★زوي★
★
تمسكت بحضنه بشدة، وكأنني أغرق في بحر من الألم الذي كنت أخفيه طويلاً. دموعي انهمرت بحرارة، أفرغ كل جروحي المتراكمة في ذلك الحضن الذي شعرت أنه لن يتكرر. كنت أعلم أن النهاية قريبة، وأننا على وشك الانفصال، لكنني أردت تلك اللحظة؛ اللحظة التي تمنحني فرصة تذوق الدقائق الأخيرة من علاقتنا قبل أن نمضي في طرق متباعدة. حاولت أن أبتعد، أن أتحرر من حضنه، لكنه أمسك بي بقوة أكبر، يرفض تركي أذهب.
"يكفي." صوت أبي قطع الصمت وكسر عالمي الهش. رفعت رأسي، تحدّق عيناي في وجهه وفي المسدس الذي يحمله بيده. شعرت بالهواء يتجمد في رئتي، رفعت حاجبي بدهشة، ثم تراجعت إلى الخلف بفزع.
"أبي! قلت إننا سنتفق ونتجاوز كل هذا!" صوتي يرتجف وأنا أشير إلى المسدس أحاول تفسير ما لا يمكن تفسيره. جذبت لوكا خلفي، محاولًة حمايته، كأنني قادرة على ذلك.
أبي ألقى نظرة عابرة على المسدس وكأنه شيء غير ذي أهمية. لكن تلك النظرة التي تخللت وجهه أوحت لي بكل شيء. شعرت بخيانة تتسلل إلى قلبي. "أبي! لقد وعدتني!" صرخت، وصوتي مختنق بالخوف.
"لم أعدكِ بشيء." قالها بهدوء بارد وهو يرفع ذراعيه معًا. "لن أرتاح طالما هذا الرجل يعيش بسلام. لن أرتاح، يا ابنتي."
"توقف عن مناداتي ابنتك!" انفجرت الكلمات من فمي، وقلبي ينبض بجنون. استدرت نحو لوكا وهمست بسرعة، كأن الوقت ينفد من بين أصابعي. "اتصل بجوزيف، أو بأي شخص، أرجوك، اخرج من هنا. لا تبقى."
لكن لوكا نظراته لم تتزعزع. "لن أتركك هنا وحدك." صوته خرج ثابتًا، شعرت بالدمعة الحارقة تنزل مجددًا على خدي. هززت رأسي بجنون، وصرخت.
"اذهب! اذهب الآن!" جسدي ارتجف بينما أصرخ. "سيقتلك! إنه خطير! أرجوك، لوكا، لا تبقى هنا!"
"لا يهمني." نظر إليّ بعينيه بعمق، وقبض على يدي ليقبلها. "أنتِ من ستخرجين من هنا، مهما حدث."
"زوي!" صرخة أبي اخترقت الجو، جعلتني أرتعش وألتفت نحوه. قلبي نبض بجنون، كلما اقترب خطوة شعرت بالخوف يعتصرني. حاولت أن أكون حاجزًا بينه وبين لوكا، رغم قصر قامتي وضآلة حجمي، رغم علمي أنني عاجزة أمام هذا.
أنت تقرأ
Maybe in another life.
Romanceكانت فتاة طموحة، وهبت حياتها ليكون والداها فخورين بها، مدللتهم الوحيدة، يونانية متغطرسة بقدر ما كانت لطيفة مع الناس. ذات يوم، صادفت رجلاً غامضاً، نرجسياً في نظرها، يعمل في كافتيريا لكسب قوته اليومي. لم تكن تعرف الكثير عنه، ولكنه اختفى فجأة وغادر حيا...