الفصل الثالث و العشرُون.

3.5K 268 64
                                    

★زوي★

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


★زوي★

خمسة أيام.

مرّت خمسة أيام منذ تلك المحاكمة. خمسة أيام منذ أن تركني لوكا هناك، محطمة ومكسورة. كنت قد أخبرته أنني آسفة، أنني نادمة. اعتذرت، لكن لم يستمع. خمسة أيام من العذاب.

"لا تقلقي، يا ابنتي. هذه مجرد بداية. كل المحامين الكبار مرّوا بمثل هذه اللحظات. تبدأين بالصعوبة، ثم تأتي قضية تفتح لك أبواب النجاح." صوت أبي يأتيني من شاشة الحاسوب أمامي، محاولًا مواساتي كعادته.

أمسكت بالقلم بين يدي، وبدأت أديره ببطء بين أصابعي، تنهدت بعمق قبل أن أجيب، "أعلم يا أبي... لكن الأمر أصعب مما يبدو."

ارتفع حاجباه بشكل لافت، وكأن سؤالًا يلوح في الأفق. "هل صحيح أنكِ سلّمتِ القضية لداميان؟" نظرت إليه للحظة، صامتة. ثم أومأت برأسي، رغم الثقل الذي يسيطر على صدري.

سمعت تنهده من خلف الشاشة. "لا بأس، صغيرتي... الأمور ستتحسن، ستتعلمين من أخطائك."

في تلك اللحظة، كل ما أردته هو أن أكون بجواره. أردت أن يعانقني بشدة كما كان يفعل عندما كنت طفلة. أردت أن يحميني من هذا العالم القاسي، كما فعل مرات كثيرة من قبل. لكن المسافة بيننا بعيدة. هو مع أمي الآن، بعيد جدًا.

"زوي، هل تأكلين جيدًا؟" صوت أمي، القلق دائمًا، يتسلل عبر الشاشة. شعرها الأشقر اللامع يحيط بوجهها المتعب، ونظاراتها تستقر بدقة على أنفها. لستُ شبيهة لها كثيرًا، دائمًا ما يقولون إنني نسخة من أبي، ليس فقط في الشخصية، بل حتى في الملامح.

"نعم، أمي... أتناول طعامي بانتظام." كذبت، الحقيقة أنني لم أتناول شيئًا منذ يوم أمس. لقد ذهبت للنوم دون عشاء.

وجهها عبس بسرعة وكأنها شعرت بالكذب من نبرتي. "سيحاسبك الرب إن كذبتِ، زوي."

ابتسمت رغم كل شيء. حاولت التظاهر. "أنا بخير، أمي. لا تقلقي."

والدي تدخل سريعًا، محاولًا تخفيف الأجواء، "أنا واثق أنها تأكل جيدًا. زوي فتاة صادقة." كلماته كانت كدفء الشمس في يوم بارد، دفعتني للابتسام أكثر وأضحك قليلاً.

Maybe in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن