضة ومرعبة...."
رفعت حاجبيّ بدهشة، وملامح الصدمة تبدو على وجهي. هذا أسوأ ما يمكن سماعه في الصباح الباكر، وفاة فتاة في التاسعة عشرة من عمرها بطريقة مجهولة، والعثور عليها ميتة بالقرب من منزلها، على بعد كيلومتر واحد. صحيح أن نيويورك بلد مليء بالجرائم والعنف، وهذا هو السبب الذي جعلني أقرر الانتقال إلى هنا قبل أشهر.
أنت تقرأ
Maybe in another life.
Romanceكانت فتاة طموحة، وهبت حياتها ليكون والداها فخورين بها، مدللتهم الوحيدة، يونانية متغطرسة بقدر ما كانت لطيفة مع الناس. ذات يوم، صادفت رجلاً غامضاً، نرجسياً في نظرها، يعمل في كافتيريا لكسب قوته اليومي. لم تكن تعرف الكثير عنه، ولكنه اختفى فجأة وغادر حيا...