الفصل الرابع عشَر.

4K 255 52
                                    


★زوي★

الحاضر

"آسف، آنسة زوي، لا يمكنني تسليمك الدلائل حتى تتم مراجعتها جيداً في قسم الجنائيات."

تسارع الحاجبان على وجه ريو في حركة تعبير عن عدم التصديق. "أهذا ما قاله فعلاً؟"

"نعم." تنهدت "هذا ما أخبرني به عندما زرته. سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً، أسبوعاً على الأقل."

"أسبوع!" مسح ريو جبينه، ثم هز رأسه يميناً ويساراً. "هذا غير منطقي، آنسة إيفاندر."

"لا أعرف حقاً، أنا ضائعة في كيفية التصرف." انتقلت يدي إلى فكي ووجدت نفسي أطبقها بأصابع شاردة، عادة لا إرادية أمارسها كلما استغرق تفكيري. "ماذا عن الرجل الذي مع سارة في الصورة؟ هل تحققتم من هويته؟"

"يُدعى دافين كورنيل، لكن لا أحد يعرفه في الكلية. كنت سأذهب لسؤال السيدة تيفاني، لعل يكون أحد أقارب سارة، و ليس حبيبها."

"أنت محق، لا يمكننا سؤال السيدة تيفاني في الوقت الراهن، فهي في فترة حداد على روح ابنتها."

تنهدنا معاً. أفكارنا تتقلب، ولا نستطيع اتخاذ خطوة واحدة دون القرص الصلب الذي بحوزة السيد جوناثان. زرتُه هذا الصباح بعد زيارة لوكا، وحاولت إقناعه، لكنه رفض بكل بساطة أخبرني أن الأمر صعب التنفيذ. رغم إصراري على الحصول على القرص الصلب فقط، إلا أنه لم يبدِ أي استعداد للتعاون.

أحدثت طرقات الباب صدى في الغرفة، وأجاب ريو بدلاً عني، "تفضل."

دخلت صوفيا، عيونها تتنقل بيني وبين ريو. "آنسة، لديك ضيف."

"ضيف؟" تساءلت بدهشة، إذ لم يزر مكتبي أحد من قبل، باستثناء لوكا، الذي لا يمكن تصنيفه كضيف. الرجل قد دخل بطريقة سحرية، بدون إذن مني حتى.

ابتعدت صوفيا، ليظهر رجل كبير السن، الشيب يغطّي خصلاته السوداء، يتمتع بطول مهيب، ويرتدي نظارات سوداء. كان يستند على عصا، ويعتمد على رجل آخر. نظر لي ريو، ينتظر مني أن أرحب بالضيف، رغم أنني لا أعرفه. تقدمت بخطوات ثابتة وابتسمت، "مرحبا بكما في مكتبي، تفضلا بالدخول."

ابتسم الرجل الثاني، الذي كان يرافق الأول، وسحبه ببطء. مع حركة عصاه، أدركت أنه أعمى. نظرت إلى ريو وصوفيا، وأومأت لهما بأنني سأعتني بالأمر. انسحبا معاً وأغلقت الباب خلفهما، ثم استدرت وبتقدم خطواتي المتأنية، اتجهت نحو الضيفين بابتسامة ودودة.

"كيف يمكنني مساعدتكما؟"

الرجل الذي كان يرافق الشيخ الكبير ابتعد بخفة وهمس شيئاً في أذنه، ثم خرج دون أن يلتفت إلى الوراء، ليس معنيًا بالموقف. ربما يكون مساعده أو مجرد مرافق.

"سمعت الكثير عنك." جاء الصوت من الجالس، عميقاً وخشناً، رأسه يتمايل ببطء. "أنتِ ابنة كلارك إيفاندر."

Maybe in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن