الفصل الخامس.

6K 360 33
                                    

★زوي★

قبل ثمان سنوات

خلعت صورة آلان ديرشوفيتز، ذلك المحامي البارع الذي لطالما ألهمني، وأحد أعظم العقول القانونية في جامعة هارفرد، ثم علقت مكانها صورة لتمثال يحمل ميزان العدل، رمزًا للعدالة. قطعت الشريط اللاصق بعناية بين أسناني ورتبت الصور بدقة، خطوة إلى الوراء لتأملها.

لكن الصورة الأخيرة كانت الأهم. صورة الشاب المثير من الكافتيريا. التقطتها خلسة، وكأنني أخشى أن يلاحظ أحد جنوني. لقد مر شهر منذ ذلك اليوم الأول الذي دخلت فيه الجامعة، واليوم الذي التقيت فيه لوكا فيترون للمرة الأولى. أو بالأحرى، اليوم الذي بدأت فيه هوسي به.

لم يكن مجرد شخص آخر يعبر حياتي. كان شيئًا مختلفًا، شيئًا أثار داخلي رغبات غامضة ومشاعر متشابكة. كان يشبه السراب، كلما اقتربت منه ابتعد. لم أكن جبانة، لكن لا أملك الشجاعة الكافية لمواجهته. كان العيش بحب من طرف واحد أشبه بالسير على حافة الهاوية. شعور مرير، رؤية ابتسامته للفتيات الأخريات كانت تمزقني من الداخل، بينما كنت أعض على قشة عصيري بغيظ، متمنية لو أستطيع رمي حذائي عليهن.

كل هذه التفاصيل، جمعتها بشغف. دونت كل معلومة حصلت عليها بجانب صوره المعلقة على جدار غرفتي.

الاسم: لوكا فيترون.

العمر: 27. أكبر مني بسبع سنوات-فرقٌ مثالي.

يسكن في حيّ صغير يدعى أش فالي، يعيش بمفرده.

يعمل في الكافتيريا ولا يدرس.

الطول: ستة أقدام وستة بوصات - قمت بحساب طوله أنا وإيشاني من خلال قياس باب الكافتيريا، بينما كذبنا على المدير، مدعين أنه جزء من مشروع هندسي للجامعة. الأحمق صدقنا رغم أنها كافتيريا بعيدة كل البعد عن كلية الهندسة.

كان الأمر يبدو جنونًا، لكنني لم أستطع التوقف. ربما ستقتلني أمي إذا اكتشفت كل هذا. لم تكن بالتأكيد تتخيل أن ابنتها المثالية التي تتقن خمس لغات وحصلت على أعلى الدرجات طوال حياتها، أصبحت مطاردة مهووسة برجل لا يعرف حتى بوجودها. لكن... هذا هو الحب، أو على الأقل ما أظنه الحب.

.

استيقظت في اليوم التالي. استحممت واعتنيت بشعري البني القصير، ثم ربطته بذيل حصان صغير. اخترت ملابسي بعناية، تنورة قصيرة بنقوش سوداء، مع قميص عريض ذو ياقة بيضاء. كنت أبدو كفتاة ذكية، ربما أكثر مما ينبغي. نظرت لنفسي في المرآة بحيرة. ارتديت النظارات، ثم نزعتها. ثم ارتديتها مرة أخرى. انتهى بي الأمر بحملها والانصراف على عجل.

في طريقي إلى الجامعة، استقللت الحافلة كالمعتاد. والدي توقف عن توصيلي بعد أن أخبرته بأنني أستطيع الذهاب بمفردي. الأمر يشعرني بنوع من الاستقلالية، لكن أيضًا ببعض الوحدة. في الحافلة، رأيت مجموعة من الفتيات يثرثرن ويضحكن بأصوات عالية. كانت ملابسهن عصرية وجذابة، ورغم أنني لم أستطع سماع ما يتحدثن عنه، كنت متأكدة أن مواضيعهن تدور حول المشاهير وأحدث الصيحات. حياتهن تبدو بسيطة وممتعة، على عكس حياتي.

Maybe in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن