★زوي★
قبل ثمانِ سنوات
خمسة.
ستة.
سبعة.
ثمانية.
همست الأرقام إلى داخلي بينما كانت خطواتي تتنقل على الأرضية الرخامية اللامعة، والصوت الوحيد الذي ينشأ من حركة حذائي هو احتكاك خفيف. توقفت فجأة، وتلاحقت أنفاسي المتسارعة، خطواتي التي جاءت متوافقة تماماً مع الإيقاع الذي تدربت عليه. أمام المرآة، تحرك جسدي بسلاسة وانسيابية، متماشياً مع نغمات الأغنية.
عندما توقفت الموسيقى، توقفت حركتي أيضاً، وشعرت بعرق يتصبب من كل جزء في جسدي. نظرت إلى ملابسي، من قميص قصير يكشف عن البطن وبنطال رياضي فضفاض، وهو الزي المفضل لدي خلال تدريبات الرقص. اعتدت على الحضور مع إيشاني بعد انتهاء حصصنا والمغادرة مع حلول المساء. كذبت على والدي بشأن حضور محاضرة إضافية لنيل علامة، بينما أخبرت إيشاني والدتها أنها تبقى معي لمساعدتي في إنهاء المحاضرة.
الوحيد الذي يعلم بشأن حصص الرقص هو إيشان، شقيق إيشاني التوأم، الذي رفضت اعترافه البارحة، وأعطاني تعبيراً يشبه "الفتاة الشريرة" في قصته.
تنهدت، وأعدت رأسي للخلف، ممسكة بشعري القصير الذي يربطني بذيل حصان. في أيام أخرى، أكون ممتنة لأنه قصير، نظراً لأنني أكره الشعر الطويل، لأسباب غير مفهومة حتى بالنسبة لي.
لم أرتدي نظاراتي أثناء تدريبات الرقص. أخبرتني إيشاني أنني أبدو أفضل بدون نظارات وأنه يجب علي شراء عدسات. ولكن بالنظر إلى نقص بصري، أفضل النظارات لأنها تعكس حقيقتي. معظم الأشخاص الذين ينسون اسمي ينادونني بـ "صاحبة النظارات". رغم كرهي لها أحياناً لأنها تجعلني أشبه أبي، إلا أنها تمنحني تميزاً عن أولئك الذين يرتدون العدسات.
قبل ساعة ونصف، غادرت إيشاني بسبب آلام الدورة الشهرية المؤلمة، مما جعلني أظل وحدي في القاعة الفارغة تماماً، بدون مدرب الرقص الذي كان مريضاً.
اقتربت من طاولة في الزاوية، وأخذت نظاراتي لأضعها، ثم التقطت حقيبتي وسندتها على كتفي. خرجت، وكان الظلام قد بدأ يحل بالفعل. أغلقت الباب خلفي بمفتاح واندفعت نحو أحد حراس كلية الحقوق، الذي علمت مؤخراً أنه يُدعى نينو.
"تبدين مرهقة حقاً"، قال مبتسماً وهو يلتقط المفتاح الذي رميته له.
"مسكة جيدة"، لوحت له بالوداع ثم استدرت بخطوات سريعة. كانت معظم الكليات مغلقة، على الرغم من أن الجامعة لا تُغلق إلا في أوقات متأخرة لأن الطلاب يشاركون في أنشطة متنوعة مثل قراءة الكتب، حصص الرقص، تعليم اللغات، وممارسة الرياضيات.
كان الهواء بارداً قليلاً، يلامس بطني المكشوف، وتطايرت أوراق الشجر على الأرصفة، في حين الطريق غير مزدحمة، حيث تمر بعض السيارات وتعود أخرى.
أنت تقرأ
Maybe in another life.
Romanceكانت فتاة طموحة، وهبت حياتها ليكون والداها فخورين بها، مدللتهم الوحيدة، يونانية متغطرسة بقدر ما كانت لطيفة مع الناس. ذات يوم، صادفت رجلاً غامضاً، نرجسياً في نظرها، يعمل في كافتيريا لكسب قوته اليومي. لم تكن تعرف الكثير عنه، ولكنه اختفى فجأة وغادر حيا...