『PART 2』
☆لوكا☆
☆
"حسنًا، سيد فيترون." ارتشفت المحامية هايلي روسي من مشروبها برصانة، وقد جلست بثقة واضحة. إيطالية الأصل، لم يكن اختيارها عشوائيًا؛ بل بعناية لما تتمتع به من سمعة، إضافة إلى أن أصولها المشتركة معنا تجعلها على دراية بنمط حياتنا. علاوة على ذلك، لن يثير قلقها أو ارتباكها كوني زعيم مافيا، فقد سمعت أنها تولت الدفاع عن عدد من رجال العصابات في أوقات سابقة، حتى في مواجهاتهم مع زعماء مافيا آخرين.
هذا ما يجعلني واثقًا بقدرتها وجدارتها.
"سأحدد موعد المحاكمة خلال يومين." قالت ذلك وهي تضع ساقًا فوق الأخرى، ونظراتها تتنقل بيني وبين جوزيف. "يمكنكما الاعتماد عليّ."
"أنا واثق بك." قال جوزيف بابتسامة جانبية ماكرة وهو يرتشف من نبيذه.
"وأنا أيضًا أثق بكِ، سيدة هايلي." قلت بينما أطفأت سيجارتي على الطاولة المجاورة.
نهضت بهدوء واتخذت وضع استقامة، قبل أن تجمع ملفاتها وتبتسم: "سنلتقي بعد يومين، سيد فيترون." ثم خطت بثبات نحو الباب، حيث استقبلتها الخادمة لترافقها إلى الخارج.
"هل اطمأننت الآن؟" ضحك جوزيف وهو يضع كأس النبيذ جانبًا. "ستواجه نجمتك في المحكمة، ثم تسعى لهزيمتها؟"
"يا لك من شخص مُربِك." تمتمت بضجر وأنا أتوجه نحو النافذة الطويلة، ثم أزحت الستائر لأتأمل الحديقة الخلفية، حيث كانت قطرات المطر تتساقط برفق بينما تشرق الشمس بخفوت.
اهتز هاتفي في جيبي، فأخرجته ونظرت إلى الشاشة التي أظهرت اسم أنطونيو. رددت على الفور، متحدثًا بلهجتي الإيطالية: "مرحبًا، أنطونيو."
"مايسترو!" هتف. "كيف حالك؟ ما الجديد؟"
"كل شيء على ما يرام، شكرًا لك." أجبت ووضعت يدي في جيبي. "هل وصلتك رسالتي؟"
"نعم، استلمتها وفهمت خطتك." قال بابتسامة استطعت تصورها على وجهه رغم المسافة. "لكن، هل أنت واثق من أن المحامية ليست خطرة؟"
أنت تقرأ
Maybe in another life.
Romanceكانت فتاة طموحة، وهبت حياتها ليكون والداها فخورين بها، مدللتهم الوحيدة، يونانية متغطرسة بقدر ما كانت لطيفة مع الناس. ذات يوم، صادفت رجلاً غامضاً، نرجسياً في نظرها، يعمل في كافتيريا لكسب قوته اليومي. لم تكن تعرف الكثير عنه، ولكنه اختفى فجأة وغادر حيا...