الخَاتمَة.

4.7K 252 135
                                    

بعد 14 سنة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بعد 14 سنة.

خطواته ثقيلة، كل خطوة تتردد صداها بين الأعشاب المبتلة. المطر يهطل بلا توقف، كل قطرة ترتطم بالأرض الطينية. يحمل مظلة سوداء كبيرة فوق رأسه، تحميه بالكاد من غضب السماء. توقف أخيرًا، جسده المرهق يقف أمام القبرين.

لوكا دانييلي فيترون، قبل 14 سنة.

"من أجل حبك، أضحت حياتي ضوءًا أبديًّا."

زوي إيفاندر، قبل 13 سنة.

"في صمتك، أبديتُ على سراب من الحزن."

صدر عنه تنهيدة طويلة وثقيلة، عيناه تجولان بين القبرين، كأن الذكريات التي يحملها أثقل من أي شيء يمكن أن يحمله. انحنى ببطء ليضع وردة بيضاء على قبر زوي، ووردة حمراء على قبر لوكا. أمسك بقبعته، وخلعها بهدوء، عانقها بين يديه. ظهرت ابتسامة صغيرة، شاحبة على شفتيه المتعبتين.

المطر كان الصوت الوحيد الذي يكسر صمت تلك المقبرة الشاسعة. دقائق من الصمت البارد مرت، حتى سُمع صوته المبحوح أخيرًا. "مرحبا زوي... مرحبا لوكا." قالها بصوت مكسور، وعيناه الخضراوتان تنقلتا بين القبرين.

ضغط على فكه بشدة، وكأن الألم الذي بداخله لا يمكن السيطرة عليه، ثم انخفض رأسه حين بدأت دموعه تنساب دون وعي. ابتسم، ابتسامة محطمة، مسح تلك الدموع بيده الخشنة.

"لوكا، ابن عمي العزيز، كيف حالك؟" بصوت خافت، بينما عينيه تتأملان القبر الباهت. مرر يده على سطحه القديم.

"لقد أهلكني فراقك جدًا،" نبرته ارتجفت، و كل كلمة كانت تخرج بصعوبة لا تطاق. "أنا لا أستطيع أن أتخطى الأمر."

هز رأسه، ومسح دموعه بخشونة،. "هذا صعب... جدًا،" همس بصوت مكسور، وكأن فقدانهما كان أكثر مما يستطيع تحمله.

"تعرف ماذا؟" قالها بصوت أعمق، وقد رسمت ابتسامة خافتة على شفتيه. "سميت ابني عليك... لوكا." ارتعش وهو يرفع كتفيه. "لا أدري لماذا، لكنه بطريقة ما يذكرني بك عندما كنت صغيراً. هادئ جداً، ذكي جداً، على عكس إخوته الذين ورثوا مني ومن إيشاني كل شيء، همجيون وصاخبون. لكنه... هو فقط يشبهك."

قهقهة خافتة وعميقة خرجت منه. مرر يده على التربة الطينية.

"أنا آسف، آسف جداً لكما." عبس وجهه وكأنه ينتظر رفضًا حتى من الهواء حوله. رفع كتفيه وكأنها محاولة يائسة لتخفيف ثقل الاعتراف. "ابتعدت عن المافيا. لم أكن أريد أن يتكرر الأمر. أردت حماية أولادي الثلاثة، أردت حماية إيشاني... ولم أنتقم لكم."

رفع المظلة السوداء، وكأنه يحاول أن يحمي القبرين من قطرات المطر المتزايدة. صوته أصبح أكثر اهتزازًا مع الغصة التي كانت تخنق كلماته. "آسف جداً لكما."

الصمت كان سيد اللحظة. فقط صوت المطر يطرق بهدوء على المظلة. ثم، بعد أن شعر بثقل كلماته، رفع كتفيه مرة أخرى، كما لو أنه يستجمع ما بقي لديه من قوة. "أصبحت مؤلفاً... مجهولاً. وإيشاني، لا تزال تعمل في قسم المحاماة." نبرته احتقنت وكأنها كلمات ثقيلة لا يريد أن يلفظها. "ريجي نوفاك... ماثياس... لا يزالان أحياء."

ضغط على فكه بشدة، الغضب الذي حاول كبته يطفو على السطح. "يستمتعان بالنفوذ، بالحياة... بينما أنتما هنا." تنهد بعمق، صوته أصبح أضعف، الألم قد تآكل من طاقته. استقام، وعيناه لا تزالان عالقتين على القبرين.

"صحيح أنني لم أنتقم..." سكت للحظة طويلة. ارتدى قبعته السوداء مرة أخرى، وابتسامة جانبية ارتسمت على شفتيه.

"لكن ابنتكما ستفعل.."





























★☆★☆★☆★☆★☆★

ليست النهاية.

و إنما بداية لقصة لم تُكتب بعد.

Maybe in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن