★زوي★
★
البرودة التي تسربت إلى أطرافي جعلتني أنكمش حول نفسي. الصوت المعدني للصحن المتساقط على الأرضية الصلبة ارتطم بأذني كقنبلة، وأجبرني على الارتعاش. نظراتي، محملة ببرود وازدراء، ارتفعت ببطء نحو الرجل الذي يجلس أمامي، وقد قلب الكرسي ليكون درعًا بيننا. السيجارة بين شفتيه تلمع مع كل شهيق يأخذه. تمنيت لو تخنقه. تمنيت لو تقتله.
دافين كورنيل. الرجل الذي دمر حياة ليلى وسارة، وترك الأخيرة تحت رحمة الموت بعد أن أزهق حياتها بلا شفقة. كان هو اليد القاتلة، والآن، لا أستطيع التخلص من الشعور الغريب بأن كلارك نفسه قد يكون ضالعًا بطريقة ما في كل ما حدث. دافين لم يكن فقط المسؤول عن جراحاتي؛ كان هو السبب في اختطافي، وهو الذي قتل الرجل في الزقاق بوحشية، والطريقة التي فعل بها ذلك تجعلني أختنق بمجرد التفكير فيه.
"كُلي." صوته اخترق الصمت، باردًا وجافًا كالموت. جعل جسدي يرتجف لا إراديًا. لم يكن يريد إيذائي، أو هكذا كنت أعتقد، فاستغليت هذه الفكرة، كما فعلت في كل وجبة خلال الأيام التي تمر علي ببطء وكأنها سنوات. رفضت الطعام مجددًا، كما فعلت مرات عديدة من قبل. بالأمس فقط شعرت أن معدتي قد تتمزق من الجوع، لذا أكلت ما يكفي لأُعاندهم لأسبوع إضافي.
تنهد، ثم قام بتعديل وضعية الكرسي بسرعة قبل أن يجلس عليه بشكل طبيعي هذه المرة. "أنظري، والدك أعطاني كامل الإذن للتصرف معك. لذا كُلي وتوقفي عن العناد."
أصابني كلامه بالقشعريرة. ضغطت على أصابعي بقوة. كانوا قد أزالوا القيود من يدي وقدمي فقط في أوقات الغداء والعشاء. كنت أستطيع قياس الوقت من خلال الضوء الخافت الذي يتسرب من النافذة الضيقة بالسقف، ومع تبدل الليل والنهار، توقعت أنني دخلت اليوم السادس من هذا الكابوس. ستة أيام من الوحدة والعذاب والتفكير في جرح مؤلم برأسي.
"وماذا ستفعل إذا لم آكل؟" ارتجفت وأنا أحاول التحدث. الغصة في حلقي كادت تمنعني من إكمال كلماتي.
"همم..." اقترب مني بخطوات ثقيلة، حتى شعرت بظهري يلتصق بالجدار. شهقت بقوة عندما سحب السكين الصغيرة، وأخذ يحركها ببطء نحو حزام حمالة صدري. مررها بهدوء على الرباط وكأن الأمر مجرد تسلية بالنسبة له. "ربما أستمتع بقليل من المرح؟ من يدري؟"
أنت تقرأ
Maybe in another life.
Romanceكانت فتاة طموحة، وهبت حياتها ليكون والداها فخورين بها، مدللتهم الوحيدة، يونانية متغطرسة بقدر ما كانت لطيفة مع الناس. ذات يوم، صادفت رجلاً غامضاً، نرجسياً في نظرها، يعمل في كافتيريا لكسب قوته اليومي. لم تكن تعرف الكثير عنه، ولكنه اختفى فجأة وغادر حيا...