★زوي★★
وسط نغمات الطبول والمزمار التي تعزف لحناً تقليدياً، غمر الجو المسائي بنسيمه العليل أجواء الاحتفال. المطر الذي توقف عن الهطول منذ الليلة الماضية قد منح إيشاني بعض راحة، لأنها كانت على وشك الإصابة بسكتة قلبية بسبب حظها العاثر. المراسم ستقام في الهواء الطلق لعدم اتساع المنزل الصغير، الأمر الذي جعلها تشعر بالتوتر.
أصوات ضحكات النساء والأطفال تملأ المكان، مع قرع الكؤوس وفتح زجاجات الشمبانيا. رغم سحر الأجواء، هناك نظرات استغراب من بعض النساء الكبيرات اللاتي لا يتفهمن اختلافاتي الثقافية. إحداهن سألتني بإنجليزية هندية عن سبب نحافتي وطولي الزائد، وأوصتني بتناول بعض الأعشاب!
ابتسمت لها بوعد كاذب بأني سأتبع نصيحتها، لكنها لم تخفِ احتقارها وهي تنظر إلي وكأنني حثالة. ربما، اليونانيون لا يروقون كثيراً للهنديين. توجهت نحو المطبخ، التقطت حبة كرز موضوعة على الطاولة، وضعتها بين شفتيّ المدهونتين بالغلوس الأحمر اللامع، وتذوقتها ببطء.
فجأة سمعت صوت السيدة سنديا، والدة إيشاني وإيشان، يناديني. استدرت وابتسمت لها. لطالما كانت هذه المرأة بمثابة أم ثانية لي فهي لطيفة للغاية، مليئة بالأدب والاحترام. ربّت أبنائها الستة وحدها بعد وفاة زوجها العم أوغست، وأدت دور الأم والأب في حياتهم.
"زوي، هل تستمتعين بالأجواء؟" سألتني وهي تقترب، تمسح على شعري بحنان.
"نعم، خالة سنديا، الجو رائع حقًا." ابتسمت لها وأمسكت يدها بلطف.
"أنا سعيدة أنك هنا. أعلم أن الأجواء الهندية ليست المفضلة لديك." هي صادقة في كلامها. رغم أن إيشاني أيضًا تكره التقاليد الهندية، إلا أنها اختارت زفافًا هندياً لإرضاء والدتها. أما كاي، عريسها، فهو من النوع الذي يقبل بذلك دون تردد.
"لا بأس، الزواج يبقى زواجاً مهما كانت مراسمه." قلت مازحة، ثم أشرت باتجاه الطابق العلوي. "سأذهب لتفقد إيشاني."
"اذهبي، حبيبتي."
صعدت السلالم ببطء، وأنا أسمع صوت الحشد يزداد خلفي. ارتديت فستاناً أبيضاً هندياً عصرياً اشتريته يوم تلقيت دعوة الزفاف. وعندما اقتربت من غرفة إيشاني، رأيت شقيقها إيشان خارجًا من الغرفة، يمسح على خده بخفة. شهقت وقفزت أمامه. "هل كنت تبكي؟" صرخت.
أنت تقرأ
Maybe in another life.
Romanceكانت فتاة طموحة، وهبت حياتها ليكون والداها فخورين بها، مدللتهم الوحيدة، يونانية متغطرسة بقدر ما كانت لطيفة مع الناس. ذات يوم، صادفت رجلاً غامضاً، نرجسياً في نظرها، يعمل في كافتيريا لكسب قوته اليومي. لم تكن تعرف الكثير عنه، ولكنه اختفى فجأة وغادر حيا...