الفصل الثالث عشَر.

4.7K 266 54
                                    


★زوي★

قبل ثمانِ سنوات

اليوم الأول.

"أجل، يمكنك أن تستعمل المسمار... كيفن! تلك ليست الطريقة الصحيحة لبناء خيمة." تنهدت السيدة ميلر بنبرة الإرهاق. "يا إلهي، سأفقد عقلي."

ضحكت إيشاني بسرعة، و بدأت تربط الحبل بالمسمار الخشن بإتقان، أصابعها الرشيقة تتحرك بسرعة، ثم ابتعدت قليلاً، عيناها تلمعان فخرًا وهي تراقب الخيمة تنتصب أمامها، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهها.

خرجت من داخل الخيمة بعد أن وضعت البساطات الوردية المنتفخة والوسائد المختلفة الأشكال. وقفت بجانب إيشاني، نظرت إلى الخيمة بنفس الرضا الذي شعرت به، وضربت كفي بكفها.

"أحسنتِ صنعاً."

"لست هندية بدون فائدة." ضحكنا معًا للحظة.

ثم استدرت فجأة عند سماع صوت مألوف، "يا إلهي، كاي!" نظرت إلى إيشان وصديقه طالب الهندسة كاي، الذي بدا وكأنه يحاول بلا جدوى إحكام الخيمة. رذاذ المطر كان يتساقط منذ لحظة وصولنا إلى المنتزه، وحين خلع كاي نظاراته الممتلئة بقطرات المطر، بدت ملامح وجهه أكثر إحباطًا.

منتزه Harriman State Park في نيويورك، مكتظ اليوم، عند وصولنا، رصدنا خمس حافلات توقفنا بجوارها ونحن نحاول العثور على زاوية منعزلة بعيدًا عن الزحام. السيدة ميلر قد وجهتنا لهذا المكان، وقالت إنه سيكون مثاليًا لنشاطاتنا بعيدًا عن الأنظار.

"يا لكما من أحمقين." تمتمت إيشاني بسخرية وهي تبعد أخيها عن الحبل الذي فشل في تثبيته. بحركة واحدة، رفعت الخيمة وكأنها تسحب شيئًا خفيفًا من الهواء. ثم انحنت قليلاً، ممسكة بمطرقة كبيرة، ولفتها بين أصابعها بمهارة جعلت كاي يحدق بها بدهشة و إعجاب.

طرقة واحدة، قوية، ثم طرقة ثانية أقوى، وأخيرًا طرقة ثالثة، غرست المسمار بعمق في الأرض الرطبة. وقفت إيشاني وابتعدت قليلاً، مدققة بالخيمة وهي تنصب في مكانها بثبات.

"تعلما!" قالت بنبرة حادة وهي توجه كلامها لأخيها. عادت إليَّ، و أضحكتني تعابير إيشان وكاي المحرجة قبل أن ينسحبا بصمت لوضع أغراضهما.

"تعلمين أن كاي معجب بك؟" دخلنا معًا إلى الخيمة بعد أن تركنا أحذيتنا بالخارج. كانت تمسك بزجاجة عطر فراولة، ورشّت القليل منه في الهواء. تداخلت رائحة العطر مع رائحة رذاذ المطر الذي يلف المكان منذ وصولنا.

"أعلم." قالتها بابتسامة هادئة، ثم جلست بنعومة وبدأت تخلع معطفها. استندت بإهمال على ظهرها.

أسندت رأسي للخلف. "إنه لطيف."

أصدرت صوتًا مملاً، وأتبعت رفع كتفيها بلامبالاة وهي لا تزال تراقب سقف الخيمة، "لكنه ليس نوعي المفضل."

Maybe in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن