☆لوكا☆الحاضر
ملمس يدها الرقيق مثل نسمة هادئة فوق جلدي المشدود. رأيت عينيها القلقتين تتنقلان بسرعة فوق وجهي. "لوكا!" صرخاتها كأنها صدى بعيد في رأسي، ارتدت بداخل عقلي، مزقت ستار الغيبوبة الثقيلة التي كانت تلفني.
فتحت عيناي ببطء، الدنيا بدت ضبابية في البداية، لكنني أدركت بعد لحظات أنني في غرفتي. الأبيض والأسود يغطيان كل شيء، جدران باردة كثلجٍ صافٍ، وأثاث أنيق. زمجرت بسبب الشمس التي أزعجتني، شعاعها الساطع وقع مباشرة على عيني، رفعت جسدي المتثاقل، شعرت بعضلاتي تنقبض ببطء، مررت يدي عبر شعري المبلل بالعرق. لم أكن أرتدي سوى بنطال أسود.
من خلفي، صدر صوت الباب ببطء. "سيدي، الإفطار جاهز." جاءت الخادمة، همسها بالكاد يصلني. ارتديت قميصي الأبيض على عجل، وشعرت به يلتصق بعضلاتي المشدودة. اتجهت إلى الباب ببطء، فتحتُه، ولم ألتفت إلى وجهها. لم أعرف حتى اسمها، ولا أهتم. في النهاية، كانت فقط واحدة من محاولات جوزيف المتكررة لجعلي أقل استقلالية، إذ اعتقد أن من العار على زعيم مافيا أن يطبخ.
لكنني لا أهتم بمثل هذه الأشياء. لو كانت نجمتي الصغيرة معي، لأطعمتها بنفسي. سأكون سعيدًا بطبخي لها، دون أن أسمح لها بإتعاب نفسها في المطبخ. لن أسمح لأظافرها الجميلة بالبهدلة، ولن أتحمل رؤية الحزن على وجهها بسببي.
الخادمة هنا لسبب آخر، للتنظيف فقط. ومع ذلك، إذا وجدت أن الأمور لم تُنجز كما أريد، لا أنزعج. ببساطة، أقوم بالأمر بنفسي.
وضعت سينية الإفطار على السرير واتجهت إلى الحمام. وقفت تحت الماء البارد الذي انساب فوق شعري الطويل، مررته إلى أكتافي العريضة. شعرت بالتيار البارد يغمرني، ينزع عني بقايا النوم ويعيدني إلى الواقع.
يا ترى، هل قبلت نجمتي هديتي هذه المرة؟ أم أنها ستعاند، كما تفعل دائمًا؟
حينما رن هاتفي، كأن الكون أجاب على سؤالي. رفعت الهاتف وأطفأت المياه. ظهر اسم جوزيف على الشاشة، والغضب استعر بداخلي فورًا.
لا يتصل بي عادة إلا إذا حصلت كارثة. رددت بسرعة، "إذا أخبرتني أنك تحتاج إلى مساعدة، سأضع رصاصة في رأسك."
"يا زعيم! نحن في ورطة، و ليس أنا."
عقدت حاجبيّ بشدة، "ما الذي تقصده بـ'نحن'؟"
"النجمة المجنونة قد جاءت إلى شركتك، وتريد اقتحامها. أراها هنا الآن، تصرخ على الحارس... أوه، لقد شتمته لتوها!"
"اللعنة!" عضضت على فكي بغضب، العضلات في وجهي متوترة. لماذا دائمًا تختار أسوأ الأوقات لتظهر؟ "أنا قادم."
أغلقت الهاتف بعنف، أقسم بالرب، تلك المرأة ستفقدني صوابي يومًا ما. بينما توجهت بسرعة إلى الخزانة، التقطت ملابسي: قميص أسود بسيط وبنطال أسود، مع سترة فوقه. ربطة العنق؟ مستحيل، أكره تلك الأشياء التي تقيدني.
أنت تقرأ
Maybe in another life.
Romanceكانت فتاة طموحة، وهبت حياتها ليكون والداها فخورين بها، مدللتهم الوحيدة، يونانية متغطرسة بقدر ما كانت لطيفة مع الناس. ذات يوم، صادفت رجلاً غامضاً، نرجسياً في نظرها، يعمل في كافتيريا لكسب قوته اليومي. لم تكن تعرف الكثير عنه، ولكنه اختفى فجأة وغادر حيا...