★زوي★الحاضر
"لوكا؟"
"نعم، نجمتي الصغيرة." جاء صوته كنسمة بحرية دافئة، وتوغل في عمق أعصابي، حينما لامست شفتيه رقبتي في قبلة ناعمة جعلتني أرتعش. انتفضت مشاعري، وكنت أعدّل جلستي على الرمال الندية، بينما كنا جالسين معًا، تستقبل وجوهنا نفحات الشاطئ العذبة. في تلك اللحظة، شعرت كأن كل ما أردته هو هذا: هو وأنا، في مكان بعيد، منعزل، لنا وحدنا، إلى الأبد.
"أنا خائفة." همست بها، وأجبرت نفسي على رفع عيني نحوه. تبادلنا النظرات، و عينيه تجولان على ملامحي، من عينيَّ إلى أرنبة أنفي، ثم أخيرًا استقرت على شفتي حيث طبع قبلة خفيفة.
"نجمتي، نحن هنا على شاطئ ذو سمعة سيئة، ماذا يمكن أن يخيفك وأنا معك؟"
ابتسمت في وجهه، ثم عدت بنظري إلى الشاطئ. الذي، بالفعل، له سمعة مظلمة. يتحدث الناس عن قروش وأرواح شريرة تائهة في الماء بسبب حادث غرق فتاة هنا. يقولون إنها تسحب كل من يسبح في منطقتها وتغرقه. بالنسبة لي، تبدو هذه القصة مثيرة، وكانت السبب في قدومنا هنا بجرأة، على دراجة جوزيف المسروقة.
تنهدت، ثم قبضت على يده، وسحبتها بلطف نحوي، كأنني أخشى فقدانه. "ماذا لو لم يُعجب أبي بك؟ ماذا لو رفض علاقتنا؟" رفعت نظري إليه، و عبوسي يعكس كل القلق الذي يختلج داخلي. "لا أريد أن نبتعد بعد أن اجتمعنا أخيرًا."
مرت أصابعه الخشنة على شعري بفعل نسمات الهواء، ثم أمسك بخداي بكفيه القويتين، ضاغطًا عليهما برقة غير متوقعة، مما جعل وجهي يبدو بعبوس مضحك. "لا يهمني والدك. إذا رفض العلاقة، سأخطفك ونذهب إلى إيطاليا كما خططت." ابتسم ابتسامة واثقة.
ضحكت على الرغم من قبضة يديه التي شدّت وجهي. تحررت من قبضته، ثم طوّقت خده بقبلة. "اتفقنا. أنت تنغمس في المصائب، وأنا سأصبح المحامية المشهورة التي تخرجك من المشاكل والسجون."
ضحك بعمق، ثم أمسك بعنقي بقبضة دافئة، وجذبني نحوه حتى توقفت حركتي. في تلك اللحظة، كان الصمت بيننا مؤقتًا، قبل أن تعكر الأصوات المزعجة الأجواء.
نباح.
نباح.
نباح.
تأوهت بألم وأنا أسمع هذه الأصوات، ففتحت عينيَّ، عاقدة حاجباي في تعبير منزعج. "كازو! يا إلهي! يكفي، يكفي، لقد استيقظت." مرر لسانه على وجهي، مما جعلني أضحك برغم الإزعاج.
حسنًا، قبلة الكلاب ليست سيئة لتلك الدرجة.
بصعوبة، رفعت نفسي عن السرير بشعر مجعد، بينما المنبه يستمر في الرنين، مصدراً صرخاته المتكررة بـ "انهضي، انهضي". أمسكت بالمنبه وضربته بيدي حتى توقف عن الصراخ، متعهدة أنه في المرة القادمة سأكسره أو أرميه من النافذة.
أنت تقرأ
Maybe in another life.
Romanceكانت فتاة طموحة، وهبت حياتها ليكون والداها فخورين بها، مدللتهم الوحيدة، يونانية متغطرسة بقدر ما كانت لطيفة مع الناس. ذات يوم، صادفت رجلاً غامضاً، نرجسياً في نظرها، يعمل في كافتيريا لكسب قوته اليومي. لم تكن تعرف الكثير عنه، ولكنه اختفى فجأة وغادر حيا...